اعترف المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي عمل مع بعض من أقوى رجال العالم، أن مالك تشيلسي السابق رومان أبراموفيتش كان الأكثر إثارة للخوف بينهم.
أنشيلوتي تولى تدريب “البلوز” بين عامي 2009 و2011، ونجح في قيادة الفريق لتحقيق الثنائية (الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي) في موسمه الأول، قبل أن تتم إقالته في الموسم التالي على يد مالكه الروسي الصارم.
وكان أبراموفيتش قد اضطر إلى بيع تشيلسي في مايو/آيار 2022، بعد أن فرضت الحكومة البريطانية عقوبات عليه إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، بسبب علاقاته الوثيقة بالرئيس فلاديمير بوتين.
ويعمل أنشيلوتي حاليًا مدربًا لمنتخب البرازيل، بعد أن سبق له العمل تحت إمرة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني في ميلان، وفلورنتينو بيريز في ريال مدريد، وناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان.
لكن أنشيلوتي يؤكد أن أحدًا منهم لم يكن بمثل “ظل” أبراموفيتش المخيم، والضغط الهائل الذي شعر به خلال فترته في غرب لندن.
ونقلا عن صحيفة “ديلي ميل”، قال أنشيلوتي في كتابه الجديد “الحلم – الفوز بدوري أبطال أوروبا” : “كنت أعلم أن سجلي سينفعني فقط إلى حد معين. أبراموفيتش أوضح أنه يريدني أن أفوز بدوري الأبطال مع تشيلسي، وأن يصنع النادي هويته الخاصة على أرض الملعب”.
وأضاف: “لكنني كنت أعمل مع رجل أعمال روسي، فهمت فجأة أنه يتوقع أن تسير الأمور دائماً بشكل مثالي. وإذا لم يحدث ذلك، كان يريد أن يعرف السبب. وكان من وظيفتي أن أقدّم له الإجابات”.
وبعد هزيمة غير متوقعة 1-3 أمام ويجان، بدأ أنشيلوتي يدرك مدى تدخّل أبراموفيتش ومطالبه المستمرة، وتابع: “هذه كانت المرة الأولى التي شعرت فيها بظل يخيّم على فترتي مع النادي. أبراموفيتش كان موجودًا في مقر التدريبات في صباح اليوم التالي مطالبًا بالإجابات: ما الذي حدث؟”.
وأردف: “لم يسبق أن واجهت هذا المستوى من المراقبة مع برلسكوني. كان مالكا متطلبا وأحيانا يتعاقد مع لاعبين لا أحتاجهم ويتوقع مني أن أدمجهم في الفريق أو أجادله في التكتيك. لكنه كان رئيس وزراء إيطاليا معظم الوقت، فلم يكن هناك تدقيق أو متابعة دقيقة، كانت لديه أمور أهم يفكر فيها”.
كما كشف أنشيلوتي أن أبراموفيتش كان غاضبا بشدة بعد أن تمكن المدرب الذي أقاله بنفسه، جوزيه مورينيو، من قيادة إنتر ميلان للفوز على تشيلسي 3-1 في مجموع مباراتي دور الـ16 من دوري الأبطال.
وقال أنشيلوتي: “في اليوم التالي لم يتحدث أبراموفيتش معي فقط بل مع كامل الفريق. مشكلتي أن انتصار مورينيو لم يكن جيدا لعلاقتي معه. كنتُ من المفترض أن أكون النقيض لمورينيو — هادئ، متزن، وقادر على إعادة إحياء الفريق بعد الدراما”.
واستطرد: “لكن بحسب رؤية أبراموفيتش، كان مورينيو يفترض أن يكون قوة منتهية. السماح له بتخريب السيناريو كان إحراجا للمالك. النجاح أو الفشل في أوروبا كان المعيار الذي يقاس به عملي — ودوري الأبطال كلّفني منصبي”.
وتمت إقالة أنشيلوتي في نهاية موسم 2011، بعد أشهر من إثارة غضب المالك بسبب استبداله فيرناندو توريس بين شوطي إحدى مباريات دوري الأبطال.
وأوضح قائلا: “توريس كان قراره الشخصي، واستبداله كان بمثابة تحدٍ مباشر للمالك. للحظة، نسيت أنه في النهاية لا يمكنك أن تهزم المالك”.