حكيمي وديمبلي يضعان مشروع أرتيتا في مرمى النيران – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

حكيمي وديمبلي يضعان مشروع أرتيتا في مرمى النيران

بعد هزيمة محبطة ومؤلمة في ملعب “حديقة الأمراء”، سيختتم آرسنال موسمه الخامس على التوالي دون أي لقب كبير، فيما أكد باريس سان جيرمان أن المشاريع الجديدة يمكن أن تنجح على الفور.

وتأهل سان جيرمان لنهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما فاز على آرسنال في نصف النهائي ذهابًا وإيابًا (1-0) و(2-1) على الترتيب، ليضرب موعدًا مع إنتر ميلان يوم 31 مايو/آيار الجاري، على ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ الألمانية.

بدأ الفريق الإنجليزي مباراة الإياب بحيوية كبيرة، ولو كان أي حارس مرمى غير جيانلويجي دوناروما يقف بين خشبات المرمى الباريسي، لربما استطاع آرسنال قلب الموازين في هذه المواجهة.

وقال ميكيل أرتيتا، مدرب آرسنال، لشبكة “تي إن تي سبورتس”: “كان دوناروما هو الفارق لصالحهم”، وكان له بعض الحق في هذا التصريح. لكن عندما أضاف الإسباني بأن آرسنال كان “أقوى فريق في البطولة”، بدا وكأنه منفصل تمامًا عن الواقع.

قدم آرسنال أداءً جيدًا، لكن لم يكن كافيًا. وهذه أصبحت القصة المتكررة خلال عهد أرتيتا في ملعب الإمارات، فرغم استثمار مئات الملايين من الجنيهات في الفريق، لا يزال هناك نقص واضح في الجودة في بعض المراكز الأساسية، خاصة في خط الهجوم.

في المقابل، يبدو باريس سان جيرمان فريقًا شبه متكامل. اللاعبون يعرفون تمامًا ما يُطلب منهم تحت قيادة لويس إنريكي، ونجح أبطال الدوري الفرنسي في التأهل المستحق إلى النهائي، حيث سيواجهون فريقًا آخر يتمتع بهوية واضحة وهو إنتر ميلان.

فيما يلي، يستعرض موقع جول أبرز الفائزين والخاسرين من معركة باريس وآرسنال:

الفائز: أشرف حكيمي

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد ترينت ألكسندر-أرنولد رحيله عن ليفربول مع نهاية الموسم، وبات معروفًا لدى الجميع أن وجهته المقبلة ستكون ريال مدريد، حيث يبدو أنه يسعى إلى المنافسة على جائزة الكرة الذهبية.

لكن الحقيقة أن ألكسندر-أرنولد ليس حتى أفضل ظهير أيمن في العالم، فهذا اللقب يذهب إلى أشرف حكيمي، الذي قدّم أداءً مذهلًا في ملعب “حديقة الأمراء”، مؤكدًا امتلاكه لمهارات شاملة يفتقر إليها الدولي الإنجليزي حتى الآن.

كان حكيمي رائعًا أمام آرسنال. لم يقم أي لاعب في المباراة بعدد تدخلات ناجحة أكثر منه، كما أنه لمس الكرة أكثر من أي من زملائه في الفريق، ما يعكس أهميته الكبيرة في أسلوب لعب باريس سان جيرمان. إنه لاعب متكامل، قادر على إيقاف جناح خطير مثل جابرييل مارتينيلي، وفي الوقت نفسه، التقدم داخل منطقة الجزاء لتسجيل هدف حاسم في نصف نهائي دوري الأبطال.

ريال مدريد نجح في الحصول على توقيع ألكسندر-أرنولد مجانًا، لكن لا يزال من غير المفهوم كيف فرّط قبل 5 سنوات في حكيمي – اللاعب الأفضل – مقابل 40 مليون يورو فقط (34 مليون جنيه إسترليني/45 مليون دولار).

الخاسر: نيكولا جوفر

قبل تنفيذ إحدى ركلات الركنية لآرسنال أمس الأربعاء، ركزت الكاميرا على نيكولا جوفر، ولا غرابة في ذلك، فهو أشهر مدرب متخصص في الكرات الثابتة في كرة القدم، وله جدارية قرب ملعب الإمارات.

لكن الحقيقة المزعجة هي أن شهرة جوفر لا تتناسب مع فعالية عمله على أرض الواقع. فحتى في الدوري الإنجليزي الممتاز، هناك فرق مثل كريستال بالاس، أستون فيلا، وإيفرتون تبدو أكثر خطورة من آرسنال في تنفيذ الكرات الثابتة – إن لم يكن أكثر.

وعلاوة على ذلك، ألقى توماس بارتي عددًا كبيرًا من الرميات الجانبية داخل منطقة باريس سان جيرمان دون أي تأثير يُذكر، لدرجة أنه بدا مرهقًا وهو يرفع ذراعيه لتحية الجماهير بعد صافرة النهاية.

ولا يجب تجاهل أن الهدف الافتتاحي للمباراة جاء بعد فشل آرسنال في التعامل مع كرة ثابتة – بعد أربعة أيام فقط من خسارته أمام بورنموث على ملعب الإمارات بهدفين من كرات ثابتة. وفي هذا السياق، فإن تشبيههم بفريق ستوك سيتي قد يُعد إهانة لفريق المدرب السابق توني بوليس!

الفكرة هنا ليست أن جوفر سيئ في عمله؛ بل إننا ربما نبالغ في تسليط الضوء على “الخبير في الكرات الثابتة” الذي لا يبدو أن تأثيره الإيجابي ظاهر بشكل كبير على نتائج آرسنال.

الفائز: مشروع باريس سان جيرمان

قال فيتينيا إنه يشعر بالفخر لأنه لعب إلى جانب ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي في باريس سان جيرمان. وأكد اللاعب البرتغالي أنه يتطلع بشغف ليحكي لأحفاده عن تلك التجربة يومًا ما.

ومع ذلك، فإن اعترافه الصريح بأنه يفضل “المشروع الجديد” لباريس سان جيرمان – المشروع الذي لا يضم أي نجم عالمي – يكشف الكثير، ومن السهل جدًا فهم السبب.

على مدار أكثر من عقد من الزمان، انشغلت مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية (QSI)، مالكة النادي، بالتعاقد مع أسماء لامعة، اعتقادًا منها أن النجومية الفردية هي السبيل الوحيد للفوز بدوري أبطال أوروبا. لكن تلك الاستراتيجية لم تؤتِ ثمارها. فقد أخفق باريس مرارًا في أوروبا – وغالبًا بطرق مؤلمة للغاية.

وبالطبع، كانت الهزيمة في نصف نهائي الموسم الماضي أمام بوروسيا دورتموند – الفريق الذي كان يفترض أن يتخطاه – من الضربات الموجعة. وكذلك رحيل الهداف التاريخي للنادي، كيليان مبابي، إلى ريال مدريد.

لكن المفارقة أن خروج مبابي اتضح لاحقًا أنه نعمة خفية؛ فالتخلص من راتبه الضخم أتاح للمدير الرياضي لويس كامبوس هامشًا أوسع للتحرك في سوق الانتقالات، والتعاقد مع مواهب واعدة مثل جواو نيفيز، وويليان باتشو، وديزيريه دووي.

أما العبقري لويس إنريكي، فقد تولى الباقي، ونجح في تحويل باريس سان جيرمان إلى “فريق حقيقي” ربما للمرة الأولى منذ استحوذت QSI على النادي العام 2012.

لذلك، من غير المستبعد أن ينتهي الأمر بفيتينيا وهو يخبر أحفاده يومًا ما بأن اللعب مع ميسي ونيمار ومبابي كان مذهلًا، لكن التواجد إلى جانب خفيتشا كفاراتسخيليا ورفاقه كان أفضل بكثير.

الفائز: جيجي دوناروما

لطالما كان هناك من يشكك في قدرات جيانلويجي دوناروما في باريس سان جيرمان. ففي زمن أصبحت فيه حراسة المرمى تتطلب إجادة لعب الكرة بالقدم، كانت مهارات الحارس الإيطالي في هذا الجانب محل انتقاد دائم. بل إن هناك شائعات مستمرة بأن لويس إنريكي منفتح على فكرة بيعه.

وإن كان المدرب الإسباني يرى أن أسلوب دوناروما لا يتماشى مع فلسفته في اللعب، فله كامل الحق في ذلك. لكن في نهاية المطاف، تبقى المهمة الأساسية لأي حارس مرمى هي منع الكرة من دخول الشباك، لا المشاركة في بناء الهجمات.

وفي هذا الجانب تحديدًا، لا يوجد حاليًا من هو أفضل من دوناروما. ففي مواجهة آرسنال على ملعب “حديقة الأمراء”، تصدى لتسديدة خطيرة من مسافة قريبة جدًا أطلقها جابرييل مارتينيلي، ثم أبهر الجميع بتصديين رائعين من محاولتي مارتن أوديجارد وبوكايو ساكا.

