تلقى المدرب البلجيكي فينسنت كومباني صدمة جديدة قبيل انطلاق موسم (2025- 2026) بعد تأكد غياب نجم الفريق جمال موسيالا لفترة طويلة بسبب الإصابة القوية التي تعرض لها، ما يضطره لإعادة التفكير في خياراته الفنية خلال المرحلة المقبلة.
وكان موسيالا قد بدأ في استعادة مستواه المعهود بقميص بايرن ميونخ، قبل أن يتعرض لإصابة قوية إثر اصطدام مؤسف بحارس باريس سان جيرمان جيانلويجي دوناروما، خلال مواجهة الفريقين في ربع نهائي كأس العالم للأندية.
وخضع اللاعب لفحوصات أظهرت تعرضه لكسر في عظمة الشظية، بالإضافة إلى كسر وخلع في الكاحل، ما يعني غيابه لفترة طويلة عن الملاعب. وتعد هذه الإصابة بمثابة ضربة موجعة لجهاز بايرن الفني، الذي كان يعول على عودة موسيالا بعد تعافيه مؤخرًا من إصابة في العضلة الخلفية.
توماس مولر
مباشرة بعد إصابة موسيالا تم طرح فكرة التمديد للمخضرم توماس مولر والذي انتهت رحلته مع البافاري بنهاية منافسات كأس العالم للأندية.
ورد مولر على ذلك عقب الخسارة أمام باريس سان جيرمان قائلًا: “يجب أن نكون حذرين وألا نخوض في نقاشات بلا طعم بعد تعرض أحد اللاعبين لإصابة خطيرة.”
وأضاف: “لمجرد أن البعض بدأ يطرح بعض السيناريوهات النظرية، فهذا لا يعني أنها مرتبطة بالواقع”.
وكان المدير الرياضي للنادي، ماكس إيبرل، قد علق باستغراب على هذه الأحاديث، قائلًا: “هذا الأمر ليس مطروحًا ضمن خططنا حاليًا.”
نهج ريال مدريد
عندما افتتح بايرن ميونخ “كامبوس النادي” قبل 8 أعوام بتكلفة بلغت 70 مليون يورو، عبر أولي هونيس، الأب الروحي للمشروع، عن فخره الشديد، مؤكدًا أن هذه الخطوة كانت بمثابة رد على “جنون سوق الانتقالات وانفجار الرواتب” في كرة القدم العالمية، غير أن الواقع لم يسر كما خطط له.
ففي تصريحات صحفية قبل ثمانية أشهر فقط، اعترف هونيس لصحيفة “بيلد” قائلاً: “بوضوح، لم ننجح في تصعيد ما يكفي من المواهب للفريق الأول”، وأضاف أن حتى فترة رئاسته المشتركة مع كارل هاينز رومينيجه لم تحقق النجاح المنشود على هذا الصعيد: “علينا أن نعمل بشكل أفضل”.
وبالنظر إلى النتائج، فإن هذا التقييم يبدو دقيقًا للغاية، فمنذ النجاح الكبير مع دافيد ألابا قبل سنوات، لم يتمكن بايرن سوى من تصعيد جمال موسيالا وألكسندر بافلوفيتش بشكل فعلي من الكامبوس إلى الفريق الأول.
واليوم، ومع ابتعاد موسيالا عن الملاعب لأشهر بسبب إصابته الأخيرة، يعود التساؤل مجددًا: هل ينخرط بايرن في دوامة الصفقات الجنونية لتعويض الغياب، أم يبحث عن الحل داخل أسواره؟
هناك خيار آخر قد يكون الأكثر واقعية وجرأة: منح الفرصة للموهوب بول فانر، اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا والذي يشغل نفس مركز موسيالا، وينتهي عقده في 2027، وذلك بدلًا من التعاقد مع لاعب بمبلغ كبير ومن ثم سيجد نفسه بديلًا مستقبلًا عند عودة موسيالا.
فانر، العائد من إعارتين إلى إلفرسبرج وهيدينهايم، يمتلك سجلًا احترافيًا يبلغ 77 مباراة، كما تألق مؤخرًا مع منتخب ألمانيا تحت 21 عامًا، والذي وصل إلى نهائي يورو الشباب.
المدير الرياضي كريستوف فرويند سبق وأكد أن فانر ضمن “خطط النادي للمستقبل”، واعتبره من اللاعبين الذين “سيصبحون مهمين لبايرن ميونخ”.
وأظهرت الفرق الكبرى أن الرهان على المواهب الشابة ليس فقط ضرورة مالية بل رياضية أيضًا، كما فعل برشلونة الغارق في الديون حين لعب كرة قدم ممتعة بجيل من الشباب، أو ريال مدريد الذي استفاد من تألق جونزالو جارسيا، البديل غير المتوقع لمبابي، والذي تصدر قائمة هدافي مونديال الأندية بأربعة أهداف.
