لم يتم ترشيح اسم أنطونيو كونتي لجائزة أفضل مدرب في العام 2017، ضمن جوائز جلوب سوكر السنوية، من قبيل الصدفة، بعدما قدم المدرب الإيطالي دليلاً جديدًا على قدراته التكتيكية من خلال قيادة تشيلسي لإحراز لقب الـ”بريمير ليج”، في موسمه الأول بالملاعب الإنجليزية.
وينضم كونتي إلى قائمة المرشحين، التي تضم بطل دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد زين الدن زيدان، وبطل الدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو، وبطل إيطاليا ووصيف بطل أوروبا مع يوفنتوس ماسيميليانو أليجري، علمًا بأنه سبق وأن فاز بالجائزة عام 2013.
واكتسب كونتي شهرة كبيرة كمدرب، أكثر من تلك التي اكتسبها كلاعب وسط مجتهد في صفوف يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، الذي لعب له 20 مباراة أحرز خلالها هدفين، وكان ضمن تشكيلته في نهائيات كأس العالم 1994، وكأس أوروبا 2000 التي هز فيها الشباك مرة واحدة.
ووصل كونتي إلى قمة المجد مع يوفنتوس كلاعب، ففاز معه بلقب الدوري الإيطالي 5 مرات، وكأس إيطاليا مرة واحدة، ورفع معه كأس دوري أبطال أوروبا الموسم 1995-1996، وكأس الاتحاد الأوروبي الموسم 1992-1993.
تحوّل كونتي إلى عالم التدريب في العام 2006، وبدأ مسيرته مع فريق أريزو المتواضع، قبل أن يستلم تدريب باري ويقوده لإحراز لقب دوري الدرجة الأولى “سيري ب” الموسم 2008-2009.
في 2009، وقّع كونتي عقدًا لتدريب أتالانتا، لكنه لم يحقق نجاحًا يذكر، واصطدم كثيرًا مع الجمهور، واضطرت الشرطة لحمايته بعدما تشاحن مع أنصار الفريق عقب خسارته أمام نابولي، وفي اليوم التالي قدّم استقالته مع الفريق الذي كان يحتل حينها المركز التاسع عشر، لكن كونتي تمكن من إنعاش مسيرته التدريبية من خلال قيادة سيينا للارتقاء إلى “سيري أ” في الموسم 2010-2011، قبل أن يسلك مشواره منعطفًا في غاية الأهمية.
وقع كونتي عقدًا لتدريب فريق عمره يوفنتوس صيف عام 2011، وفاز معه بلقب الدوري الإيطالي 3 مرات متتالية، وتحوّل إلى واحد من ألمع المدربين الطليان، لكنه اختار في النهاية التحول إلى تدريب منتخب بلاده العام 2014.
مع كونتي، تمتّع “الأزوري” بهيبة فنية كان يفتقدها في السابق، وتحسّن أداء الفريق كثيرًا، مستفيدًا من وجود لاعبي يوفنتوس الذين يحظون بتفاهم لافت مع المدرب، وبلغ الفريق نهائيات كأس أوروبا 2016 التي وصل خلالها للدور ربع النهائي بعد إقصاء اسبانيا من دور الـ16، لكنه سقط أمام ألمانيا بركلات الترجيح.
أدرك كونتي أن تدريب المنتخبات أمرًا لا يستهويه نظرًا لقلة المباريات طوال العام، فعاد إلى تدريب الأندية، واختار هذه المرة تحديًا جريئًا، من خلال استلام تدريب تشيلسي الإنجليزي الذي كان يمر بفترة عدم استقرار بعد إقالة جوزيه مورينيو وحلول الفريق في مركز متأخر بالدوري بنهاية الموسم.
وغيّر كونتي من طريقة سير الأمور في الفريق اللندني، وبنى علاقة جيدة مع اللاعبين البارزين، لكنه في المقابل تشاحن مع آخرين، وتجرأ على إبعاد محبوب الجماهير جون تيري من التشكيل الأساسي.
من البصمات الواضحة التي تركها تشيلسي على الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، الاعتماد على طريقة اللعب 3-4-3 مع تشيلسي، وهي طريقة تناسبت تمامًا مع قدرات لاعبيه، فعمل مدربون آخرون على اللجوء إلى هذه الطريقة فيما بعد، مثل أرسين فينجر (أرسنال)، وجوزيه مورينيو (مانشستر يونايتد)، كما تميّز كونتي بطريقة احتفالاته الهيستيرية، التي أثارت حنق زملائه من المدربين أمثال مورينيو، ومدرب توتنهام ماوريسيو بوكيتينو.
وأحرز كونتي اللقب الإنجليزي مع تشيلسي، مستفيدًا من غياب الفريق عن المنافسات الأوروبية، وقد تمكن هذه اللحظة من التأهل مع الفريق إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث سيلاقي برشلونة الإسباني.