تحمل الكرة العربية العديد من المواجهات الشرسة بين غريمين أو أكثر داخل البلد الواحد، ما يخلق مباريات ديربي وكلاسيكو تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، وشعبية جارفة بين أنصار كل نادٍ.
وفي وقت تشتعل فيه المنافسة بين عدة أندية كبرى على مستوى الوطن العربي، فإن بعض المباريات تبقى حاضرة في الأذهان عند الحديث عن لقاءات الكلاسيكو الأكثر قوة عربيًا.
ولعل ما قاله سامي الجابر نجم المنتخب السعودي السابق، بأن مباراة كلاسيكو الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد، هي الأقوى عربيًا، قد زاد الجدل بشأن موقف ديربيات أخرى ومباريات عربية بين غريمين مثل قمة الأهلي والزمالك، التي أقيمت مؤخرا في كأس السوبر الأفريقي.
حظيت المواجهة النارية بين قطبي الكرة المصرية اللذين لعبا في الرياض، بمتابعة كبيرة ربما تخطت الكلاسيكو السعودي بين الاتحاد والهلال على المستوى الجماهيري.
كفة نجوم روشن أرجح
يدخل حجم النجوم والأسماء في أي مباراة ديربي أو كلاسيكو ضمن معايير تقييم قوة المواجهة، حيث أن كلاسيكو الهلال والاتحاد بلا شك يضم عديد النجوم البارزين، فيكفي تواجد كريم بنزيما وحسام عوار وموسى ديابي وستيفن بيرجوين وفابينيو وكانتي، ضمن صفوف العميد.
في المقابل تحوي قائمة الهلال أسماءً بارزة مثل الثنائي الصربي سافيتش وميتروفيتش والثنائي البرازيلي مالكوم وماركوس ليوناردو، والثنائي البرتغالي روبن نيفيز وجواو كانسيلو والمغربي ياسين بونو.
بلا شك تمثل قيمة هؤلاء النجوم مصدر قوة لكلاسيكو الدوري السعودي، خاصة في ظل سياسة الانتدابات التي تنتهجها الكرة السعودية في آخر موسمين، ما جعل مباريات الكلاسيكو والديربي أكثر قوة من ذي قبل.
تفوق كاسح
لكن مثلما يمكن اعتبار كم النجوم في طرفي الكلاسيكو معيارًا لنجاح المواجهة ومدى جماهيريتها فإن أيضا القوة تقاس بالتوزان بين الطرفين، وهو ما يمكن أن يفتقده الدوري السعودي في مباريات الكلاسيكو الفترة الأخيرة.
وعلى مدار آخر عامين هيمن الهلال بشكل كاسح على كل مباريات الكلاسيكو بما ساهم في قتل المنافسة بشكل كبير.. حيث سيطر الزعيم على آخر 8 لقاءات متتالية، ما يعني أن الكفة تميل لطرف واحد فقط، وهو ما يفقد هذه المواجهة أحد أهم المعايير وهو القوة والتكافؤ.
وفي آخر لقاءات الكلاسيكو بين الهلال والاتحاد، كان الزعيم بمقدوره حسم النتيجة بانتصار قياسي في الشوط الأول فقط لكنه اكتفى بثلاثية، قبل أن يقلص العميد الفارق في الشوط الثاني (3-1).
ويعكس هذا حجم تفوق الهلال على منافسيه بشكل كبير، الأمر الذي يقلل من التنافسية ولو بشكل نسبي، بعكس قمة الأهلي والزمالك أو الرجاء والوداد أو الهلال والمريخ على سبيل المثال كمباريات متكافئة ولا تشهد تفوقا كاسحا لطرف على حساب الآخر لفترة طويلة.
شعبية جارفة
أما لغة الأرقام فلها حسابات خاصة حيث أن كلاسيكو الهلال والاتحاد في ملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية، شاهده نحو 16 ألف مشجعا، ورغم أنه الكلاسيكو الأول في الموسم وقمة حسم صدارة الترتيب، إلا أن الملعب لم يكن ممتلأ عن آخره.
في المقابل فإن قمة الأهلي والزمالك بملعب المملكة أرينا شهدت حضور 25 ألف مشجعا ما يرجح كفة الكلاسيكو المصري نسبيًا على صعيد الشعبية والجماهيرية مع الوضع في الاعتبار أيضا نسب المشاهدة عبر القنوات التلفزيونية لتلك المواجهة.
كذلك الحال بالنسبة لقمة الدار البيضاء بين الوداد والرجاء والتي عادة ما تشهد حضورا جماهيريا قياسيا، كما أن التنافس بينهما يعد سجالا على مستوى النتائج ما بين انتصارًا للأخضر ومثله للأحمر في آخر السنوات.
قيمة سوقية
على مستوى القيمة السوقية للأندية، فإن طرفي كلاسيكو السعودية، الهلال والاتحاد يتفوقان بشكل كاسح إذ تبلغ قيمة الفريقين – بحسب موقع ترانسفير ماركت – 415.23 مليون يورو، في حين لا تقارن هذه القيمة بما يحمله كلاسيكو الأهلي والزمالك حيث تبلغ قيمة الفريقين نحو 47 مليون فقط.