حلول داخلية
عندما تعرض موسيالا لإصابة في العضلة الخلفية خلال الجولة 28 من موسم 2024/2025، لجأ كومباني إلى إعادة سيرجي جنابري إلى التشكيلة الأساسية، حيث تبادل الأدوار مع مولر في وسط الملعب الهجومي.
وخلال المباريات الست الأخيرة التي خاضها في الموسم قدم جنابري أداءً لافتًا، حيث ساهم بأربعة أهداف، من بينها هدف فردي رائع في كلاسيكو الإياب أمام بوروسيا دورتموند، وتبدو الفرصة سانحة أمامه لفرض نفسه من جديد في التشكيلة الأساسية، بفضل تنوع أدواره وقدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية.
كما يبزر اسم مايكل أوليسيه كخيار لشغل المركز رقم 10 في تشكيلة بايرن ميونخ، الدولي الفرنسي قدم موسمًا أول مبهرًا في البوندسليجا، سجل خلاله 12 هدفًا وصنع 15، ورغم أن مركزه الأساسي هو الجناح الأيمن، إلا أن أوليسيه لطالما أزعج دفاعات الخصوم بتحركاته الذكية نحو العمق واعتماده على قدمه اليسرى القوية لإنهاء الهجمات من مناطق مركزية
يتميّز أوليسيه بقدرته على صناعة اللعب واستلام الكرات بين الخطوط، وهي صفات قد تجعله الخيار الأنسب – على المدى المتوسط – لتعويض الفراغ الذي تركه موسيالا، دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في منظومة اللعب.
وأثار توم بيشوف الإعجاب بشدة خلال موسمه الماضي مع هوفنهايم، حيث أظهر قدرات تهديفية مميزة وفعالية كبيرة في التسديد من داخل وخارج منطقة الجزاء.
وبعد انتقاله إلى بايرن ميونخ قبل انطلاق كأس العالم للأندية، بدأ اللاعب الألماني الشاب في لفت الأنظار سريعًا.
ورغم أن بيشوف يُصنَّف كلاعب وسط “بوكس تو بوكس”، إلا أن مهارته العالية بالكرة وقدرته على التسجيل من المسافات البعيدة بقدمه اليسرى تجعله خصمًا صعبًا لأي دفاع. وقد سجل الموسم الماضي 5 أهداف وصنع هدفين من وسط الملعب، ومع جودة الدعم المحيط به في بايرن، من المتوقع أن ترتفع أرقامه بشكل ملحوظ.
وفي المقابل، يبرز اسم رافاييل جيريرو كخيار إبداعي مختلف.
الدولي البرتغالي المتعدد الاستخدامات سجل أربعة أهداف وصنع ثلاثة أخرى في الموسم الماضي، وأثبت قدرته على صناعة الفارق من مراكز متقدمة، وقدّم واحدًا من أفضل عروضه هذا الموسم خلال الجولة 25 أمام بوخوم، عندما سجل هدفين من مركز صانع الألعاب (رقم 10)، وهو نفس المركز الذي شغله لاحقًا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر، متفوقًا في اختيارات المدرب على مولر.
حلول خارجية
تعرض البايرن لضربتين قويتين في بداية سوق الانتقالات الجاري، حيث كان يحلم بخلق شراكة استثنائية في وسط الميدان بين موسيالا وفلوريان فيرتز، إلا أن الأخير قرر الانتقال لصفوف ليفربول في صفقة قياسية في تاريخ النادي الإنجليزي.
كما بحث البايرن عن تدعيم مركز الجناح الأيسر بضم الإسباني نيكو ويليامز، قبل أن يقرر الأخير تجديد عقده مع أتلتيك بيلباو، إضافة إلى انتقال جيمي جيتنز من صفوف بوروسيا دورتموند إلى تشيلسي.
والآن يبرز اسم نيك فولتيمادي مهاجم شتوتجارت، وتوصل بايرن ميونخ بالفعل إلى اتفاق شخصي مع نجم المنتخب الألماني الشاب البالغ من العمر 23 عامًا، الذي خطف الأضواء في بطولة أوروبا تحت 21 عامًا بتسجيله خمسة أهداف وصناعة ثلاثة أخرى في خمس مباريات.
وتدرك إدارة شتوتجارت جيدًا أن التعاقد مع نيك فولتيمادي أصبح أولوية قصوى بالنسبة لبايرن ميونخ، اللاعب الشاب، الذي يتمتع بالقدرة على اللعب كمهاجم رقم 9 وصانع ألعاب في آنٍ واحد، يعتبر خيارًا مثاليًا لتعويض غياب موسيالا على المدى القصير.
