صفعة مونديالية .. هل ينقذ ميسي نهاية مسيرته بالعودة إلى برشلونة؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

صفعة مونديالية .. هل ينقذ ميسي نهاية مسيرته بالعودة إلى برشلونة؟

“السلام أضعفك، والنصر هزمك”.. بهذه الكلمات واجه باني، الخصم العنيف، باتمان في فيلم The Dark Knight Rises، بعدما أوقف إحدى ضرباته.

واصل البطل المقنّع القتال بكل ما أوتي من قوة، لكن المشهد انتهى بظهره مكسورًا، ليقع ضحية أخطر الفخاخ: التساهل.

شعور مشابه تسلل إلينا عند مشاهدة ليونيل ميسي يكافح في هزيمة إنتر ميامي الثقيلة أمام باريس سان جيرمان في ربع نهائي كأس العالم للأندية. حتى في سن الـ38، لا يزال ميسي قادرًا على تقديم لمحات من عبقريته، مثل تلك التمريرة الساحرة إلى لويس سواريز، والتي كادت أن تتحول إلى تمريرة حاسمة. لكن ذلك لم يكن كافيًا — ليس أمام خصم يلعب بأعلى مستوى بدني وفني.

كان من المؤلم أن نرى أعظم من لمس الكرة يخوض معركة لا يستطيع الانتصار فيها.

“سارت المباراة كما كان متوقعًا”، قال ميسي لـ DSports بعد الخسارة 4-0.

وواصل “إنه فريق عظيم، بطل دوري أبطال أوروبا الأخير، وهم في حالة ممتازة. حاولنا تقديم أفضل ما لدينا، وأعتقد أننا تركنا صورة جيدة في كأس العالم للأندية”.

لكن.. هل ترك “صورة جيدة” هو حقًا الهدف الآن بالنسبة لميسي؟

النجم الأرجنتيني وجد السلام في ميامي، لكنه استقر أيضًا في منطقة راحة قد تكون مدمرة، وهذا ليس خبرًا جيدًا بالنسبة للأرجنتين، قبل عام واحد فقط من بدء رحلة الدفاع عن لقبها العالمي.

ومع ذلك، عادت الشائعات في الأيام الأخيرة عن احتمال عودته إلى برشلونة.. شائعات قد تغيّر كل شيء.

غموض

كانت تصريحات إستيبان إيدول، الصحفي في ESPN الأرجنتين، الشرارة التي أعادت إشعال الجدل. فبحسب قوله، يفكر ليونيل ميسي جديًا في الانتقال إلى دوري أكثر تنافسية مع نهاية عقده الحالي في ديسمبر / كانون الأول، وذلك استعدادًا مثاليًا لكأس العالم 2026. لكن الواقع — كعادته — أكثر تعقيدًا من مجرد نوايا.

الصحفي الإسباني المقرّب من ميسي، جويلم بالاجي، سارع إلى التهدئة، قائلًا في حديثه لـ BBC: “لا أحد يعرف — ولا حتى ميسي نفسه — ما إذا كان سيشارك في كأس العالم 2026. هو يتعامل حاليًا مع الأمور مباراة بمباراة، وبطولة ببطولة”.

وأضاف بالاجي: “إذا قرر تمديد عقده والبقاء في أمريكا، فسيقيّم الوضع عندما يحين الوقت. الجميع يريد رؤيته يقود الأرجنتين بعد عام، لكن حتى الآن، لم يلمّح إلى قراره النهائي”.

ورغم تلك التصريحات، تكشف معلومات أخرى من BBC أن ميسي منفتح على تجديد عقده مع إنتر ميامي، وسط ثقة كبيرة داخل النادي بإمكانية التوصل إلى اتفاق.

لكن… إذا كان ميسي جادًا فعلًا في خوض موندياله السادس، بل ولعب دور حاسم فيه، فإن استمرار المسيرة في الدوري الأمريكي يطرح تساؤلات منطقية. فمستوى الـMLS لا يزال بعيدًا جدًا عن الدوريات الأوروبية الكبرى، من حيث القوة، الإيقاع، والضغط التنافسي.

صفعة مونديالية

كشفت النسخة الموسعة الأولى من كأس العالم للأندية عن المستوى الحقيقي للدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) — وكان الكشف قاسيًا.

صحيح أن إنتر ميامي حقق إنجازًا تاريخيًا بفوزه على بورتو 2-1 في دور المجموعات، بفضل ركلة حرة ساحرة من ليونيل ميسي، ليصبح أول نادٍ من اتحاد الكونكاكاف يهزم منافسًا أوروبيًا في بطولة رسمية. كما تأهل الفريق إلى دور الـ16 بعد تعادلين مع الأهلي وبالمايراس، وهو إنجاز غير مسبوق لفريق أمريكي. لكن كل هذا بدا وكأنه شجرة تخفي غابة من الفشل.

فخلف هذا الإنجاز الفردي، جاءت الحصيلة الإجمالية قاتمة:

لوس أنجلوس إف سي وسياتل ساوندرز أنهيا مجموعتيهما في المركز الأخير، دون أي انتصار.

فشل لوس أنجلوس كان مؤلمًا بشكل خاص، بالنظر إلى مجموعته “المواتية” التي ضمت تشيلسي، فلامنغو، والترجي.

لكن الضربة القاضية جاءت على يد باريس سان جيرمان، حين سحق إنتر ميامي برباعية نظيفة في دور الـ16.

في المقابل، خسر ساوندرز 2-0 فقط أمام نفس الفريق في دور المجموعات، بينما كان ميامي منهارًا منذ الشوط الأول، متأخرًا بأربعة أهداف في أول 45 دقيقة، في أكثر مباريات البطولة تفاوتًا.

وما زاد من مرارة الصورة، لم يسدد ميامي أي كرة على المرمى قبل الدقيقة 50.

أجرى لويس إنريكي 5 تغييرات قبل الدقيقة 70، ما يؤكد أن باريس خفف الضغط مبكرًا.

بعد هزيمة بهذا الشكل، يصعب التحدث عن “نجاح”.

بل يمكن القول إن هذه المباراة قد تدفع “البرغوث” إلى مراجعة حساباته بجدية، فمهما بلغ السلام في ميامي، فلا يمكن للعب على هذا المستوى أن يكون إعدادًا جادًا لكأس العالم.

“هذا ليس ميسي الذي أعرفه”

كان المشهد لا يُطاق لأحد زملائه السابقين، ففور صافرة النهاية التي أعلنت نهاية معاناة إنتر ميامي أمام باريس سان جيرمان، لم يتردد زلاتان إبراهيموفيتش — الذي لعب إلى جانب ميسي في برشلونة موسم 2009-2010 — في توجيه انتقاداته اللاذعة.

قال السويدي بصراحة معروفة عنه: “ميسي يلعب مع تماثيل، لا مع زملائه. إنهم يركضون وكأنهم يحملون أكياس أسمنت”.

ولم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل هجومه بلا رحمة: “هذا ليس ميسي الذي أعرفه. إذا وضعته في فريق حقيقي، ستشاهدونه يبذل أقصى ما لديه. هنا؟ لا يوجد مدرب، لا نجوم، ولا حتى لاعبون يعرفون كيف يتحركون من دون كرة. ميسي يلعب بمفرده لأنه يحب اللعبة، ولأنه لا يزال يفعل ما لا يستطيع 99% من اللاعبين فعله. لكن هذا ليس ميسي الذي أعرفه”.

ومع وجود أسماء لامعة مثل لويس سواريز، جوردي ألبا، سيرجيو بوسكيتس، وحتى ماسكيرانو على مقاعد البدلاء، فإن إنتر ميامي يبدو في الظاهر كفريق مليء بالخبرة. لكن في العمق، هو فريق يفتقر بشدة إلى الجودة اللازمة للمنافسة على المستوى الأعلى، وقد كشف باريس ذلك بوضوح.

فزلاتان محق: ميسي سمكة كبيرة جدًا في بركة صغيرة جدًا، إنه يتحمل عبئًا هائلًا بمفرده.

فالنجم الأرجنتيني لا يحتاج إلى من يراه كمنقذ، بل إلى منظومة حقيقية تتيح له التألق كعنصر من فريق، لا كمعجزة يجب أن تحدث في كل مباراة.

قصة يجب أن تكتمل

إذا أراد ليونيل ميسي أن يُزأر كـ”الأسد الحقيقي” مرة أخرى في عام 2026، فلا مفر من العودة إلى أوروبا، وبشكل أدق: إلى برشلونة.

من الصعب تخيله يرتدي قميص نادٍ أوروبي آخر، خاصة بعد تجربته الباهتة التي استمرت لعامين مع باريس سان جيرمان، والتي بدت وكأنها منفى أكثر منها مغامرة.

بين ميسي وبرشلونة، هناك شيء لم يكتمل.

رحل جوهرة “لا ماسيا” في صيف 2021 دون وداع يليق بأسطورة.

أزمة مالية خانقة، سببتها الإدارة الكارثية السابقة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو، منعت النادي من تجديد عقده، وهكذا انتهت قصة حب امتدت 21 عامًا، بطريقة مأساوية.

لكن لا يزال هناك متسع لإصلاح هذا الخطأ التاريخي.

وفقًا لتقارير جديدة من إسبانيا، فإن الرئيس الحالي جوان لابورتا — الذي انتُخب للمرة الثانية بعد رحيل ميسي — يريد إعادة الكرة الذهبية إلى “كامب نو”، بعقد مبدئي لمدة ستة أشهر، يبدأ في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وإذا قرر ميسي الرحيل عن ميامي في نهاية العام، فسيكون متاحًا مجانًا. مما يجعل عودته منطقية، ممكنة، ومطلوبة.

