يبدأ اليوم، فصل جديد من فصول الصراع الشرس بين كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، أسطورتي ريال مدريد وبرشلونة، عندما تعلن مجلة “فرانس فوتبول” عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية عن عام 2017، حيث يأمل النجم البرتغالي في الحصول على كرته الخامسة، ومعادلة رقم غريمه الأرجنتيني.
وتمثل تلك الجائزة طابعاً خاصاً لدى عشاق كرة القدم، نظراً لتاريخها الطويل الممتد منذ عام 1956، بالإضافة لكونها تمنح بناءً على آراء النقاد والصحفيين المتخصصين في كرة القدم، على عكس أغلب الجوائز الآخرى التي قد يشترك فيها تصويت الجمهور.
ويعتبر رونالدو وميسي، الأكثر تتويجاً بهذه الجائزة، حيث يمتلك الدون 4 جوائز آخرها العام الماضي، بينما يتربع البرغوث على عرش الأكثر حصولاً عليها بـ 5 جوائز، وتشير التكهنات لفوز رونالدو بالجائزة بعد موسمه الرائعة مع ريال مدريد في الليجا، وبطولة دوري الأبطال، التي انتزاع فيها لقب الهداف من نجم برشلونة.
وظن البعض أنه بحصول هداف برشلونة التاريخي على الكرة الذهبية الرابعة عام 2012، وهو لايزال في الـ 25 من عمره، يكون قد حسم الصراع بينه وبين رونالدو مبكراً، ذلك في ظل تواجده مع جيل البلوجرانا الذهبي رفقة تشافي وبويول وإنييستا، والذين كانوا يبثون الرعب في قلوب فرق أوروبا.
وفي ذلك الحين لم يكن يملك ابن جزيرة ماديرا سوى جائزة واحدة، كان قد حصل عليها أثناء تواجده في كتيبة أليكس فيرجسون، بمانشيستر يونايتد، وتزامن ذلك مع تعثره على مستوى الألقاب مع ريال مدريد في المواسم الأربعة الأولى، حيث لم يحصد الفريق الملكي سوى 3 بطولات، مع خروج مستمر من دوري أبطال أوروبا.
تحدث البرازيلي رونالدو عقب تسليمه ميسي كرته الذهبية الثالثة عام 2011، وأكد أن ميسي على الرغم من صغر سنه إلا أنه اقترب ليكون اللاعب الكامل، مشيرا إلى أن موهبته وسرعته الفائقة ستضعه على عرش الكرة العالمية في الوقت القريب دون منافس.
وجد رونالدو نفسه أمام تحد كبير للعودة، ومنافسة ميسي الذي هيمن على الجائزة بالفعل لمدة 4 أعوام متتالية، وجاء موسم 2012-2013 وقيادته البرتغال لنهائيات كأس العالم، ليعود من جديد لمنصات التتويج ويحصل على الكرة الذهبية الثانية.
وبدا الصراع بين النجمين على أشده بعد موسم رونالدو الكبير مع الفريق الملكي في موسم 2013-2014، وحصوله على دوري الأبطال الذي مكنه من الفوز بالكرة الثالثة، رد عليه ميسي في العام التالي بالحصول على الخماسية مع برشلونة ثم الفوز بالكرة الخامسة، ليعود رونالدو من جديد ويحصد كرته الرابعة بعد الفوز بدوري الأبطال عام 2016.
وسيكون رونالدو أمام ريمونتادا تاريخية في حالة إعلان فوزه بالكرة الذهبية مساء اليوم، فلم يتوقع أحد قبل 5 سنوات أن يكون الفارق بينه وبين ميسي جائزة واحدة فقط، وهذا قد يفتح المجال أمام سنوات أخرى شديدة التنافسية بين النجمين.
وأصبح اللاعبان أمام عائق لمواصلة هذا الصراع، وهو التقدم في السن، حيث سيكمل رونالدو عامه الـ 33 في فبراير المقبل، وفي يونيو يتمم ميسي عامه الأول بعد الثلاثين، مما يضعنا أمام بعض سنوات قليلة لاستمرار تلك المنافسة المستمرة منذ عقد من الزمان.
وستدخل جائزة الكرة الذهبية منعطفاً أكثر قوة في السنوات المقبلة، في ظل تألق عدد كبير من المواهب في أوروبا كنيمار وكيليان مبابي، المتوهجان في الدوري الفرنسي ودوري الأبطال، وباولو ديبالا نجم يوفنتوس، وهاري كين الهداف الإنجليزي الصاعد بسرعة الصاروخ، وقد يُحدث هؤلاء تطورات جديدة على الفائز بالجائزة في السنوات المقبلة.