على امتداد نحو 54 مليون كيلومتر مربع، تتوحد قارتا أفريقيا وآسيا في كتلة أرضية ضخمة تحمل اسم “أوراسيا”.
وعلى امتداد تلك المسافة الهائلة، تتواجد المئات، بل والآلاف من أندية كرة القدم.
ومن بين هذا العدد الضخم، لا يوجد ناديان أكثر شبهًا ببعضهما البعض من ريال مدريد في أوروبا والهلال في آسيا.
والآن، حان الوقت ليلتقي الناديان، في كأس العالم للأندية 2025، وتحديدًا يوم 18 يونيو/حزيران الجاري، في الجولة الأولى من دور المجموعات.
المباراة ستكون الثانية بين العملاقين في سنوات قليلة، بعد أن فاز “الملكي” على “الزعيم” 5-3 في نهائي مونديال الأندية، في فبراير/شباط 2023.
زعامة محلية
على ذكر لقبي “الملكي” و”الزعيم”، فإن الفريقين هما صاحبا اليد العليا في بطولتي الدوري الإسباني والسعودي.
ريال مدريد هو الفريق الأكثر تتويجًا ببطولة الدوري الإسباني، برصيد 36 لقبًا، بفارق 8 ألقاب أمام برشلونة ثاني أكثر المُتوجين.
أما الهلال، فقد حصد لقب الدوري السعودي 19 مرة، كأكثر المُتوجين، بفارق 9 ألقاب عن الاتحاد أقرب المنافسين.
حتى بعد إجراء تعديلات على عدد الألقاب بناءً على مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية، يبقى الهلال هو الأكثر تتويجًا بلقب الدوري المحلي.
ووفقًا لعدة تقارير صحفية، فإن الهلال أصبح يمتلك 21 لقبًا بعد نتائج التوثيق، بفارق 7 ألقاب أمام الاتحاد الذي حصد 14 لقبًا.
زعامة قارية
ولا تتوقف تلك الزعامة على المستوى المحلي، بل تمتد إلى قارتيهما، حيث يتسيد “البلانكوس” قارة أوروبا، ويتزعم “الموج الأزرق” قارة آسيا.
ريال مدريد هو الفريق الأكثر تتويجًا بلقب دوري أبطال أوروبا على مر التاريخ برصيد 15 لقبًا، بفارق 8 ألقاب كاملة عن أقرب منافسيه؛ ميلان.
فريق العاصمة الإسبانية سيطر على البطولة منذ بدايتها بحصده 5 ألقاب متتالية، كما حقق 6 ألقاب من آخر 12 نسخة.
أما الهلال، فهو الفريق الأكثر تتويجًا بدوري أبطال آسيا، حيث حصدها 4 مرات، بفارق لقب أمام بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي وأوراوا ريد دياموندز الياباني.
وكان الفريق السعودي قادرًا على زيادة غلته، إذ وصل للنهائي 9 مرات كاملة، فيما وصل أكثر فريق آخر للنهائي 4 مرات فقط.
من القمة إلى القاع
ولا يتوقف التشابه على التاريخ فحسب، بل يتشابه الناديان في الحاضر، لا سيما ما حدث في آخر موسمين قبل خوض مونديال الأندية.
في الموسم الماضي، قدم الفريقان مستويات مذهلة، تُوجا معها بالعديد من الألقاب، قبل أن ينقلب الأمر تمامًا في الموسم الحالي.
وحصد ريال مدريد لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا في موسم 2023-2024، وأتبعهما بكأس السوبر الأوروبي وكأس القارات للأندية مطلع هذا الموسم.
لكن الأمر تبدل بعد ذلك، فخسر الفريق الملكي كل الألقاب التي نافس عليها في 2025، بدءًا من خسارة كأس السوبر الإسباني أمام الغريم التقليدي برشلونة.
برشلونة هزم الريال أيضًا في نهائي كأس ملك إسبانيا، وخطف منه لقب الدوري، بعد أن ودع “الميرينجي” دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي على أيدي آرسنال.
أما الهلال، فقد قدم موسمًا تاريخيًا في 2023-2024، حصد فيه الدوري السعودي بلا هزيمة، وفاز بكأس خادم الحرمين الشريفين، وكذلك كأس السوبر السعودي.
ورغم أن “الزعيم” بدأ الموسم الحالي بالتتويج بالسوبر السعودي مجددًا، لكنه خسر كل الألقاب التي نافس عليها بعد ذلك.
وودع الهلال كأس الملك من ربع النهائي على أيدي الاتحاد، وخسر الدوري لصالحه أيضًا، كما ودع دوري أبطال آسيا للنخبة من نصف النهائي على أيدي الأهلي.
مدرب جديد
وبسبب تلك التعثرات، فقد أقدم الناديان على إقالة مدربيهما بعد أن صنعا معهما التاريخ، ليدخلا كأس العالم للأندية بمدرب جديد.
وبعد نهاية الموسم، أعلن ريال مدريد رحيل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بعد 4 مواسم قضاها على رأس القيادة الفنية للفريق في ولايته الثانية.
وقرر ريال مدريد تعيين الإسباني تشابي ألونسو مديرًا فنيًا للفريق، بعد المستويات المميزة التي قدمها مع باير ليفركوزن، حيث قاده للتتويج بالدوري الألماني في الموسم الماضي 2023-2024.
في المقابل، لم ينتظر الهلال حتى نهاية الموسم، حتى قرر إقالة البرتغالي جورجي جيسوس من منصبه، مطلع مايو/آيار الماضي.
واستعان “الزعيم” بأسطورته محمد الشلهوب كمدرب مؤقت في آخر 5 مباريات من الدوري السعودي، لحين التعاقد مع مدير فني جديد.
وتشير كل التقارير إلى أن الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق إنتر ميلان، سيكون مدرب الهلال خلال الفترة المقبلة، بدءًا من مونديال الأندية.