راموس..الجلاد والضحية .. د.محمد مطاوع | الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

راموس..الجلاد والضحية .. د.محمد مطاوع

اعتدنا عليه جلادا في الملاعب..مدافعا صلبا يحطم طموحات المهاجمين..ومهاجما فذا يجيد اصطياد شباك الخصوم..لكنه بالأمس كان حملا وديعا وهو يلقي خطبة الرحيل على المنصة الملكية، يتحدث بكل هدوء وتواضع، والدموع تملأ عينيه.
سيرجيو راموس..قائد إنجازات  ريال مدريد في العصر الحديث، كان يضع شارته إلى جانب 22 لقبا ساهم في تحقيقها، ولعل أبرزها 3 كؤوس غالية لدوري الأبطال، وعلى بعد خطوات منه، يقف بكل ثبات رئيس النادي فلورينتو بيريز، صاحب الكلمة العليا في قرار الرحيل.
الأمر تشابه كثيرا مع رحيل كريستيانو رونالدو قبل 3 سنوات، حين تشكلت صدمة كبرى في اقتلاع النجم الأول من قلب السانتياجو بيرنابيو، ولذات السبب، حين اختلف مع الدون مع الرئيس، ومثله قبل أيام برحيل المدرب زين الدين زيدان للمرة الثانية عن قلعة البرنابيو.
الكبار يرحلون، وبيريز ما زال جالسا على مقعده، يحرك خيوط اللعبة بأصابعه، ويوقع قراراته غير آبه بتاريخ ولا حاضر، فالمصلحة هي أساس التعامل، والمبدأ هو الفيصل عند اتخاذ القرار.

راموس قالها بكل وضوح، بأن المال لم يكن سببا لخلافه مع الإدارة، وإنما رغبته بالبقاء لعامين آخرين داخل البيرانبيو، وحملت كلماته بعض الأسى بأنه تعرض لخديعة، رغم محاولة تخفيف الأمر بلوم نفسه بأنه كان جاهلا بأن العرض الذي تقدمه به الريال بتخفيض الراتب والتوقيع لمدة عام، كان له تاريخ انتهاء، معتقدا أن ما حققه مع النادي الملكي، سيشفع له أمام بيريز، وهو القائد الذي أفنى أجمل أيام عمره في سبيل اسم الريال، وجمع المجد من أطرافه محليا وقاريا وعالميا.
المفاجأة كانت في كلمات راموس، حين قال أنه قبل بعرض بيريز، لكن الرد عليه كان قاسيا، بأن العرض لم يعد قائما، والرحيل هو القرار الوحيد.
قد تتفق أو تختلف مع راموس، لكن عشقه للريال أمر يجمع عليه الجميع، ورفضه للكثير من العروض التي تتجاوز ما قدمه النادي والتمسك بالبقاء فيه هو خير دليل على ذلك، وقد ينعكس هذا الأمر سلبا على بقية اللاعبين، الذين بدأ التململ بينهم، وقد يكون المدافع الفرنسي رافائيل فاران أول المغادرين خلف راموس.
هناك قوانين ينبغي كسرها، ومبادئ لا بد من تجاوزها في حالة راموس، فمثله يجب أن يوقع على عقد مفتوح دون تاريخ انتهاء، ومثله هو من يقرر متى يضع حذاءه، ويودع جماهيره.
راموس..جلاد الخصوم، والمدافع عن الشباك البيضاء..تحول إلى ضحية لبيريز، الكهل الذي يحسب له التطوير الهائل الذي شهده النادي الملكي..لكن يسجّل عليه أنه لا يكترث لا للتاريخ ولا الحاضر في قراراته مع رموز كنا نعتقد أنها لا يمكن أن تمس في يوم من الأيام.

التصنيفات: ميادين