ملحمة ويمبلي .. جلاسنر مهندس أحلام كريستال بالاس – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

ملحمة ويمبلي .. جلاسنر مهندس أحلام كريستال بالاس

كتب المدرب النمساوي أوليفر جلاسنر اسمه بحروف ذهبية في تاريخ كريستال بالاس، بعدما قاد الفريق لتحقيق أول بطولة كبرى في تاريخه، بتتويجه بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي عقب فوزه المثير على مانشستر سيتي 1-0 في ملعب ويمبلي.

الإنجاز لم يكن وليد صدفة، بل جاء تتويجًا لعمل طويل بدأ في ظروف صعبة، حيث عاش الفريق أسوأ بداية له منذ موسم 1992-1993، إذ لم يحقق أي فوز في الدوري حتى الجولة التاسعة.

لكن جلاسنر تمسّك حينها بنهجه، رافضًا تحميل اللاعبين المسؤولية، قائلًا: “هذا وقت احتضان اللاعبين، لا ركلهم”.

جلاسنر لم يفقد ثقته لا بنفسه أو بلاعبيه. رغم جمع الفريق ثلاث نقاط فقط من أول ثماني جولات، وقد فسر هذا التراجع بحاجة لاعبيه لمزيد من الاستشفاء لنقص جاهزيتهم، بعد مشاركة عدد كبير منهم في بطولات دولية، مثل يورو 2024 والأولمبياد وكوبا أمريكا.

كما خسر الفريق اثنين من أهم نجومه: الموهبة الهجومية مايكل أوليسيه الذي انتقل إلى بايرن ميونخ، والمدافع الأساسي يواكيم أندرسن الذي ضمه فولهام، مقابل 80 مليون جنيه إسترليني.

من جانبها عززت الإدارة الصفوف في اليوم الأخير من سوق الانتقالات بالتعاقد مع 4 لاعبين، من بينهم إيدي نكيتياه، وتريفو تشالوباه، والحارس مات تورنر.

في خضم تلك التغييرات، صمّم جلاسنر نظامًا يناسب عناصره الهجومية، فجعل من جان-فيليب ماتيتا نقطة ارتكاز في الهجوم، مع حرية حركة لإيبيريتشي إيزي وإسماعيلا سار خلفه.

هذه التركيبة منحت الفريق زخمًا هجوميًا واضحًا، تُوّج بأداء متصاعد في الأدوار الإقصائية للكأس، حيث أحرز إيزي أهدافًا حاسمة أمام فولهام وأستون فيلا، قبل أن يسجل هدف التتويج أمام مانشستر سيتي.

لم يقتصر تطور بالاس على الشق الهجومي، بل نجح جلاسنر في بناء منظومة دفاعية متماسكة.

ثلاثي الخط الخلفي، المكوَّن من كريس ريتشاردز، ماكسنس لاكرو، ومارك وجويهي، شكّل جدارًا منيعًا طوال مشوار البطولة.

كما تألق الحارس دين هندرسون، الذي تصدى لمحاولات خطيرة في النهائي من هالاند ودوكو وإيتشفيري، وكان أحد أبرز مفاتيح الفوز.

ما ميّز جلاسنر في رحلته مع الفريق هو الهدوء التكتيكي وواقعيته. في نهائي ويمبلي، كان واضحًا أن بالاس دخل المباراة بخطة مرتكزة على الانضباط الدفاعي واستغلال المرتدات.

لقد جاء الهدف الوحيد من أول لمسة للفريق داخل منطقة جزاء السيتي، بعد هجمة مرتدة نُفذت بدقة.

كما أن جلاسنر نجح في التعامل مع الضغط، ورفض الانجراف خلف الاحتفالات المبكرة، قائلاً قبل النهائي: “لا تتحدث عن البيضة قبل أن تضعها الدجاجة”.

لم تضع إدارة كريستال بالاس ثقتها في جلاسنر عبثًا، فالرجل الذي توّج سابقًا بالدوري الأوروبي مع آينتراخت فرانكفورت، أثبت أنه يملك مشروعًا حقيقيًا.

والآن تقف إدارة النادي أمام تحد كبير، يتمثل في الاحتفاظ باثنين من أبرز نجوم الفريق، إيزي الذي يرغب مانشستر سيتي في الاستفادة من خدماته، وجويهي الذي يبدو قريبا من التعاقد مع نيوكاسل يونايتد.

ولكن من جانب آخر، فبعد هذا التتويج قد تبين، وإن رحل بعض النجوم، أن جلاسنر هو كلمة السر، إذ تضع الإدارة ثقتها فيه لعبور كل التحديات المقبلة فقد جربا معا نتيجة الصبر والثقة والعمل المنظم لإنجاح المشروع بالإمكانيات المتاحة.

 

التصنيفات: عاجل,كأس الاتحاد الانجليزي