ولم تكن تلك التصديات مجرد لقطات استعراضية؛ بل كانت حاسمة ومحورية في مسار المباراة. كما قال جيانفرانكو زولا على منصة “أمازون برايم إيطاليا”: “لو طُلب مني تحليل مباراتي الذهاب والإياب استنادًا إلى الأداء العام، فسأقول إن آرسنال ليس فريقًا أقل من باريس. الفارق الحقيقي الوحيد بين الفريقين هو دوناروما، لا شيء آخر!”.

الفائز: حملة ديمبلي نحو الكرة الذهبية

عثمان ديمبلي، الفائز بالكرة الذهبية؟ حتى صيف العام الماضي، كان مجرد التفكير في هذا الاحتمال يبدو ضربًا من الخيال. فقد كان ديمبلي لسنوات طويلة يُعتبر من أكثر المواهب المهدورة في كرة القدم، لاعبًا موهوبًا بشكل مذهل لكن بسلوك غير احترافي. بل إن غالبية جماهير برشلونة كانت لتصنفه كأحد أسوأ الصفقات في تاريخ النادي – وهو تقييم كبير إذا نظرنا إلى سجل التعاقدات هناك.

لكن اليوم، هناك احتمال واقعي تمامًا أن يتوج ديمبلي بلقب أفضل لاعب في العالم خلال هذا العام. فهو يخوض حاليًا الموسم الأكثر غزارة تهديفية في مسيرته، إذ سجل 33 هدفًا في 45 مباراة بمختلف المسابقات، بعد أن لم يسبق له تجاوز 14 هدفًا في موسم واحد.

والأهم من ذلك، أن ديمبلي يملك فرصة حقيقية للفوز بدوري أبطال أوروبا. منافسوه على الكرة الذهبية لا يملكون تلك الفرصة.

محمد صلاح ودّع البطولة من دور الـ16 (بل إن ديمبلي تفوق عليه في ملعب أنفيلد)، بينما خرج ثلاثي برشلونة – لامين يامال، رافينيا، وبيدري – من المسابقة على يد إنتر ميلان.

بالطبع، لم يُحسم شيء بعد، وقد شهدنا عبر السنين العديد من نتائج التصويت المثيرة للجدل في سباق الكرة الذهبية. لكن في عام يخلو من البطولات الدولية الكبرى، عادة ما يكون دوري أبطال أوروبا هو الفيصل.

وإذا رفع ديمبلي الكأس الأوروبية في ميونخ، فإنه سيتحول على الفور إلى المرشح الأبرز لنيل أرفع الجوائز الفردية في عالم كرة القدم.

الخاسر: مشروع آرسنال

مازح ميكيل أرتيتا قبل عشرة أيام بشأن فوز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي بعدد نقاط أقل مما حققه آرسنال في الموسمين الماضيين، لكن غياب الألقاب الكبيرة عن فريقه ليس أمرًا يدعو للضحك.

فجماهير آرسنال، التي طالما وُصفت بالصبر أو حتى السذاجة، طُلب منها مرارًا أن “تثق في العملية” – ولكن مع أن هناك تقدمًا واضحًا تحت قيادة أرتيتا، فإن بعض المشجعين بدأوا يفقدون صبرهم وإيمانهم.

كما أشار واين روني بعد مباراة الذهاب، فإن آرسنال يعاني من عجز مقلق في “حسم الأمور” عندما يحين وقت الحقيقة، وعبّر أسطورة مانشستر يونايتد عن قلقه من أن اللاعبين يخوضون هذه المواقف وهم مكبلون بشعور واضح بالخوف من الفشل. ومن الصعب الاختلاف مع هذا الرأي.

صحيح أن آرسنال لم يكن مرشحًا للفوز بدوري الأبطال هذا الموسم، لكن الدوري الإنجليزي كان يفترض أن يكون فرصته الذهبية. وبدلًا من ذلك، سيقف لاعبوه في ممر شرفي لتحية ليفربول في ملعب أنفيلد يوم الأحد، بعد أربعة أيام فقط من تأكد خروجهم رسميًا من موسم خامس على التوالي بلا أي بطولة.

ومما لا شك فيه أن غالبية جماهير آرسنال لن تجد في هذا المشهد ما يبعث على الفكاهة، ما يعني أن أرتيتا سيكون في موقف حرج للغاية الموسم المقبل إن لم ينجح أخيرًا في جلب لقب كبير إلى خزائن النادي.

التصنيفات: دوري ابطال اوروبا,عاجل