الشباب والتراث اليمني .. د. محمد النظاري | الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

الشباب والتراث اليمني .. د. محمد النظاري

من خلال الاستماع لكثير من المغنين الشباب سليحظ بوضوح ابتعاد غالبيتهم عن التراث الجميل، الذي تزخر به بلادنا، والذي من روعته تمت سرقته خارجيا دون الإشارة إلى كونه من التراث اليمني الأصيل.
عندما كنت مسؤولا عن جائزة رئيس الجمهورية للشباب بالحديدة، ظهر كثير من الشباب من خلال التنافس الكبير بينهم، وكانت اللجنة المكونة من خبراء كبار، يجدون صعوبة في اختيار الفائز.
الشاب أسامة دعبوش كان أحد الفائزين بالجائزة عن محافظة الحديدة في العام 2005م، وكان لصوته واختياره للأغاني التراثية دور مهم في إقناع لجنة التحكيم بأنه جدير بالفوز حينها.
منذ 2005م وحتى 2022م، أكثر من عقد ونصف، وتحديدا منذ 17 سنة، التقيت مجددا بالفنان أسامه دعبوش، وفورا عادت بي الذاكرة لذلك الشاب صاحب الصوت الشجي والأداء الجميل والأغاني الرائعة، ووجدت تغييرا كبيرا قد حدث، فالبحث عن ترقيص الشباب هو الغاية ولو على حساب الفن الأصيل، والمحزن أن استخدام الكلمات غير الراقية أصبح سمة مميزة في كثير من المغنين الشباب.
نحن أمام سقوط حقيقي للفن اليمني، والمشكلة أن السلطات المختصة غائبة عن إيقاف مثل هذه الممارسات، التي إن استمرت فلن يبقى بقية للتراث اليمني، فأين هي وزارة الثقافة وأين هي نقابة الفنانين؟ أليس دورها تصحيح هذا المسار المعوج.
نتساءل كثيرا من أين تأتي ميوعة الشباب؟، والإجابة بكل بساطة، من خلال مثل هذه الأغاني التي لا هدف لها ولا كلمات رصينة ولا أداء متزن.
الأعراس والحفلات العامة هي وجهة كثير من الشخصيات المحترمة، التي من حقها الاستماع للفن المحترم، لا أن تكون مضطرة لسماع ما يخدش الذوق ويميع الشباب، والمصيبة أن هناك مبالغ كبيرة تدفع لهذا النوع الذي يسميه البعض (فنا) وعندما تسألهم لماذا تغنون بهذه الطريقة؟؟، يجيبون : نحن نرضي جمهورنا.. وهذا دليل على أن الجمهور تم مسخه من خلال السماح باستمرار هذا التراجع الفني.
رسالتنا نوجهها إلى مسؤولي وزارة الثقافة ونقابة الفنانين، بأنكم مشاركون في اندثار التراث، وأنتم من يفترض بكم أن تحافظوا عليه، فلا يصح أن تتحول وزارة الثقافة إلى وزارة سخافة، ومن غير المقبول أن يتقاعس المختصون في الوزارة عن تأدية دورهم الرقابي والإشرافي على المصنفات الفنية.

التصنيفات: ميادين