ثورة الظهير .. لماذا انفجر حكيمي في سباق الكرة الذهبية؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

ثورة الظهير .. لماذا انفجر حكيمي في سباق الكرة الذهبية؟

أثار أشرف حكيمي، الظهير الأيمن لباريس سان جيرمان، ضجة كبيرة بتصريحه الجريء لقناة “كانال+” بأنه يستحق الكرة الذهبية لعام 2025 أكثر من المهاجمين، مستندًا إلى موسمه التاريخي اللافت.

وفي زمن تسيطر فيه الأهداف والأضواء على المهاجمين مثل عثمان ديمبيلي ولامين يامال، يقدم حكيمي حالة استثنائية كمدافع يجمع بين الصلابة الدفاعية والإسهامات الهجومية المذهلة.

لكن، هل يمكن لظهير أيمن أن يكسر هيمنة المهاجمين ويحقق ما لم يحققه أي ظهير في تاريخ الجائزة؟ هذا التقرير يحلل فرص حكيمي في الفوز بالكرة الذهبية، مستعرضًا إحصائياته، تأثيره، وتحدياته.

أرقام تتحدث

حكيمي ليس مجرد مدافع عادي، فخلال موسم 2024/25، سجل النجم المغربي 11 هدفًا وقدم 16 تمريرة حاسمة في 55 مباراة عبر جميع المسابقات، وهي أرقام غير مسبوقة لمدافع.

هذه الإحصائيات تفوقت على الرقم القياسي السابق لداني ألفيس (25 مساهمة تهديفية في موسم 2010/11)، مما جعل حكيمي المدافع الأكثر إسهامًا هجوميًا في تاريخ كرة القدم.

ولم يكتفِ حكيمي بالتألق في الدوري الفرنسي، بل كان حاسمًا في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل في ربع النهائي، ونصف النهائي، والنهائي الذي شهد فوز باريس سان جيرمان التاريخي 5-0 على إنتر ميلان، محققًا أول لقب أوروبي للنادي.

إحصائيًا، يتصدر حكيمي مدافعي الدوري الفرنسي في الفرص المصنوعة (47)، والتقدم بالكرة، والتسديدات على المرمى (13).

هذه الأرقام تؤكد دوره كلاعب شامل، يجمع بين الواجبات الدفاعية والهجومية، كما أن تصريحه بأنه “ليس مهاجمًا أو لاعب وسط، بل مدافع في خط دفاع رباعي” يعزز حجته: إذا حقق مدافع مثل هذه الأرقام، ألا يستحق التقدير أكثر من مهاجم يُتوقع منه التسجيل؟

دعم قوي من الأسماء الكبيرة

لم يكن حكيمي وحيدًا في حملته، فمدرب المغرب السابق هيرفي رينارد وصفه بـ”الأفضل في القارة”، مشيدًا بتطوره اللافت منذ أيامه في بوروسيا دورتموند وإنتر ميلان إلى تألقه مع باريس سان جيرمان.

فيما ذهب الصحفي الفرنسي غريغوري شنايدر إلى أبعد من ذلك، معتبرًا حكيمي “أفضل لاعب في باريس سان جيرمان في كل مباراة”، متفوقًا حتى على ديمبيلي.

ولم تقتصر الإشادات على الصحافة، إذ دعمه نجوم مثل هاري كين، الذي أشار إلى أن لاعبًا من باريس سان جيرمان مرشح بقوة للجائزة، مع ذكر حكيمي تحديدًا.

حتى المدرب لويس إنريكي، رغم تركيزه الأولي على ديمبيلي، أقر بأن حكيمي “ظهير لا مثيل له” وله “إمكانيات هائلة”.

ويعزز دعم هذه الأسماء مصداقية حكيمي كمرشح، لكنه يواجه تحديًا تاريخيًا فالكرة الذهبية نادرًا ما تذهب لمدافع، حيث فاز 3 مدافعين فقط بالجائزة في تاريخها: فرانز بيكنباور (1972، 1976)، ماتياس زامر (1996)، وفابيو كانافارو (2006).

ولم يسبق لظهير أيمن أن فاز بها، مما يجعل حكيمي أمام تحدٍ غير مسبوق.

هيمنة المهاجمين والمنافسة الشرسة

على الرغم من أرقام حكيمي المذهلة، فإن المنافسة على الكرة الذهبية 2025 شرسة، حيث يتصدر عثمان ديمبيلي، زميله في الفريق، قائمة المرشحين بفضل مساهمته في 51 هدفًا (35 هدفًا و16 تمريرة حاسمة) في 53 مباراة.

بينما قدم لامين يامال، نجم برشلونة الشاب، موسمًا استثنائيًا بـ43 مساهمة تهديفية، إلى جانب فوزه بثلاثية محلية مع برشلونة.

كما أن أسماء أخرى مثل محمد صلاح، وكول بالمر، ورافينيا تضيف تعقيدًا إلى السباق، فهؤلاء اللاعبون، بطبيعة مراكزهم الهجومية، يحظون باهتمام إعلامي أكبر وتصويت أوسع من الصحفيين، الذين غالبًا ما يفضلون الأهداف على الأداء الشامل.

إضافة إلى ذلك، يواجه حكيمي تحديًا نفسيًا وتاريخيًا، لأن المدافعين، حتى الأكثر تأثيرًا، نادرًا ما يحظون بالتقدير نفسه الذي يحصل عليه المهاجمون.

وقد يُنظر إلى تصريح حكيمي الناري كجرأة، لكنه قد يُفسر أيضًا كثقة زائدة في بعض الأوساط، مما قد يؤثر على الأصوات في الجائزة.

ومع ذلك، فإن فوزه بجائزة مارك فيفيان فوي كأفضل لاعب أفريقي في الدوري الفرنسي يعزز مكانته كرمز قاري، وربما يجذب أصواتًا من الصحفيين الأفارقة والدوليين.

لماذا حكيمي مرشح قوي؟

ما يميز حكيمي ليس فقط أرقامه، بل تأثيره الشامل، إذ أن سرعته الفائقة، ولياقته البدنية العالية، وقدرته على اللعب في كلا الاتجاهين تجعله تجسيدًا للظهير الحديث.

وتحت قيادة لويس إنريكي، تطور أسلوب حكيمي ليصبح أكثر ذكاءً تكتيكيًا، حيث بات يقطع إلى داخل الملعب ويتبادل الأدوار مع زملائه، مما يعكس رؤية المدرب.

ويعكس تصريحه بأن إنريكي “رفع مستواي إلى مستوى لم أكن أتخيله” هذا التطور، علاوة على ذلك، فإن فوز حكيمي بالكرة الذهبية سيحمل رمزية كبيرة، كونه ثاني أفريقي يفوز بالجائزة بعد جورج ويا (1995)، وأول ظهير في التاريخ.

وتُظهر حملة مشجعي باريس سان جيرمان على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #HakimiBallondOr الدعم الجماهيري المتزايد، والذي قد يؤثر على الرأي العام والناخبين.

التصنيفات: الدوري الفرنسي,عاجل