“نهائي القرن”، كلمة تحلم بها جماهير الكرة السعودية، لا سيما الثلاثي المشارك في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة؛ الهلال والأهلي والنصر، لكن الأخير تحديدًا هو من تقع عليه مسؤولية تحقيق هذا الحلم.
النصر سيواجه كاواساكي فرونتال الياباني في نصف النهائي، غدا الأربعاء، وإذا تأهل للمباراة النهائية، حينها سيكون على موعد مع نهائي القرن، ضد الفائز من موقعة الهلال والأهلي.
عقدة نصراوية
لكن النصر سيكون عليه التغلب على عقدة راسخة من أجل تخطي عقبة الفريق الياباني، حيث لم ينجح في تجاوز نصف نهائي البطولة بشكلها الجديد منذ عام 2003، رغم بلوغه مرتين.
التأهل الأول لنصف النهائي كان في 2020، لكنه خسر أمام برسيبوليس الإيراني بركلات الترجيح، بعد التعادل 1-1.
وفي الموسم التالي، تأهل النصر لنصف النهائي مجددًا، لكنه ودع هذه المرة على يد الهلال 2-1.
وكان الفريق الأصفر قد نجح في بلوغ النهائي القاري بالنظام القديم في نسخة 1995، لكنه خسر من سيونجنام الكوري الجنوبي.
سلاح رونالدو
هذه المرة، سيكون لدى النصر سلاحًا مختلفًا، وهو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يخوض مع الفريق نصف نهائي دوري أبطال آسيا لأول مرة.
ويُقدم النجم البرتغالي موسمًا مميزًا مع الفريق العاصمي، إذ أسهم معه في 37 هدفًا خلال 37 مباراة، بواقع 33 هدفًا و4 تمريرات حاسمة.
توهج رونالدو زاد بريقه مؤخرا إذ سجل في 6 من آخر 7 مباريات شارك فيها مع النصر، بواقع 8 أهداف، ولم تغب أهدافه سوى أمام القادسية، في الجولة 28 من دوري روشن.
ملك ليالي الأبطال
وإذا ذُكر رونالدو ذُكرت ليالي دوري الأبطال، كيف لا وهو ينافس على صدارة هدافي نخبة آسيا، رغم أنه غاب عن 4 مباريات فيها.
وسجل رونالدو 8 أهداف، بفارق هدف وحيد خلف الرباعي الذي يتصدر ترتيب الهدافين: السعودي سالم الدوسري والجزائري رياض محرز والألباني جاسير أساني والبرازيلي أندرسون لوبيز.
ورغم أن صاحب الـ40 عامًا غاب عن 4 مباريات في دوري أبطال آسيا للنخبة، لكنه سجل في جميع المباريات الأخرى التي شارك فيها، باستثناء مباراة استقلال طهران في الجولة الثالثة من مرحلة الدوري.
ياباني أصلي
ما يعزز من فرص رونالدو في منح النصر مقعدًا في نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، سجله المميز للغاية ضد الفرق اليابانية، رغم قلة المواجهات الرسمية.
وواجه “الدون” 3 فرق يابانية مختلفة، مع 3 فرق مختلفة أيضًا، ونجح في الفوز بجميع تلك المباريات، وسجل فيها جميعًا: 5 أهداف.
البداية كانت في كأس العالم للأندية 2009، عندما سجل رونالدو هدفًا قاد به مانشستر يونايتد للفوز على جامبا أوساكا الياباني 5-3، بنصف النهائي، قبل حصد اللقب على حساب ليجا دي كويتو الإكوادوري.
رونالدو قاد ريال مدريد للفوز بنفس البطولة عام 2017، بعدما سجل هاتريك في الفوز على كاشيما أنتلرز الياباني 4-2، في المباراة النهائية.
ويوم السبت الماضي، سجل رونالدو هدفًا قاد به النصر للفوز على يوكوهاما مارينوس الياباني 4-1، في ربع نهائي بطولة النخبة، ويأمل أن يكرر السيناريو، ويقود فريقه للقب، بعد عبور العقبة اليابانية.
نجاح محدود
لكن رونالدو أيضًا سيكون عليه التغلب على سجل نجاحه المحدود في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث وصل لهذا الدور 11 مرة من قبل، ونجح في تجاوزه 6 مرات، بينما فشل في ذلك في 5 مناسبات أخرى.
مع مانشستر يونايتد، وصل رونالدو لنصف نهائي الأبطال 3 مرات، فشل في تجاوز نسخة 2007 أمام ميلان، ثم تجاوز برشلونة وآرسنال في نسختي 2008 و2009.
أما مع ريال مدريد، فقد بلغ هذا الدور 8 مرات في 9 مواسم، فعبر للنهائي 4 مرات فقط، على حساب بايرن ميونخ (2014 و2018)، ومانشستر سيتي (2016)، وأتلتيكو مدريد (2017).
في المقابل، فشل رونالدو في قيادة ريال مدريد لنهائي دوري أبطال أوروبا 4 مرات، أمام برشلونة (2011)، وبايرن ميونخ (2012)، وبوروسيا دورتموند (2013)، ويوفنتوس (2015).
نهائي القرن
لكن، إذا قاد رونالدو النصر إلى نهائي القرن، فإنه سيكون على موعد مع مباراته المفضلة، حيث خاض 6 مباريات نهائية في دوري أبطال أوروبا، فاز في 5 منها، وخسر واحدة.
وقاد “صاروخ ماديرا” مانشستر يونايتد للفوز بدوري أبطال أوروبا 2008 على حساب تشيلسي، قبل الهزيمة من برشلونة في نهائي نسخة 2009.
أما مع ريال مدريد، فقد توج رونالدو بذات الأذنين في المرات الـ4 التي بلغ فيها النهائي، على حساب أتلتيكو مدريد (2014 و2016)، ويوفنتوس (2017)، وليفربول (2018).
ويحلم رونالدو بأن يكرر هذا الإنجاز مع النصر، ليحقق لقبه الأول مع الفريق بطريقة لا يمكن أن ينساها أي عاشق لكرة القدم السعودية أو العربية أو الآسيوية، بل حتى العالمية، وحينها سيدخل ضمن قائمة نادرة حققت اللقب الثمين في أكثر من قارة.
