وأخيراً سيغادر صانع المجد . .المجدد ؟وأخيراً سيلوّح بالوداع .. بعد أن سيطرت الأوجاع ..وقبل أن يفتك بهم الضياع ..!ماذا فعلت يا كارلو أنشيلوتي ..؟كيف تركت الوجع حتى أشتد ..؟ كيف سمحت للمجد بالهد ؟ كيف رضيت للغد بالفقد ..؟كيف لجمهور ملك البطولات والإنجازات أن يهتف لرحيلك يا أنشيلوتي ..؟؟كيف لعشاق المالك الحصري لأهم الألقاب وأغلاها وأكثرها ..أن يستحضروك دوماً في أشد حالات غضبهم وسخطهم وانفعالاتهم ..؟كيف للمتيمين حباً وجنوناً أن يحشروك في زاوية ضيقة يشبعونك ضجيجاً .. ويتوسلونك رحيلاً ..؟ كم أطربنا حضورك ..وكم كان يفرحنا استمرارك .. وكم تمنينا بقاءك .. وكم خفنا من رحيلك ..! لم تمر يوماً والشوارع مُطفأة .. والعيون نائمة ..كنت ضوءاً .. ونهاراً .. وابهاراً ..! أتيت بما لم يأت به أحد قبلك ..! رقصت كثيراً في حفلات صاخبة أقمتها للريال .. ! مشطت شوارع وملاعب أسبانيا وأوروبا بكتيبة بيضاء لا تمر إلا في مواكب الملوك ..! حققت وكررت ..نجاحاتك ..وانجازاتك ..وحافظت على المسافات القريبة من ساحة الاحتفالات ! كنت أهم رجل يستطيع ضبط الوقت ..وعلى رأس الساعة تقرأ نشرة الأبطال وتستهلها : جاءنا ما يلي .. بطولة أخرى للملكي..! إليك اعتذاري أولاً .. لأنني كما تمنيت أن تبقى .. تمنيت أكثر أن ترحل ..؟ لأنني ..انتظرت مغادرتك كما لم يسبق أبداً من قبل ؟! لأننا نسينا كل ما قدمت وما حققت ..! والسبب أنت يا كارلو أنشيلوتي..! اسقطت الحدود بينك وبين محبيك ..أجبرتهم على ما يكرهوه .. دفعتهم ليهاجموك..!! كثيراً وليس أحيانا .. عندما تنتهي فرص الجديد .. لا يضيع صاحب المجد ..! ولا يطمس تجديده..! ولا يمحو تاريخه ..! يغادر سريعاً ..وبإمكانه أن يعود متى ما استعاد ذاته وقدراته .. وفكفك طلاسم الأسحار ..وتجاوز الزمن الذي جار ! لكنك يا كارلو ..أحرقت أوراقك ..اطحت بجنودك ..وضباطك .. وخيولك .. وفرطت بآخر قلاعك…!! ومع كل ذلك ماتزال (تلعك) لبانتك ..ولا كأن شيئاً في بالك ..ولا كأنك خسرت الشوط الأول بأربعة أهداف بعد أن كنت متقدماً بهدفين ..إنها كارثة ..! وداعا يا كارلو أنشيلوتي .. أقولها في حزن شديد ..سامحنا ..أصبح رحيلك ضرورة ..وعودتك غير مستحيلة ..!لن ننساااااااك..!!!
