شهد هذا الصيف في مانشستر يونايتد انقلابا كبيرا في صفوف الفريق، خصوصًا في مركزي الجناحين، بعد أن أخلى النادي قائمته من بعض الأسماء البارزة.
تم استبعاد خمسة لاعبين من طراز رفيع عن المجموعة الرئيسية للفريق، وهم ماركوس راشفورد وأليخاندرو جارناتشو وأنتوني وجادون سانشو، إلى جانب الظهير تايريل مالاسيا، حيث أصبحوا خارج حسابات المدير الفني روبن أموريم.
وبات راشفورد قريبًا من الانضمام لبرشلونة على سبيل الإعارة، فيما أصبح سانشو على أعتاب يوفنتوس، ويبقى جارناتشو مطروحًا على طاولة الرحيل في ظل أزماته مع أموريم، أما أنتوني فيبدو مصيره خارج أولد ترافورد بعد تألقه بقميص ريال بيتيس في النصف الثاني من الموسم الماضي.
ووصفت وسائل الإعلام هؤلاء بأنهم شخصيات غير مرغوب فيها يسعى النادي للتخلص منهم قبل بداية الموسم الجديد، الأمر الذي يفتح الباب أمام تحديات كبيرة للمنظومة الهجومية للفريق.
خيارات قليلة
في مقابل رحيل هؤلاء النجوم، لم يتبقَ على الجناحين سوى عدد قليل من الخيارات. يبقى الإيفواري الشاب أماد ديالو ضمن الفريق، وقد مدّد عقده حتى صيف 2030 بعدما أصبح لاعبًا مؤثرًا في الموسم الماضي.
كان ديالو بالفعل أحد المنقذين في الأوقات الحرجة، ونجح في تقديم مستويات مميزة جعلت الجماهير تراهن عليه كأحد الركائز الأساسية مستقبلا.
أما الإضافة الوحيدة الجديدة في هذا المركز فهي البرازيلي ماثيوس كونيا، الذي انضم من وولفرهامبتون بعد دفع قيمة الشرط الجزائي في عقده والتي بلغت 62.5 مليون جنيه إسترليني.
وبذلك، صار واضحًا أن ديالو وكونيا سيكونان الثنائي الرئيسي على الأجنحة – إلى جانب اقتراب إبرام صفقة مع جناح برينتفورد الكاميروني برايان مبويمو، الذي ارتبط اسمه بقوة بالانتقال إلى “أولد ترافورد” في صفقة قد تتجاوز 70 مليون جنيه إسترليني.
الاستفادة من برونو وماونت
في ظل النقص العددي الواضح في الأجنحة التقليدية، سيُلقى العبء الإبداعي الأكبر على لاعبي الوسط الهجومي. سيظل برونو فرنانديز محور خطة أموريم بصفته أفضل لاعب في الفريق، وقد يضطر المدير الفني لاستغلال قدراته عن طريق الدفع به أحيانًا في مراكز أوسع أو كجناح داخلي لتعويض غياب الأجنحة الطبيعية.
أما مايسون ماونت، فقد كان دائمًا جزءًا من الحلول المرنة، إذ سبق الاعتماد عليه في أدوار مختلفة عديدة، حتى على كلا الجناحين.
وفي تكتيك أموريم المفضل 3-4-3، يمكن لماونت أن يظهر أحيانًا كجناح أو كنصف مهاجم حر، مستفيدًا من مهاراته في الضغط والتمرير واللعب بين الخطوط.
التحديات والأخطار
يواجه مانشستر يونايتد صعوبات حقيقية على أجنحته في الموسم المقبل. على الورق، يعتمد أموريم على نظام 3-4-3، ما يعني وجود ظهيرين جناحيين يتحملان جزءا من العبء الهجومي على الأطراف.
لكن مع رحيل الأجنحة التقليدية، تقلصت الحلول الهجومية بشكل واضح، ما يزيد الضغوط على أسلوب اللعب. فقد اعتمد الفريق في السنوات الماضية على سرعة راشفورد وأنتوني وسانشو وجارناتشو لاختراق دفاعات المنافسين، أما الآن فقد غابت هذه الميزة تماما.
حتى أموريم نفسه أقر مؤخرا بوجود نقص في السرعة، خصوصًا في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما يصعب نقل الكرة بسرعة وكسب المواجهات الفردية.
هذه الثغرة التكتيكية قد تُجبر الفريق على الاعتماد أكثر على التمريرات القصيرة والاختراق من العمق، مع تفعيل دور لاعبي الوسط الهجومي في صناعة الفارق.
في المقابل، قد يمثل غياب المنافسات الأوروبية فرصة لأموريم لإعداد لاعبيه بشكل أفضل على تكتيكه المفضل، لكن تبقى مسألة وجود العناصر المناسبة لتنفيذ هذه الأفكار هي الفيصل.
من دون أجنحة تقليدية ذات خبرة، سيعتمد الفريق على لاعبين مثل فرنانديز وماونت لشغل أدوار هجومية على الأطراف، وهو حل تكتيكي قد ينجح في بعض المباريات لكنه يفتقر إلى الاستمرارية على مدار الموسم.
يقف مانشستر يونايتد أمام اختبار مزدوج: إيجاد التوازن بين خطوطه الهجومية وتعويض غياب السرعة والانفجار الهجومي الذي كان يقدمه الأجنحة السابقة.
يحتاج أموريم إلى حلول مبتكرة، سواء من خلال تطوير اللاعبين الحاليين أو عبر تعاقدات جديدة، حتى لا يتحول هذا النقص إلى أزمة تؤثر سلبا على مسار الفريق في الموسم المقبل، وقد يجد المدرب نفسه خارج أسوار أولد ترافورد.