يبدو أن كريستيانو رونالدو، قائد النصر، قرر السير على خطى زميله السابق كريم بنزيما، نجم اتحاد جدة، بهدف بناء فريق قادر على المنافسة وتحقيق البطولات.
ومع فشله في حصد أي لقب محلي أو آسيوي منذ انضمامه إلى صفوف النصر في يناير/ كانون الثاني 2023، وضع رونالدو على عاتقه مهمة تغيير جلد الفريق.
وبدأ الدون مهامه خارج المستطيل الأخضر، إذ تدخل بشكل مباشر في ملف التعاقدات الصيفية، فضلًا عن دوره في انضمام مواطنه المدرب جورجي جيسوس.
الدور الذي يلعبه رونالدو يعيد للأذهان ما قام به بنزيما في الاتحاد الصيف الماضي، حيث شارك الإدارة في اتخاذ القرار، ليقود العميد لنجاح غير متوقع بالتتويج بثنائية الدوري والكأس في السعودية.
حملة فرنسية في الاتحاد
بعد موسم مخيب لبنزيما مع الاتحاد في 2023-2024، لم يحصد فيه أي لقب – بل إنه فشل حتى في إنهاء الدوري بين الأربعة الكبار – قرر النجم الفرنسي إحداث ثورة في قلعة الأصفر والأسود.
ولا يخفى على أحد أن بنزيما كان وراء الإطاحة بلاعبين كبار من صفوف الاتحاد الصيف الماضي، على رأسهم عبد الرزاق حمد الله، بعد أن فشلا في تكوين ثنائي هجومي متفاهم، فيما طلب الفرنسي التعاقد مع لاعبين يخدمون طريقة لعبه.
البداية كانت بضغطه على الإدارة لإقالة المدرب الأرجنتيني مارسيلو جاياردو، وطلبه التعاقد مع لوران بلان، بداعي أن اللغة الفرنسية ستسهل التفاهم بينهما ما يصب في صالح الفريق.
واعترض بنزيما وقتها على التعاقد مع الإيطالي ستيفانو بيولي رغم اتفاق الإدارة معه، ما دفع الرئيس السابق لؤي ناظر لتقديم استقالته.
لم يكتفِ صاحب الـ37 عامًا بالطاقم الفرنسي، وإنما طلب التعاقد مع مواطنه موسى ديابي، والجزائري من أصول فرنسية حسام عوار.
ونجح بنزيما في تكوين فريق قوامه الرئيس من لاعبين فرنسيين، أو على الأقل يتحدثون الفرنسية، خصوصًا مع الحفاظ على نجولو كانتي، صاحب الأداء المميز في وسط الملعب.
الآمر الناهي
واجه نجم ريال مدريد السابق عاصفة من الانتقادات، ووصفته الصحافة بـ”الآمر الناهي”، خصوصًا بعد أن اعترف الرئيس الحالي لؤي مشعبي بمشاركة اللاعب في اتخاذ القرارات.
وفي أغسطس/ آب الماضي، ورغم إنكار بنزيما تدخله في عمل الإدارة، قال مشعبي لوسائل الإعلام عن النجم الفرنسي “هو قائد الفريق، وجزء من المنظومة، وأحد صنّاع القرار، ولم يأتِ إلى هنا لكي لا يكون له دور قيادي، أو يكون خارج الصورة”.
لكن بنهاية الموسم الماضي، تحولت لهجة الانتقادات إلى كلمات إشادة ببنزيما، بعد أن نجحت خطته بقيادة الفريق إلى بطولتي الدوري وكأس الملك، ومساهمته في 34 هدفًا (سجل 25 وصنع 9) خلال 33 مباراة، بمعدل يقترب من هدف في كل مباراة.
النصر بثوب برتغالي
صحيح أن رونالدو ساهم، منذ انضمامه إلى النصر، في إقناع عدد من اللاعبين بالانضمام إلى العالمي، إلا أن تدخله في ملف الصفقات بات مباشرًا في الأسابيع الأخيرة، تنفيذًا لاتفاقه مع الإدارة عند تجديد تعاقده.
وعلى طريقة بنزيما، أدرك الدون أن الفوز بالبطولات سيكون صعبًا مع استمرار نفس الأسماء داخل وخارج الملعب، فقرر التدخل واستدعاء أبناء وطنه في مهمة إنقاذ.
وطلب رونالدو التعاقد مع مواطنه جورجي جيسوس، ما واجه هجومًا كبيرًا خصوصًا بعد فشل المدرب البرتغالي مع الهلال في الموسم الماضي، وخروجه مطرودًا من قلعة الغريم.
كما تولى البرتغالي خوسيه سيميدو منصب الرئيس التنفيذي للشركة الرياضية، وتعين مواطنه سيماو كوتينيو مديرًا رياضيًا، خلفًا للإسباني فرناندو هييرو.
وكي تكتمل الهيمنة البرتغالية، أقنع رونالدو زميله في المنتخب، جواو فيليكس، بالانضمام إلى “العالمي” في صفقة أثارت الكثير من الجدل خصوصًا أن لاعب تشيلسي فشل في إثبات موهبته في كل تجاربه السابقة، وكان قريبًا من العودة إلى ناديه الأم بنفيكا.
ويبدو أن رونالدو لن يكتفي بفيليكس، وإنما يوجّه الإدارة الرياضية للنادي نحو صفقات برتغالية جديدة مثل رافاييل لياو، مهاجم ميلان، رغم صعوبة ضمه، أو لاعبين سبق له اللعب بجوارهم، مثل البرازيلي أنتوني من مانشستر يونايتد.