بكل صدق تجيشه المشاعر وبكل أمل تضيئه الشمس من خلف السحاب.. نتوقف عند أداء منتخبنا الوطني الناشئ في بطولة كأس الخليج الأولى.
القلب يعتصر ألماً ليس على الخسارة ذاتها فالخسارة في الرياضة قدر محتمل ولكن على الفجوة التي ظهرت بين أدائنا المتوقع وواقع الحال في المباراتين الأوليين أمام قطر ثم الإمارات.
لم يكن المستوى هو الذي اعتدنا رؤيته من أبنائنا في هذه الفئة العمرية التي عودتنا على روح مقاتلة وموهبة واعدة.
كان الأداء يفتقر إلى ذلك البريق المألوف وتلك الثقة التي تليق باسم اليمن العريق أرض الحكمة والإرث الكروي المشرف.
لكن الناقد المحب والمتابع الوفي لا يرمي باللوم بقدر ما يبحث عن البذرة التي تنبئ بغد أفضل.
هذه الخسارة في حقيقتها، ليست نهاية المطاف بل هي جرس إنذار ودعوة صادقة للتوقف بجدية أمام تجربة تحتاج إلى قراءة متأنية. إنها محطة لتقويم المسار وفرصة ثمينة لكشف مواطن الخلل التي يجب معالجتها بلا مواربة.
فالمستقبل يا سادة لا يبنى على التمنيات بل على خطط محكمة وجهد متواصل ورعاية ترعى الموهبة من مهدها.
مستقبل الكرة اليمنية يحتاج إلى عمل مؤسسي أكبر وإلى رؤية أوضح تضع نصب عينيها استعادة مكانتنا الطبيعية بين نظيراتنا في المنافسات السنية.
المسؤولية هنا ليست حكراً على جهة دون أخرى بل هي عبء مشترك تتحمله الأجهزة الفنية والإدارات الرياضية ووسائل الإعلام والجمهور الكريم الذي لا ينفك يمنح أبناءه الثقة.
وفي خضم هذا النقد البناء الذي يقصد الإصلاح ولا يعنيه الإحباط نرفع قبعات الاحترام والإجلال لأبنائنا اللاعبين.
فنحن نعلم أنهم بذلوا ما في وسعهم تحت ظروف قد لا نعلمها جميعاً. أشكرهم من أعماق قلبي على اجتهادهم وأؤمن بأن داخل كل منهم شرارة موهبة تنتظر من يهيئ لها البيئة المناسبة لتشتعل.
فالهمة يا أبناء اليمن لا تنكسر بهزيمة والعزيمة لا تقهر بعقبة.
القادم أيام جديدة وتحديات أخرى وهي تتطلب منا جميعا قلوبا واحدة وأيدي متكاتفة لنساهم ولو بقطرة في بناء مستقبل أكثر إشراقاً لكرة القدم اليمنية.
لأن هؤلاء الأبناء يستحقون منا الدعم والتطوير ويستحقون أن نمنحهم الثقة التي تليق بجيل يحمل أمل الأمة على أكتافه.
فليكن هذا الألم الذي نحسه اليوم هو الوقود الذي يضيء طريق العودة عودة الأبطال.