جوتا .. صاحب القلب الكبير يصمت في لحظة مأساوية – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

جوتا .. صاحب القلب الكبير يصمت في لحظة مأساوية

في لحظة مأساوية فجر الخميس، انطفأت شمعة أحد نجوم كرة القدم البرتغالية والعالمية. ديوجو جوتا، مهاجم ليفربول المتألق، غادر الحياة عن عمر يناهز 28 عاما، إثر حادث سير مروع أودى بحياته وحياة شقيقه أندريه، تاركا خلفه عائلة محطمة وجماهير مكلومة.

لم يكن جوتا مجرد لاعب كرة قدم، بل كان روحا مرحة وقلبا نابضا بالحياة داخل وخارج المستطيل الأخضر. شاب ذكي ومتواضع، ويحظى بحب زملائه والمدربين والجماهير أينما حلّ.

قبل أسبوعين فقط، احتفل بزواجه من روت كاردوسو، التي جمعته بها قصة حب بدأت في مقاعد الدراسة منذ 12 عامًا، وأنجبا معا ثلاثة أطفال هم دينيس، دوارتي، وطفلتهما الرضيعة التي لم يُكشف عن اسمها بعد. يوم زفافه في مدينة بورتو كان بالنسبة له “اليوم الذي لن يُنسى”، لكنه للأسف أصبح كذلك بطريقة لم يتخيلها أحد.

رحلة شاقة

بدأت رحلة جوتا الكروية في شوارع مدينة ماساريكوس البرتغالية، حيث كان طفلا يحمل الكرة أينما ذهب. موهبته لفتت الأنظار مبكرا، لينضم إلى أكاديمية باكوس دي فيريرا، حيث تألق مع فرق الناشئين وأظهر نضجا فنيا يفوق سنه بكثير.

وعندما أكمل 17 عامًا، حقق حلمه الأول عندما ارتدى قميص الفريق الأول، ليسجل مشاركته الأولى في الدوري البرتغالي الممتاز ويعلن عن قدوم موهبة استثنائية.

وقد جذب تألقه مع باكوس دي فيريرا أنظار الكبار، لينتقل إلى أتلتيكو مدريد بعمر 19 عاما. لكن مع فريق العاصمة الإسبانية، لم يحصل على فرصته، ليقرر العودة إلى البرتغال على سبيل الإعارة مع بورتو. وهناك أعاد اكتشاف نفسه وسجل أهدافًا حاسمة في الدوري ودوري أبطال أوروبا، لتبدأ أندية إنجليزية في مراقبته عن كثب.

مغامرة وولفرهامبتون

في صيف 2017، فتح وولفرهامبتون أبوابه لجوتا في صفقة مفاجئة للبعض، لكنه سرعان ما تحول إلى أحد أعمدة الفريق.

في موسمه الأول مع “الذئاب”، أبدع وسجل 17 هدفا في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيونشيب)، ليقود الفريق للصعود إلى البريميرليج كبطل.

الأداء الذي قدمه في ذلك الموسم جعله محبوبًا لدى الجماهير، وأثبت أنه ليس مجرد جناح مهاري بل مهاجم شامل يمتلك القدرة على صناعة الفارق أمام أقوى الدفاعات.

حتى بعد الصعود، حافظ جوتا على بريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز، وساهم في تثبيت وولفرهامبتون بين كبار المسابقة، كما قاد الفريق إلى مشاركات أوروبية تاريخية في الدوري الأوروبي، مسجلاً ثلاثية لا تُنسى ضد إسبانيول في دور الـ32.

المجد في “أنفيلد”

في سبتمبر/أيلول 2020، انتقل جوتا إلى ليفربول في صفقة بلغت قيمتها 45 مليون جنيه إسترليني. ورغم المنافسة الضارية مع نجوم بحجم محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، شق طريقه بثقة وأصبح جزءا من ثلاثيات هجومية مرعبة.

في موسمه الأول مع “الريدز”، قدم عروضا رائعة وسجل أهدافا مؤثرة، ليؤكد أنه الصفقة المثالية لفريق يورجن كلوب. وفي موسم 2021/2022، لعب دورًا كبيرًا في مسيرة فريقه، حيث سجل 21 هدفًا في جميع المسابقات، وساعد ليفربول على حصد كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

أما على المستوى الشخصي، فقد حقق جوتا ما كان يتمناه كل طفل يشجع ليفربول: تسجيل هدف الفوز في ديربي الميرسيسايد ضد إيفرتون على ملعب أنفيلد، وهو الهدف الذي سيظل خالدًا في ذاكرة الجماهير بعد أن كان الأخير له بقميص النادي قبل رحيله المفاجئ.

على الساحة الدولية، ارتدى جوتا قميص البرتغال لأول مرة عام 2019، وساهم في تحقيق لقب دوري الأمم الأوروبية مرتين. في المجمل، خاض 49 مباراة دولية وسجل 14 هدفًا، ليصبح عنصرًا ثابتًا في جيل ذهبي ضم كريستيانو رونالدو وبرناردو سيلفا وبرونو فيرنانديز.

وكان من المفترض أن يكون العام 2025 عامًا استثنائيًا له: بطولة جديدة مع البرتغال، بداية حياة جديدة كزوج وأب لثلاثة أطفال، وموسم آخر للتألق مع ليفربول تحت قيادة المدرب آرني سلوت. لكن الأقدار كانت لها كلمة أخرى، لتبتر رحلة كان العالم ينتظر منها المزيد.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل