إيكيتيكي .. من أحلام مبابي إلى أضواء البريميرليج – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

إيكيتيكي .. من أحلام مبابي إلى أضواء البريميرليج

عندما كان هوجو إيكيتيكي، لا يزال مراهقًا في ستاد ريمس، وضعت له الطواقم التدريبية، خطة تطوير دقيقة، وقاموا بتحليل أداء كيليان مبابي، ثم اختاروا لاعبين اثنين، لتشكيل مجموعة أهداف واقعية للسير على خطاها.

ويقول أوسكار جارسيا مدرب ريمس السابق، في حديثه لسكاي سبورتس “هؤلاء اللاعبون كانوا يملكون ملفات مشابهة له ويلعبون في أندية أفضل منا، لكنها ليست بعيدة عنا كما هو الحال مع باريس سان جيرمان، لقد وضعناه أمام اختبار، للوصول إلى مستوى هذين المهاجمين”.

وعلى الورق، كان ذلك هدفًا منطقيًا على المدى القصير، فقبل موسمه الأخير مع ريمس، لم يكن إيكيتيكي قد هز الشباك بدوري الدرجة الأولى الفرنسي، بل أمضى النصف الثاني من الموسم السابق معارًا إلى فايله بولدكلوب الدنماركي.

وعاد إلى ريمس كرابع خيار هجومي، لكنه سرعان ما أجبر المدرب أوسكار، على إعادة تقييمه، وبعد فترة قصيرة، لم يعد يحلم فقط باللحاق بالمهاجمين الذين وُضعوا له كمستوى مستهدف، بل رفع سقف طموحه أكثر بكثير “في غضون أشهر قليلة، أصبح يريد الوصول إلى مستوى مبابي”.

إنها قصة تكشف الكثير عن عقلية مهاجم آينتراخت فرانكفورت، الذي لطالما ارتبط بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي. وفي الماضي، جرى طرح مانشستر يونايتد وتشيلسي كمحطات محتملة، أما الآن، يتنافس ليفربول ونيوكاسل على توقيعه.

ويعترف أوسكار “لطالما كان لاعبًا موهوبًا، لكن بعض المدربين لم يحبوه بسبب أسلوبه أو أحيانًا شخصيته، كانوا يرونه متغطرسًا بعض الشيء، لأنه كان دائمًا يريد أن تتم مقارنته بأفضل اللاعبين”.

واليوم، بدأ هوجو إيكيتيكي في إثبات جدارته بتلك المقارنات، بعد موسم قوي مع فرانكفورت، فقد سجل 22 هدفًا في جميع المسابقات، في موسم مثل انطلاقة حقيقية للاعب بدا أنه كان سينفجر في وقت مبكر.

وكان انتقاله من ريمس إلى باريس، خطوة جريئة، بالنظر إلى وجود مبابي ونيمار وليونيل ميسي آنذاك لذلك، كانت فرصه محدودة، وشارك في الغالب كبديل.

ويقول أوسكار “أي مهاجم كان سيعاني في تلك الظروف. لكنه بالتأكيد تعلم الكثير، وهو الآن لاعب أفضل بفضل تلك التجربة”.

وأدرك فرانكفورت، الذي يعرف بذكائه في سوق الانتقالات، أن عدم تألقه وسط نجوم باريس لا يعني شيئًا بالنسبة لموهبة شابة مثله، وبعد فترة إعارة أولية في موسم 2023-2024، أصبح الانتقال دائمًا في الصيف الماضي، وبدأ يزدهر بمجرد أن بلغ 22 عامًا.

وتحت قيادة المدرب دينو توبمولر، بدا أن طريقة اللعب تلائمه تمامًا، وكان عنصرًا أساسيًا في نجاح الفريق.

وتولى إيكيتيكي، قيادة الهجوم، بعد بيع عمر مرموش إلى مانشستر سيتي في يناير/كانون ثان الماضي، وساهم بشكل كبير في حصول فرانكفورت على المركز الثالث بالبوندسليجا، وهو أفضل مركز للفريق، منذ أيام النجم الغاني الشهير توني يبواه.

وفي النصف الأول من الموسم، شكل ثنائيًا هجوميًا حديثًا مع مرموش، ولم تكن علاقة تقليدية بين مهاجم طويل وآخر قصير، بل كلاهما كان يتحرك بحرية على الأطراف ويتبادل الأدوار.

ورغم طوله البالغ 1.91 مترًا، إلا أن إيكيتيكي ليس المهاجم التقليدي المنتظر داخل منطقة الجزاء.

ويوضح أوسكار “إنه ليس من النوع الذي ينتظر الكرات العرضية داخل المنطقة، إنه متحرك جدًا، ومن الصعب مراقبته، ويحب استغلال سرعته للتحرك في المساحات”.

