بتطلعات كبيرة وطموحات تلامس السماء، بدأ الفرنسي كريم بنزيما موسمه الثالث مع اتحاد جدة، على أمل تحقيق إنجاز قاري، بعدما قاد فريقه للظفر بثنائية محلية الموسم الماضي.
بنزيما الذي نفض عن نفسه غبار الإخفاق في الموسم الأول ما بين غيابات وإصابات وخلافات مع مدربين، ليبدأ حقبة جديدة الموسم الماضي تحت قيادة مدرب جديد على قدر كبير من التفاهم معه وهو لوران بلان، ما مهد لظهور نسخة من بنزيما برائحة ريال مدريد.
لكن دوام الحال من المحال، فمع بداية الموسم الحالي وتألق “كريم” في فوز عريض على الأخدود 5-2 وتسجيله ثلاثية “هاتريك”، توقفت انطلاقاته بإصابة مبكرة، لكن ذلك لا يقلق إدارة الاتحاد، بقدر ما سيكون القلق بشأن عوامل أخرى.
فقد تحدثت تقارير صحفية عالمية عن رغبة البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني الجديد لبنفيكا في ضم بنزيما إلى كتيبة العملاق الأحمر، وهو ما قد يهدم عمود مشروع الاتحاد، وأحد أعمدة مشروع الاستقطابات بشكل عام في الكرة السعودية، حال فكر “كريم” في تلبية نداء “سبيشيال وان”.
ولا يعد بنزيما غريبا عن مورينيو، إذ لعب تحت قيادته في ريال مدريد 150 مباراة سجل خلالها 78 هدفا وصنع 43.
صحيح أنها ليست أفضل مثلا من الولاية الثانية لأنشيلوتي في قيادة الريال، والتي حقق فيها بنزيما العديد من الألقاب الشخصية والجماعية، منها الكرة الذهبية، لكن مورينيو ربما يعرف كيف يستفيد من النجم الفرنسي ويوفر له البيئة المثالية للإبداع.
إغراءات أوروبية
ولعل الإغراءات الأوروبية كانت مصدر جذب للعديد من نجوم دوري روشن في السنوات الأخيرة، من بين هؤلاء كان فرنسي آخر وهو نجولو كانتي لاعب خط الوسط.
كذلك عاد جابري فيجا من أهلي جدة إلى بورتو البرتغالي بعد تألق لافت للإسباني، وكذلك كان زميله في الفريق فرانك كيسي محل اهتمام كبير من أندية إيطالية مثل فيورنتينا.
وانتقل إيكي فيرنانديز لاعب الوسط الأرجنتيني من القادسية إلى باير ليفركوزن، قبل أن ينضم إيمريك لابورت مدافع النصر إلى أتلتيك بلباو، ما يعني أن الباب مفتوحا على مصراعيه من جانب أندية أوروبا لجلب نجوم كبار من السعودية.
فكرة العودة للقارة العجوز، ربما لا تستهوي بنزيما، كونه قد حقق كل شيء، في مسيرته مع الريال تحديدا، لاسيما على مستوى دوري أبطال أوروبا البطولة التي حققها 5 مرات، لكن هل من مغريات أخرى؟
ربما تكون فكرة الاجتماع بمورينيو من جديد في حد ذاتها مصدر إغراء، كون المدرب البرتغالي يراهن عليه في فترة استفاقة لبنفيكا، الفريق الذي يلعب دوري أبطال أوروبا، وربما تكون أرقام النجم الفرنسي التهديفية في البطولة الكبرى تحت التهديد بفضل تألق نجوم آخرين مثل هاري كين وإيرلينج هالاند ما قد يغريه للعودة من جديد ولو من أجل “الرقصة الأخيرة”.
ماذا عن الاتحاد؟
اتحاد جدة في صدارة الترتيب ويتخلف فقط عن النصر بفارق الأهداف، لكن لا يوجد مؤشر قوي على أن العميد ماضٍ للحفاظ على الأقل على ما حققه الموسم الماضي، فالفريق لا يقدم مستوى مقنعا، محليا أو قاريا.
وتزداد الأمور صعوبة في ظل أن المدرب لوران بلان لم يجر تعديلات قوية على تشكيلة فريقه، ليكتفي بقائمته لاسيما الأجانب.
ومع صحوة للأهلي ومحاولات من الهلال لاستعادة قوته فإن الأمور لن تكون سهلة على الاتحاد الذي يحارب على أكثر من جبهة.