صحيح أن لوائح الرواتب الصارمة في الليجا قد تُعقّد الصفقة، لكن لابورتا، بحسب المصادر، مستعد لفعل المستحيل من أجل تنظيم هذه العودة المنتظرة. بل ويريد أن تتزامن مع إعادة افتتاح ملعب “كامب نو” بحلته الجديدة بعد تجديده الكامل.

فعودة ميسي إلى برشلونة لن تكون مجرد صفقة، بل مصالحة تاريخية، ورمزًا قويًا لشعب لم ينتهِ من الحلم بعد.

سياق متغير

لن تكون هذه المرة الأولى التي يحاول فيها برشلونة استعادة ابنه الضال.

في صيف 2023، وقبل مغادرته باريس سان جيرمان، بذل خوان لابورتا كل ما في وسعه لإعادة ميسي إلى “كامب نو”، وكان بطل العالم قد أعطى الضوء الأخضر بالفعل.

لكن حينها، اصطدمت الرغبة بالواقع القاسي: الصفقة كانت مستحيلة ماليًا.

وقال ميسي حينها: “كان هدفي هو العودة إلى دياري، حيث بدأت كل شيء. للأسف، لم يكن ذلك ممكنًا”.

في تلك اللحظة، بدا وكأن أسطورة برشلونة تقبلت أن أيام المجد قد ولّت.

وأضاف: “القدرة على القول إنني حققت كل شيء في كرة القدم هي نعمة ثمينة، فزت بكل شيء مع برشلونة، ومع المنتخب الوطني”.

لكن… بعد عامين، تغير كل شيء.

أصبح برشلونة في وضع مالي أكثر استقرارًا، بعد سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الجريئة، والأهم من ذلك، ربما تغيّرت نظرة ميسي نفسه.

الآن، العودة ممكنة — ومغرية.

فعودة ميسي إلى “كامب نو” لن تكون مجرد لمسة وفاء، بل فرصة حقيقية لكتابة فصل أخير مجيد في أسطورته، فصلٌ يُسكت الأصوات القليلة التي لا تزال تشكك في مكانته كأعظم لاعب في التاريخ.

وبصراحة، تعرض ميسي في سنواته الأخيرة مع برشلونة لانتقادات قاسية بعد الإخفاق الأوروبي المتكرر، لكن في نسخة هانز فليك المقبلة، قد يكون هو القطعة المفقودة التي تفتح الطريق للعودة إلى المجد القاري.

وإذا فعلها، سيكون قد استعاد لياقته الكاملة، مستعدًا تمامًا لقيادة الأرجنتين في مونديال 2026، وهو قادم من نصف موسم في أعلى مستوى، لا من دوري أمريكي منخفض الكثافة يبدد حيويته.

رقصة أخيرة

إذا عاد ليونيل ميسي إلى برشلونة، فلن يستعيد الرقم “10” الأسطوري الذي اقترن به طوال مسيرته.

الرقم الآن أصبح ملكًا للامين يامال، جوهرة النادي الجديدة، بعدما استعاده من أنسو فاتي المُعار إلى موناكو.

وهذا الأمر جيد — تمامًا كما أنه ليس مضمونًا أن يكون ميسي أساسيًا في كل مباراة تحت قيادة هانسي فليك.

هجوم برشلونة الحالي هو من الأقوى في أوروبا، كما تثبت إحصاءات موسم 2024-2025.

وبالتالي، سيكون الضغط على ميسي أخف بكثير من فترته الأولى، ودوره الجديد سيكون دور القائد والمرشد، لا المنقذ الوحيد.

يمكن لهانسي فليك أن يستخدمه في تناوب ذكي بمركز صانع الألعاب (رقم 10)، إلى جانب داني أولمو وفيرمين لوبيز، بحيث يُشارك ميسي في المباريات الكبرى، مع إدارة دقيقة لدقائق اللعب — كما فعل إنتر ميامي بنجاح هذا العام لتفادي الإصابات المتكررة.

ولا يوجد سبب واحد يمنع تكرار النجاح مع برشلونة.

“الرقصة الأخيرة”؟ نعم — وربما تنافس رقصة مايكل جوردان الأخيرة مع شيكاغو بولز.

تخيل فقط: ميسي يُغذّي ماكينة الأهداف البولندية روبرت ليفاندوفسكي…

يتناغم في “جوجا بونيتو” مع لامين يامال كما فعل مع رونالدينيو في بداياته…

يُحوّل لحظاته الأخيرة إلى تحفة فنية أخيرة تليق بمقامه.

قد تكون هذه هي أجمل طريقة يستغل بها ما تبقى من موهبته الإلهية.

صحيح أن الأرجنتين لن تستطيع الدفاع عن لقبها العالمي بميسي “بنصف طاقته” في ميامي…

لكنها ستكون المرشحة الأوفر حظًا إذا منحها برشلونة ميسي الكامل، في آخر جولة، على المسرح الذي يعرفه جيدًا.

لأجل آخر تحفة.

ولأجل نهاية تليق بأسطورة لا تُكرّر.

التصنيفات: اخبار عالمية,عاجل