الوجه الأسود لحرب اليمن..! .. محمد البحري | الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

الوجه الأسود لحرب اليمن..! .. محمد البحري

 ست سنواتٍ عجاف تعيشها الرياضة اليمنية، منذ بدأت الحرب في الـ 26 من مارس 2015م، حقبة سوداء، جرفت معها طموحات الشباب والرياضيين وأوصلتهم إلى هوة الإحباط بلا رحمة. لقد حطمت غارات الطيران الحربي المنشآت الرياضية، والبنية التحتية التي كانت متنفسًا، ينبعث منها أبطال اليمن إلى مختلف دول العالم للمشاركة في كافة الألعاب الرياضية، ووسط هذه التراكمات من المآسي والمعاناة، شحت الموارد المالية وانكمش الرياضيون، والصامدون منهم يُمارسون تدريباتهم على الركام، وعلى زجاج الصالات المغلقة المدمرة، ويركضون على أنقاض الملاعب الخضراء التي تلونت بالموت جراء قصفها.
فرض الحصار المفروض على اليمن، أوجاعًا إضافية، وبات تنقل الرياضي داخل اليمن وخارجها مهمة مستحيلة، فتقلصت المشاركة خارجيًا وظل الرياضي اليمني “رهين” أحلامه، حين يصعب على النيران أن تحاصر الحلم أو تدفن الأمل.
أثرت الحرب تأثيرًا كبيرًا على أداء الرياضيين اليمنيين، ففشلت كرة القدم في مقارعة منتخبات الدول الآسيوية والعربية، وقدمت فئات المنتخبات الوطنية (أول – ناشئين – شباب وأولمبي) مستويات باهتة، نتيجة عدم إقامة دوري عام لكرة القدم منذ سنوات، وكذا إثر تدمير الملاعب وقصفها وتحويلها إلى مساحات خارج نطاق الخدمة.
كان نجوم الرياضة اليمنية يعودون من مشاركاتهم الخارجية مُكللين بالميداليات الملونة، ويضعون أنفسهم في قلب المنافسة بثقة وطموح وهم يحملون على عاتقهم مسؤولية تشريف وطنهم. هذه السنوات العجاف أكلت من طموحهم الكثير، رسمت على سواد شعرهم خطوطًا بيضاء، وأثقلت أمنياتهم بالصبر، لعل الحياة تدب من جديد وتنتهي الحرب بكل لياليها الطويلة ومذاقها المر. خسائر الرياضة اليمنية، لم تكن “نفسية” فحسب، بل ومادية؛ حيث بلغت تكلفة هذه الخسائر “مليار” دولار عدًا ونقدًا جراء استهداف 108 منشآة رياضية في عددٍ من المحافظات اليمنية.
بعض هذه الخسائر كانت مباشرة وقدرت بـ650 مليون دولار، وغير مباشرة قُدرت بـ 350 مليون دولار. من هذه المنشآت التي تم تدميرها، 7 استادات رياضية، و13 ملعبًا رياضيًا، و 23 صالة، و9 بيوت شباب و21 مقرًا إداريًا، و6 مقرات رياضية و12 ملعبًا خفيفًا، بالإضافة إلى حرمان حوالي ستة آلاف عامل من فرص العمل في المشاريع التي كانت تنفذها وزارة الشباب والرياضة.
لم يكن الشباب والرياضيين ومنشآتهم ضحايا هذه الحرب، فحتى الحيوانات دفعت ثمنًا لصواريخ الطائرات، حيث قُتل 100 خيل عربي من السلالة اليمنية الأصيلة، بعد استهداف اسطبلاتهم في العاصمة صنعاء. الحرب هي الحرب، لا تداهم بلدًا إلا وحولت سكينته إلى “جحيم” وأصابت سكانه بالتعاسة، تُشرد الكبار، وتقتل الأطفال جوعًا، تُبكي الأمهات، وتتوقف الحياة منذ الطلقة الأولى، وتعم الفوضى أرجاء المجتمع. اليمن بعد ست سنوات عجاف، لا تزال تكافح من أجل التنفس، تضمد جراحها النازف يوميًا، يأمل أبناؤها بأن تشرق “شمس السلام” مرة أخرى على بلد وصفت عبر التاريخ بـ “الحكمة”.
لا يتوفر وصف.
لا يتوفر وصف.
لا يتوفر وصف.
لا يتوفر وصف.

التصنيفات: ميادين