يواصل نادي اتحاد جدة، تصدر المشهد في الشارع الرياضي السعودي، وذلك بعدما توج بلقب دوري روشن، إثر فوزه على الرائد (3-1)، ضمن الجولة 32 من عمر المسابقة.
ووصل “العميد” للنقطة 77 في قمة ترتيب الدوري السعودي، محققا أفضل معدل نقطي خلال موسم واحد له بالمسابقة، لينتزع اللقب من الهلال الذي توج به الموسم الماضي.
وجاء تتويج الاتحاد، بعد انتقادات حادة، تعرض لها خلال الموسم الماضي، بسبب خسارة جميع الألقاب، وخاصة أمام الهلال.
ويسلط “كووورة” الضوء على السحر الأزرق الذي عانى منه الاتحاد في الموسم الماضي، ولكنه تمكن من التفوق عليه بالنسخة الحالية.
سحر أزرق
كان البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال السابق، بمثابة ساحر داخل الكرة السعودية، وذلك بعدما قاد “الزعيم” للسيطرة على جميع البطولات المحلية في الموسم الماضي.
وتوج الهلال في الموسم الماضي بالثلاثية المحلية (الدوري والكأس والسوبر)، بالإضافة لتحقيق أكبر معدل نقطي وتهديفي في تاريخ روشن بواقع 96 نقطة و101 هدفا.
ولم يكتف بهذا الحد، حيث حقق لقب السوبر المحلي مطلع الموسم الجاري، لدرجة أن البعض توقع أن الهلال لن يسقط تحت قيادته، بسبب القوة الهجومية المفرطة، وأسلوبه الصارم في قيادة الفريق.
وبعيدا عن التتويج بالألقاب وأسلوب جيسوس، فإن الاتحاد كان أكثر المتضررين من وجود المدرب البرتغالي، بخسارته 7 مرات متتالية في الموسم الماضي، وهو ما تسبب في حالة من الإحباط والحزن لدى جماهيره.
ونجح “الزعيم” في التفوق على الاتحاد في ربع نهائي البطولة العربية (3-1) ومرتين في الدوري (4-3) و(3-1)، بالإضافة لمباراتي دور الثمانية من أبطال آسيا (2-0) و(2-0).
وواصل الاتحاد السقوط ضد الهلال، ليخسر لقب السوبر المحلي في الموسم الماضي (1-4)، بالإضافة لوداع نصف نهائي كأس الملك أمامه أيضا (1-2).
وأصبح جيسوس بمثابة ساحر يسيطر على الكرة السعودية والاتحاد تحديدا، بتفوق واضح في جميع البطولات المحلية والعربية والقارية.
غليان اتحادي
انتفض الاتحاد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بالتعاقد مع العديد من النجوم في مختلف المراكز بداية من حراسة المرمى وصولا بالخط الهجومي.
فضلا عن التعاقد مع المدير الفني الفرنسي لوران بلان، ولكنه اصطدم بسحر جيسوس في الجولة الرابعة من الموسم الحالي، حيث خسر بنتيجة (1-3)، في مباراة كان المدرب البرتغالي هو الطرف الأقوى فنيا وتكتيكيا.
وتسببت الخسارة الثامنة تواليا للاتحاد أمام الهلال في حالة من الغليان داخل وخارج النادي، حيث توقعت الجماهير أن سحر جيسوس سيواصل السيطرة، رغم التغييرات التي أحدثتها الإدارة.
واسترجع البعض ذكريات تصريح المغربي عبدالرزاق حمد الله، مهاجم الاتحاد السابق، الذي كشف عن سر تراجع الفريق في الموسم الماضي، حيث أكد أن الخسارة من الهلال (3-4) يوم 1 سبتمبر/أيلول 2023 خلال الدور الأول، تسببت في كوارث وأزمات بالجملة.
وتوقع البعض أن خسارة الاتحاد مطلع الموسم الجاري ضد الهلال، ستفتح الباب أمام كوارث جديدة على غرار ما حدث في النسخة الماضية، رغم التدعيمات.
انطلاقة نارية
الاتحاد كان قد بدأ الموسم الجاري، بـ3 انتصارات متتالية في الدوري، قبل سقوطه أمام الهلال الذي كان سببا في انطلاقة نارية نحو القمة.
وتمكن رجال بلان من تحقيق 12 فوزا متتاليا في الدوري، في المقابل تعثر الهلال مرتين بتعادل وخسارة، ليتراجع للمركز الثاني.
وخلال تلك الفترة، نجح الاتحاد من تحقيق 3 انتصارات أخرى على مستوى كأس الملك، منها التفوق على الهلال نفسه في ربع نهائي البطولة، بعد التعادل (2-2) ثم التأهل للمربع الذهبي بركلات الترجيح (3-1).
وكانت هذه بمثابة الصدمة الأولى يتلقاها رجال جيسوس على يد الاتحاد في ثوبه الجديد، بالإضافة لخسارة الصدارة.
نهاية السحر
رغم بعض التعثرات التي تعرض لها الاتحاد في الدوري، إلا أنه كان الطرف الأكثر ثباتا، واستطاع أن ينهي سحر جيسوس والهلال ببراعة شديدة.
ونجح الاتحاد في إنهاء لعنة الهلال، بالتفوق عليه في الجولة 21، بنتيجة (4-1) للمرة الأولى منذ 4 سنوات، وهي أول هزيمة يتعرض لها جيسوس أمام “النمور” على مدار ولايتين.
وتسبب ضغط الاتحاد في التأثير على الهلال سواء في الدوري أو نخبة آسيا، حيث فشل “الأزرق” في التتويج باللقب القاري أيضا، بالخروج من الدور نصف النهائي على يد أهلي جدة (1-3).
وكانت تلك الهزيمة بمثابة المسمار الأخير في نعش جيسوس، حيث أعلن الهلال يوم 2 مطلع الشهر الجاري، إقالة المدرب البرتغالي وتعيين محمد الشلهوب بشكل مؤقت.
رحيل جيسوس كان بمثابة نهاية السحر الذي عانى منه الاتحاد على مدار 610 أيام، منذ الانتصار الأول في الموسم الماضي يوم 1 سبتمبر/أيلول 2023، والذي تسبب في بعثرة أوراق النادي.
وتمكن بعدها الاتحاد من حسم لقب الدوري قبل جولتين من النهاية، وبات قريبا من تحقيق كأس الملك، عندما يواجه القادسية، بنهاية الشهر الجاري.