تعتمد الأندية الأوربية يومًا بعد يوم على المدربين الشباب، ويفضل بعضها تعيين نجوم سابقين في منصب المدير الفني، لكونهم أدرى بخبايا النادي وتقاليده وما يدور فيه وأكثر قدرة على تحمل الضغط.
وقبل أيام تولى لاعب ميلان السابق جينارو جاتوزو مسؤولية تدريب الروسونيري.
وفاز جاتوزو بالعديد من الألقاب مع ميلان خلال مسيرته كلاعب، بين عاميّ 1999 و2012، كلقب دوري الأبطال 2007 والدوري الإيطالي، فهل سينجح في مسيرته كمدرب للفريق اللومباردي أيضًا؟
وفي إسبانيا نجد نماذج كثيرة لمثل هذه الحالات، أبرزها زين الدين زيدان وجوسيب جوارديولا ولويس إنريكي.
وانضم زيدان للملكي كلاعب سنة 2001، وأنهى مسيرته معه في 2006، وترك من اللمسات ما لا يحصى، وفاز بالعديد من الألقاب.
أما كمدرب، فقد بدأ مسيرته مع الميرينجي في يناير/ كانون الثاني 2016، وكان الفريق يتخبط، فأعطاه الاستقرار وفاز بدوري الأبطال مرتين، ويستمر معه أداء المرينجي القويّ، مع تذبذب في الليجا مؤخرًا.
وكانت مسيرة جوارديولا كلاعب في برشلونة حافلة، إذ لعب للبلوجرانا بين عاميّ 1990 و2001، فاز فيها بالعديد من الألقاب، وكان كمدرب أكثر نجاحًا، حيث تولى قيادة البارسا سنة 2008، وفاز بكل الألقاب الممكنة، لينهي عقده معهم سنة 2012 وينتقل إلى البايرن بعدها بعام.
برشلونة، بعد جوارديولا قرر الاعتماد على لويس إنريكي، الذي مثل البارسا كلاعب بين عاميّ 1996 و2004، وحقق العديد من الألقاب كالدوري الإسباني، وكأس الكؤوس الأوروبية سنة 1997.
وكمدرب قاد إنريكي برشلونة لثلاثة مواسم ناجحة عمومًا، من 2014 إلى 2017، ففاز بدوري الأبطال والليجا وكأس الملك وكأس العالم للأندية.
وفي إنجلترا، يبرز دي ماتيو مع تشيلسي، حيث بدأ مسيرته مع البلوز كلاعب سنة 1996 وأنهاها في 2002، وكمدرب تولى المهمة في مارس/ آذار 2012، ولكنه استطاع تحقيق إنجاز تاريخيّ بالفوز بدوري أبطال أوروبا ذلك الموسم، وتمت إقالته في نوفمبر/ تشرين الأول 2012.
تشيلسي اعتمد قبل ذلك على لاعب ومدرب في الوقت نفسه، وهو رود خوليت. وبعد إقالته، تعاقد مع لاعب آخر له وهو جانلوكا فيالّي، ليشرف على التدريب ويلعب مع الفريق، وحقق نجاحًا غير متوقع بحصوله على كأس الرابطة الإنجليزية، وكأس الكؤوس الأوروبية، وكأس السوبر الأوروبية، وتمت إقالته بعد تدهور النتائج ودخوله في مشاكل مع بعض اللاعبين سنة 2000.
في ألمانيا، نجد ماتياس سامر، الذي لعب لبوروسيا دورتموند بين عاميّ 1993 و1998، وفاز بعدة ألقاب أهمها دوري أبطال أوروبا 1997، وفي صيف 2000، أشرف على الفريق الأصفر، ففاز بالدوري الألماني في موسم 2001- 2002، ولكن تم الاستغناء عنه في صيف 2004.
وفي إيطاليا، نجد العديد من الأمثلة، ولكن نذكر أهمها، كأنطونيو كونتي، الذي لعب لليوفي 13 موسمًا وفاز بالدوري الإيطالي 5 مرات، وبدوري أبطال أوروبا 1996، وبكأس الاتحاد الأوروبي 1993.
ثم أشرف على تدريب السيدة العجوز سنة 2011، ففاز بالإسكوديتو في 3 مناسبات، 2012 و2013 و2014، وكذلك بكأس السوبر الإيطاليّ سنتيّ 2012 و2013، ما جعلها مسيرة ناجحة.
وفي 15 يونيو/ حزيران 2014، قدم كونتي استقالته من تدريب الفريق، ليشرف على المنتخب الإيطالي.
ونذكر كذلك المهاجم فيليبو إنزاجي، الذي لعب لنادي ميلان من 2001 إلى 2012، وفاز بالعديد من الألقاب أهمها دوري الأبطال 2007.
ولكن هذه المسيرة الناجحة كلاعب، لم تشفع له كمدرب، إذ أخفق حين تولى مسؤولية الفريق في يونيو/ حزيران 2014، لينهي الموسم في المركز العاشر، ما دفع الإدارة للاستغناء عن خدماته.