منظومة جماعية … ريال مدريد يبدأ عهدًا جديدًا مع ألونسو – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

منظومة جماعية … ريال مدريد يبدأ عهدًا جديدًا مع ألونسو

منذ توليه مهمة تدريب ريال مدريد، بدا واضحًا أن تشابي ألونسو يسير في طريق مختلف عن الصورة النمطية التي ارتبطت بالنادي الملكي على مدار عقود، حيث لم يعد الاسم وحده هو العنصر الحاسم في اختيارات التشكيلة، بل صار الأساس هو الهيكل الثابت والفكرة التكتيكية التي لا تتغير مهما تبدلت الأسماء.

فلسفة ألونسو تقوم على أن أي لاعب يدخل إلى الملعب يجب أن يؤدي الدور نفسه ويلتزم بالخطة ذاتها، سواء كان الأمر يتعلق بنجوم الصف الأول مثل فينيسيوس جونيور أو بأسماء شابة كفرانكو ماستانتونو.

حتى في المباريات الأخيرة رأينا كيف أراح أردا جولر وفينيسيوس ومنح الفرصة لرودريجو مرة، ولجارسيا مرة أخرى، بينما بدأ في دمج بيلينجهام وكامافينجا بشكل تدريجي بعد عودتهما من الإصابة، ليؤكد أن المبدأ الأهم هو الاستمرارية في المنظومة لا الأسماء التي تنفذها.

تدوير مدروس

هذه السياسة ليست وليدة الصدفة، بل هي جزء من مشروع متكامل يقوم على التدوير المدروس.

ألونسو لا يُجري تغييرات بدافع الاضطرار فقط، وإنما يخطط لها بعناية من أجل إبقاء لاعبيه في حالة ذهنية وبدنية مثالية على مدار الموسم الطويل.

ففي مباراة يعتمد على المهاجم الصاعد ماستانتونو، وفي أخرى يمنح الفرصة لرودريجو، ثم يستعين بجارسيا في مواجهة صعبة، بينما يحضر بيلينجهام وكامافينجا للدخول شيئًا فشيئًا في النسق بعد العودة من الإصابة.

كل ذلك يجري دون أن يهتز الهيكل الأساسي أو تتأثر طريقة اللعب، وهو ما يبرز قدرة المدرب على المزج بين عناصر الخبرة واللاعبين الشباب مع الحفاظ على هوية الفريق.

تنظيم دفاعي

وإذا كان ريال مدريد عبر تاريخه معروفًا بهجومه الضارب وأسمائه اللامعة، فإن ما يلفت الأنظار في فترة ألونسو هو قوة الفريق الدفاعية.

فمنذ انطلاق الموسم في الدوري الإسباني، ظهر الفريق متماسكًا إلى حد بعيد، حيث لم يُتح لمنافسيه سوى عدد محدود من الفرص، ونجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في 3 مباريات حتى الآن.

هذه الصلابة ليست بسبب تألق الحارس تيبو كورتوا فقط، بل نتيجة تنظيم كامل يبدأ من خط الهجوم الذي يضغط مبكرًا، مرورًا بلاعبي الوسط الذين يغلقون المساحات، وصولًا إلى رباعي الدفاع الذي بات أكثر التزامًا وانسجامًا مع تعليمات المدرب.

الأرقام حتى الآن تعكس بوضوح نهج ألونسو. فبحسب الإحصاءات وبيانات مشاركات اللاعبين، اعتمد المدرب الإسباني على 22 لاعبًا منذ بداية الموسم، وهو رقم يكشف عن سعة قاعدة الاختيارات، لكن مع الحفاظ على الثبات في الفكرة العامة.

هذا التوازن بين التدوير والالتزام بالمنظومة منح ريال مدريد شخصية مختلفة: فريق لا يعتمد على فرد واحد باستثناء كيليان مبابي الذي يظل ركيزة أساسية في الخط الأمامي، بينما بقية المراكز مفتوحة أمام كل من يثبت نفسه ويؤدي المطلوب وفق ما تقتضيه الخطة.

سلاح جديد

وإلى جانب قوة ريال مدريد الدفاعية، برز في الأسابيع الأخيرة سلاح جديد أضافه تشابي ألونسو إلى منظومة الفريق، وهو الاعتماد على التسديد من خارج منطقة الجزاء كخيار تكتيكي لكسر تكتلات الخصوم.

ففي مباراة إسبانيول بالأمس على ملعب سانتياجو برنابيو، حُسم اللقاء بهدفين مميزين من مسافات بعيدة، الأول عن طريق إيدير ميليتاو الذي افتتح التسجيل بتسديدة قوية، والثاني عبر كيليان مبابي الذي استغل مساحة ضيقة ليسدد كرة صاروخية سكنت الشباك.

هذا التوجه لم يكن مجرد صدفة، بل جاء نتيجة عمل فني واضح، حيث يدرك ألونسو أن أمام الفرق التي تدافع بكتل منخفضة وتغلق العمق، يصبح الحل الأكثر فاعلية هو التسديد من خارج المنطقة.

بذلك أضاف ريال مدريد بُعدًا هجوميًا جديدًا يزيد من تنوع خياراته في الثلث الأخير ويمنحه القدرة على تجاوز أصعب السيناريوهات الهجومية.

ما يقدمه تشابي ألونسو حتى الآن يؤشر إلى مشروع طويل الأمد يهدف إلى إعادة تعريف ريال مدريد كفريق جماعي منظم بقدر ما هو فريق نجوم.

فالثبات في الأداء الدفاعي، والمرونة في التدوير، والقدرة على توظيف كامل عناصر القائمة، كلها عوامل تجعل من الفريق مرشحًا للحفاظ على إيقاع ثابت في الدوري ومنافسًا شرسًا على المستوى القاري.

ويبدو أن الموسم الحالي سيكشف أكثر فأكثر عن قدرة ألونسو على فرض فلسفته الخاصة داخل جدران البرنابيو، فلسفة تُعيد إلى الأذهان قيمة الانضباط والهيكل الجماعي على حساب الاعتماد على أسماء بعينها.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل