صراع العقل والأموال .. سيناريو تاريخي يحفظ هيبة نجوم أهلي جدة – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

صراع العقل والأموال .. سيناريو تاريخي يحفظ هيبة نجوم أهلي جدة

رغم مرور عدة أيام على تتويج أهلي جدة بدوري أبطال آسيا للنخبة، إلا أن هناك العديد من المشاهد والتفاصيل المتعلقة بهذا الحدث التاريخي.

الأهلي توج باللقب الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه مطلع الشهر الجاري، بفوزه على كاواساكي الياباني، بهدفين دون رد، ليصبح ثالث الأندية السعودية التي توجت بالبطولة، بعد الهلال وجاره اللدود الاتحاد.

ويعتبر تتويج “الراقي” باللقب، بمثابة بداية جديدة لمشروع مستقبلي، بالإضافة لحفظ هيبة بعض النجوم الذين تعرضوا للانتقادات في عدة مناسبات سابقة.

انتقادات مستمرة

أبرم الأهلي العديد من الصفقات المميزة خلال صيف 2023، بضم كل من الجزائري رياض محرز والبرازيلي روبرتو فيرمينو والإسباني جابري فيجا والإيفواري فرانك كيسي.

فضلا عن البرازيلي روجيه إيبانيز والتركي ميريح ديميرال والسنغالي إدوارد ميندي والفرنسي آلان سانت ماكسيمين، ثم لحق بهم الإنجليزي إيفان توني مطلع الموسم الجاري.

كذلك، دعم “الراقي” صفوفه بالبرازيلي ويندرسون جالينو من بورتو البرتغالي في الميركاتو الشتوي الأخير، ولكن العامل المشترك في جميع الصفقات، هو الانتقادات التي تعرض لها أغلب اللاعبين.

هؤلاء النجوم أصحاب الأسماء الرنانة في كرة القدم، تعرضوا لانتقادات عديدة من الصحافة العالمية، بسبب ترك الملاعب الأوروبية واللعب في دوري روشن.

فيجا كان صاحب النصيب الأكبر من الانتقادات، بسبب صغر سنه (22 عامًا)، وصراع الأندية الأوروبية لضمه، ولكنه اختار الأهلي في النهاية.

العقل والأموال

موافقة هؤلاء النجوم على اللعب في السعودية، كان بمثابة صراع قوي بين اختيار البقاء في الملاعب العالمية والمنافسة في المسابقات الكبرى، والحصول على أكبر قدر من الشهرة، أو الانضمام للأهلي من أجل المال.

كل لاعب من الأسماء المذكورة، يحصل على رواتب باهظة، تساوي أضعاف ما كانوا يحصلون عليه في أوروبا، وذلك بعد شراء صندوق الاستثمار السعودي لأندية الأهلي والاتحاد والهلال والنصر، ورغبته في النهوض بالكرة السعودية.

وبالنظر لأصحاب الأعمار المرتفعة أمثال محرز وفيرمينو وميندي، فإن القرار يبدو مفهومًا لبعض المنتقدين، نظرا لرغبتهم في الحصول على أكبر عقد ممكن قبل نهاية مسيرتهم.

لكن اختيار لاعبين مثل توني وفيجا وجالينو وكيسي وغيرهم من النجوم الأقل عمرا، فإن الأمر كان صادما، خاصة وأنهم كانوا على رادار الأندية الأوروبية.

فالعقل هو كان البقاء في أوروبا وتحقيق مسيرة مميزة مع جني أموال أقل، وعند التقدم في العمر، يمكن أن يتم التفكير في هذه خطوة الرحيل، ولكن الرغبة في تأمين المستقبل طغت على كل شيء.

حفظ الهيبة

بعد سلسلة الانتقادات التي تعرض لها أغلب نجوم الأهلي، بسبب خطوة الانتقال إلى السعودية، إلا أنهم جنوا ثمار تضحيتهم في فترة بسيطة.

فيجا تمكن من تحقيق أول لقب في مسيرته، وذلك في الوقت الذي ترددت فيه تقارير حول إمكانية عودته للملاعب الأوروبية، بعد المستويات اللافتة التي قدمها مع “الراقي”.

وبالنسبة لجالينو الذي ضحى بفرصة المشاركة مع بورتو في مونديال الأندية، فهو سيحصل على فرصة التواجد بنسخة 2029، حال استمر مع الأهلي، بجانب الظهور آسيويا والمشاركة بكأس القارات بالنسخة المقبلة.

أما فيرمينو فقد تمكن من استعادة بريقه، بعدما وافق على الخروج من القائمة المحلية والمشاركة في آسيا فقط، حيث توج بجائزة أفضل لاعب في المسابقة، بعد المساهمة في 13 هدفا خلال 12 مباراة (سجل 6 وصنع 7).

في المقابل، كان محرز النجم الأول للبطولة، لأنه اللاعب الأكثر مساهمة بواقع 17 هدفا (سجل 8 وصنع 9)، والأكثر صناعة للأهداف والفرص المحققة للتسجيل.

كذلك، تمكن ثلاثي الخط الخلفي ميندي (لحارس) وإيبانيز وديميرال (ثنائي القلب) من الرد على الانتقادات التي عانوا منها منذ وصولهم، بتقديم واحدة من أفضل البطولات في مسيرتهم الاحترافية.

وكلل كيسي جهوده بتسجيل هدف خلال المباراة النهائية، بالإضافة للمستويات اللافتة التي قدمها توني على مدار البطولة.

هذا وبالإضافة إلى أن التتويج باللقب، جعل فيرمينو ومحرز وميندي أول ثلاثي يجمع بين بطولتي دوري أبطال أوروبا وآسيا في التاريخ.

وجاء تتويج الأهلي باللقب على الرغم من أنه لم يكن المرشح الأول في بداية الأمر، قبل أن يكتب التاريخ بسيناريو غير متوقع.

اعتراف صريح

كان التتويج بالبطولة له عوائد إضافية للمدرب الألماني ماتياس يايسله، حيث ساهمت في تحويل الانتقادات إلى إشادة بشكل مفاجئ من أغلب خبراء كرة القدم.

محمد الدعيع، حارس مرمى الهلال السابق، كان أبرز المنتقدين لعمل يايسله، وطالب مرارا وتكرارا برحيله، قبل أن يشيد به ويعترف أن الأهلي تغير تحت قيادته.

كذلك، حسين عبدالغني، لاعب الأهلي والنصر السابق، انتقد عمل المدرب في عدة مناسبات، قبل أن يخرج ويطالب الإدارة باستمراره في الموسم المقبل.

فضلا عن رغبة الإدارة في التخلص منه بعد مرور 15 جولة، ولكن الجماهير تسببت في استمراره، قبل أن يخرج خالد العيسى، رئيس النادي، ليشيد بعمل يايسله، ويؤكد بقاءه.

وبالتالي، فإن البطولة الآسيوية حفظت هيبة يايسله، بعدما قرر الرحيل عن أوروبا في بداية مشواره التدريبي، ليصنع المجد رفقة الأهلي.

وبالتأكيد، سيكون محل اهتمام العديد من الأندية في الفترة المقبلة، سواء محليا أو أوروبيا.

مشروع جديد

أكدت تقارير صحفية خلال الأيام الماضية، أن الأهلي سيمتلك ميزانية كبرى لتدعيم صفوفه قبل بداية الموسم الجديد، بعد التتويج الآسيوي.

كذلك، فإن التتويج بالبطولة، سيفتح الباب أمام العديد من النجوم للقدوم إلى الأهلي، وتفضيله على غيره من الأندية.

إضافة إلى الثقة التي سيحصل عليها الفريق والمدرب الألماني الشاب، للاستمرار في المنافسة على جميع الألقاب بالموسم المقبل.

وسيكون الهدف الأبرز خلال الموسم المقبل، هو التتويج بلقب الدوري، والمنافسة على لقب إنتر كونتينتال (كأس القارات).

كل هذه الأمور، تدل على أننا سنشاهد مشروعًا جديدًا، مليئًا بالصفقات المميزة والمنافسة على جميع الألقاب.

التصنيفات: أبطال آسيا,عاجل