نجح ريال مدريد في تحويل رهاناته الصيفية إلى واقع مبهر، بعدما تعاقد مع ثلاثة لاعبين شباب حملوا ملامح المستقبل، لكنهم سرعان ما فرضوا أنفسهم نجومًا للحاضر.
وقالت صحيفة “آس” الإسبانية: “دين هويسن، ألفارو كاريراس، وفرانكو ماستانتونو، لم يكونوا مجرد تعاقدات عادية، بل ثلاث صفقات ضخمة غيرت ملامح الفريق، وتجاوزت كل التوقعات داخل النادي وخارجه”.
وأشارت إلى أن الثلاثي الجديد لم يأتِ إلى مدريد لطرق الأبواب، بل لاقتحامها بقوة، بعدما أظهر اللاعبون شخصية وموهبة لافتة جعلتهم ثروة حقيقية وكشفاً مبهراً منذ بداية الموسم.
وأوضحت أن الأنظار تتجه بشكل خاص إلى كاريراس، الظهير الأيسر الذي يبدو قادراً على قيادة هذا المركز لسنوات طويلة، لا تقل عن ستة مواسم.
ورغم أن قيمة انتقاله البالغة 50 مليون يورو أثارت الجدل عند إبرام الصفقة في 14 يوليو/تموز الماضي، فإن مرور 73 يوماً فقط جعل هذا المبلغ يبدو زهيداً مقارنة بما يقدمه.
بات اللاعب أساسياً لا غنى عنه، وعلى مستوى يليق بالمنتخب الإسباني، والدليل أنه استعاد 16 كرة في مواجهة ليفانتي على ملعب “سيوتات”، وهو رقم لم يحققه أي لاعب مدريدي منذ سيرجيو راموس عام 2019.
كاريراس لم يكتفِ بتألقه في مركز الظهير الأيسر، بل أظهر أيضاً قدرته على اللعب كقلب دفاع، حيث كان أكثر لاعبي اللقاء مشاركة في لعب الكرة (109 لمسات) وثاني أكثر من أتم التمريرات (83 تمريرة).
بالنسبة لتشابي ألونسو، يعد كاريراس لاعبا أساسيا رغم تحفظه على هذا الوصف، إذ يدرك تماماً قيمته في المنظومة، ولم يحصل اللاعب على راحة هذا الموسم سوى 8 دقائق فقط، ما يعكس أهميته المطلقة.
أما ماستانتونو، فقد خطف الأضواء بفضل نضجه اللافت وشخصيته القوية رغم عمره الذي لا يتجاوز 18 عاماً.. يلعب بشجاعة وكأنه يرتدي قميص ريال مدريد منذ سنوات طويلة.
وبعد تسجيله هدفه الأول مع الفريق قال ماستانتونو: “إذا كان يبدو أنني هنا منذ فترة أطول، فهذا بفضل زملائي الذين منحوني الثقة وجعلوني أشعر كأنني في بيتي”.
وجاء هدفه الأول بطريقة استثنائية، بعدما استلم الكرة من الجهة اليمنى، وتقدم بست لمسات متقنة حتى دخل منطقة الجزاء، ثم راوغ بقدمه الضعيفة وسدد كرة لا تصد ولا ترد في المقص.
وكان الهدف الساحر تتويجاً لمباراة مميزة، حيث جاء ماستانتونو في المركز الثاني من حيث عدد التسديدات (5 محاولات خلف فينيسيوس بـ7)، وكذلك ثاني أكثر من صنع خطورة على المرمى.
من جانبه، أثبت دين هويسن أنه قلب دفاع للمستقبل وللحاضر في الوقت نفسه، بعدما فاق التوقعات بصلابته في الالتحامات، وقوته في الكرات الهوائية، وقدرته على الخروج بالكرة بهدوء.
ولم يكتفِ هويسن بذلك، بل أظهر أيضاً إمكانية اللعب في الجهة اليمنى من قلب الدفاع، ليضيف مرونة جديدة لخط الدفاع. بالنسبة للنادي والجهاز الفني، هو لاعب أساسي لا نقاش فيه.
