يقترب البرازيلي روبرتو فيرمينو من إسدال الستار على تجربته مع نادي أهلي جدة، وسط أنباء قوية عن انتقاله المرتقب إلى السد القطري، بعد موسمين حملا في طياتهما الكثير من التحديات، واللحظات المعقدة التي صاغت قصة صمود وتألق.
انضم فيرمينو إلى الأهلي في صيف 2023 بعد نهاية عقده مع ليفربول، وكان أحد أبرز صفقات الفريق فور عودته لدوري روشن السعودي للمحترفين.
وبدأت رحلة النجم البرازيلي في جدة بطموحات كبيرة، لكنها اصطدمت لاحقًا بسلسلة من المحطات القاسية، سواء على الصعيد الفني أو الشخصي.
بداية العزلة والانطفاء
في سبتمبر/أيلول 2023، تلقى فيرمينو واحدة من أصعب الضربات الشخصية، بوفاة والده. لم يكن الأمر عابرًا على النجم البرازيلي، إذ تأثرت حالته النفسية بشكل واضح، وانعكس ذلك على أدائه، إذ دخل مرحلة جفاف تهديفي استمرت 13 مباراة متتالية، ما دفع الجماهير والإعلام للتشكيك في جدوى التعاقد معه.
ومع مرور الوقت، فقد فيرمينو مكانه في تشكيلة الأهلي الأساسية، وتراجع تأثيره تدريجيًا، قبل أن يُستبعد من قائمة الفريق المحلية في موسم 2024-2025، بعد وصول عدد اللاعبين الأجانب للحد الأقصى.
عودة عبر البوابة الآسيوية
رغم خروجه من حسابات الدوري المحلي، أبقت إدارة الأهلي على فيرمينو ضمن القائمة الآسيوية، وهو القرار الذي غيّر مسار موسمه بشكل دراماتيكي. وانفجرت قدراته التهديفية في دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث سجل 13 هدفًا في مختلف أدوار البطولة، وأسهم بشكل مباشر في تتويج الفريق باللقب القاري.
وكان التتويج هو الأول للراقي في البطولة الآسيوية ما زاد من رمزية حضور فيرمينو في هذه المرحلة، ومنحه مكانة خاصة في ذاكرة الجماهير رغم كل التذبذبات التي مر بها خلال مسيرته في جدة.
وأعاد تألقه الآسيوي الاعتبار للاعب الذي اعتقد البعض أنه انتهى، وأثبت قدرته على العودة مهما كانت الظروف. لم يكن مجرد هداف، بل لعب دور القائد بهدوء، ونجح في استعادة ثقة المدرب والجماهير على حد سواء.
أرقام لا تعكس الصورة الكاملة
منذ انضمامه للأهلي، خاض فيرمينو 65 مباراة سجل خلالها 21 هدفًا، وصنع 17.
ورغم أن الأرقام تبدو متواضعة مقارنة بتاريخه في ليفربول، إلا أنها لا تعكس قيمة الأثر الذي تركه فيرمينو في الأهلي، خصوصًا في المرحلة الآسيوية الأخيرة التي أنقذت موسمه ومحت الرواية السلبية التي لاحقته.
اقتراب فيرمينو من الانتقال إلى السد، يطوي صفحة لاعب عانى بصمت، ورفض أن يكون مجرد صفقة فنية فاشلة في الدوري السعودي.
ربما لم يكن فيرمينو صفقة استعراضية صاخبة كما كان متوقعًا، لكنه أصبح قصة إنسانية وفنية ملهمة، عنوانها: العودة بعد السقوط. والانتصار بعد الألم. وسيظل اسمه مرتبطًا بلحظة تاريخية في سجل الأهلي: وهو الفوز بأول بطولة في دوري أبطال آسيا.