ولعل أبرز ما يدل على ذلك، أن اللاعب الوحيد الذي سجل نفس عدد أهدافه في الهجمات المرتدة هو مرموش، وهو ما يعكس طريقة لعب فرانكفورت، لكن أوسكار يرى أن قدراته تسمح له بالتكيف مع أساليب لعب مختلفة.

“بإمكانه التأقلم مع الفرق التي تعتمد على الهجمات المرتدة، وكذلك مع الفرق التي تستحوذ على الكرة، لأنه يملك المهارة التي تناسب كلا النمطين، وهذا ما يجعله خيارًا مغريًا للأندية الكبرى، لأن الجميع يرى أن لديه الكثير ليقدمه”.

ورغم أن مجموع أهدافه في الدوري الألماني هذا الموسم (15 هدفًا) هو أفضل حصيلة له، إلا أنه قد يكون مجرد بداية لما هو قادم، فقد أطلق إيكيتيكي 117 تسديدة في البطولة خلال الموسم الماضي، أكثر من أي لاعب آخر، بما في ذلك هاري كين.

ملائمة نيوكاسل

بحسب شبكة “سكاي سبورتس”، فقد رفض آينتراخت فرانكفورت بشكل مباشر، العرض الأول البالغ 80 مليون يورو، ولا يزال ماركوس كروش المدير الرياضي للفريق الألماني، حازمًا، إذ يطالب بالحصول على 100 مليون يورو مقابل المهاجم الفرنسي.

وفي المجمل، يُعد إيكيتيكي مهاجمًا متعدد الاستخدامات، ويتمتع صاحب 23 عامًا، بقدرة جيدة على لعب دور المهاجم المحوري، ويتقن حماية الكرة وتوزيعها.

وفي الوقت نفسه، كثيرًا ما يتحول إيكيتيكي إلى الأجنحة، ويستغل سرعته لخلق الخطورة من الأطراف، كما يصنع الفرنسي، العديد من الفرص لزملائه، مما يجعله قادرًا على دعم أي شريك هجومي محتمل.

تشابهات مع إيزاك

بفضل قوته البدنية، يشبه إيكيتيكي، المهاجم الأساسي لنيوكاسل، ألكسندر إيزاك، ومع ذلك، يتميز إيزاك بكونه أسرع، والأهم من ذلك أنه أكثر فاعلية أمام المرمى من إيكيتيكي، وفي المقابل، فإن المهاجم الفرنسي أكثر مشاركة في صناعة اللعب، ويلعب دورا أكبرا في بناء الهجمات.

وهذا تحديدًا ما يجعل إيكيتيكي ملائمًا لنيوكاسل يونايتد، ففي الموسم الماضي، واجه الفريق، الذي أنهى الدوري الإنجليزي في المركز الخامس، صعوبات متكررة أمام الفرق التي تلعب بدفاع متراجع، وفي الوقت الذي بدا فيه إيزاك، محدودًا من حيث تنوع أسلوب لعبه، قد يوفر إيكيتيكي حلولًا أكثر تنوعًا وابتكارًا، مع قدرته على صناعة الفرص بنفسه أكثر من المهاجم السويدي.

ومع ذلك، فإن إيكيتيكي لا يضاهي إيزاك من حيث الثبات في المستوى أو الجودة في إنهاء الفرص، وإذا ما غادر إيزاك صفوف نيوكاسل هذا الصيف، فإن هذا الجانب الهجومي لن يعوض بشكل مباشر من خلال إيكيتيكي وحده.

الاختلاف مع ليفربول

بالنظر إلى أسلوب لعب ليفربول، فهو يعتمد على الإيقاع العالي والانضباط التمركزي، والضغط الهجومي الشرس، أما نيوكاسل فيميل إلى اللعب الرأسي والتفكير في الهجمات المرتدة واستغلال المساحات.

وبالتالي سيكون دور إيكيتيكي مع ليفربول، إما مهاجم وهمي أو جناح، وربما كخيار احتياطي عند تدوير التشكيل، بينما في نيوكاسل سيلعب كمهاجم ثان أو مهاجم صريح.

وسيحتاج إيكيتيكي للقتال من أجل دقائق اللعب ضمن فريق يعج بالمهاجمين في ليفربول، كما أنه لا يتميز بالضغط ما قد يتعارض مع متطلبات الضغط العالي التي يعتمدها المدرب آرني سلوت، لذا قد يكون الفرنسي لاعبًا للمستقبل للريدز.

أما في نيوكاسل، فنظام إيدي هاو، مناسب للمهاجمين المباشرين أصحاب الحركة العالية، ويناسب أسلوبه، اللعب على الهجمات المرتدة واستغلال المساحات، وبالتالي قد يكون خيار نيوكاسل أكثر واقعية له في الوقت الحالي.

أما إذا كان يسعى لتحديات أكبر في بيئة نخبوية ومستعد للانتظار، فقد يكون ليفربول، مكافأة طويلة الأمد.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل