يبدو أن الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال، لم يتعلم الدرس، وكاد أن يكلف الفريق سقوطًا جديدًا هذا الموسم، لولا المهارات الفردية.
الهلال حقق فوزًا صعبًا على مضيفه ناساف الأوزبكي بنتيجة 3-2، اليوم الإثنين، على الملعب المركزي في كارشي، في الجولة الثانية من مرحلة الدوري، ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة.
ورفع “الزعيم” رصيده إلى 6 نقاط، يحتل بها صدارة ترتيب مجموعة الغرب، فيما ظل الفريق الأوزبكي بلا نقاط ليقبع في المركز الـ12 والأخير.
خطة إنتر ميلان
الهلال دخل المباراة وهو يعاني من غياب جناحيه الأساسيين؛ سالم الدوسري والبرازيلي مالكوم بسبب الإصابة، بالإضافة إلى مهاجمه الأوروجواياني داروين نونيز.
كان إنزاجي مُخيرًا بين أمرين، الأول أن يستمر على طريقته باللعب بثلاثي أمامي، جميعهم من البدلاء، وهم كايو سيزار ومحمد القحطاني وماركوس ليوناردو.
غير أن المدرب الإيطالي وجد في تلك الغيابات فرصة للخيار الثاني، وهو تغيير طريقة اللعب بالكلية، والعودة للعب بطريقة 3-5-2 التي اعتاد عليها مع فريقه السابق إنتر ميلان، كما ظهر بها مع الهلال في كأس العالم للأندية 2025.
وبالفعل، لعب إنزاجي بالثلاثي كاليدو كوليبالي وحسان تمبكتي وعلي البليهي في قلب الدفاع، مع الدفع بحمد اليامي وثيو هيرنانديز كظهيرين طائرين.
ودفع المدرب الإيطالي بالثلاثي روبين نيفيز ومحمد كنو وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش في وسط الملعب، مع منح الأخير مهام هجومية أكبر في عمق الملعب مع الثنائي الهجومي ماركوس ليوناردو وعبدالله الحمدان.
سمعة سيئة
صحيح أن هذه الخطة كانت المفضلة لإنزاجي مع إنتر ميلان، ولعب بها مباراتي مانشستر سيتي وفلومينينزي في مونديال الأندية، لكنها لا ترتبط بذكريات جيدة مع جماهير الهلال.
في الموسم الماضي، حاول المدير الفني السابق؛ البرتغالي جورجي جيسوس، الاعتماد على 3 مدافعين في 3 مناسبات، لم ينجح في الفوز بأي منها.
وخسر “الزعيم” أمام القادسية 1-2 وتعادل مع الاتفاق 1-1 في الدوري السعودي، كما تعادل بنفس النتيجة مع السد في دوري أبطال آسيا للنخبة.
حتى في مونديال الأندية رفقة إنزاجي نفسه، فرغم الفوز على مانشستر سيتي 4-3، لكن الهلال ودع البطولة وهو يلعب بنفس الطريقة أمام فلومينينسي في ربع النهائي.
ورغم ذلك، لم يتعلم المدرب الإيطالي من تلك النتائج، وواجه الفريق الأوزبكي بنفس الطريقة.
عجز هجومي
الغريب، أنه على الرغم من اللعب برأسي حربة أحدهما مميز في الكرات الرأسية، وظهيرين طائرين ملازمين للخط في أغلب الأوقات، فإن الهلال لم يرسل الكثير من الكرات العرضية على مدار المباراة.
على العكس، حاول “الزعيم” الاختراق من العمق، من خلال ميلينكوفيتش في وسط الملعب، وكذلك من خلال انطلاقات ثيو هيرنانديز من قلب الملعب، بدلًا من الطرف.
وكانت النتيجة أن الهلال لم يتمكن من التسجيل من جملة واضحة سوى في آخر 10 دقائق عبر ماركوس ليوناردو، حيث كان الأول من سافيتش بسبب خطأ شخصي لحارس ناساف، والثاني من انطلاقة فردية لثيو هيرنانديز.
ولم تتحسن الأمور قليلًا إلا بعد إشراك جناح أيمن صريح في آخر ربع ساعة من الشوط الثاني، وهو البرازيلي كايو سيزار، على حساب علي البليهي، لتتحول الطريقة إلى 4-3-3، مع انتقال عبدالله الحمدان للعب كجناح أيسر، خلف ماركوس ليوناردو.
ثغرات دفاعية
في الواقع لم يمكن خروج البليهي من تغيير الطريقة التي أثبتت فشلها فحسب، بل إن المدافع الدولي نفسه فشل في استغلال فرصة العودة للتشكيلة الأساسية على المستوى الفردي.
في ظل اللعب بـ3 مدافعين، والبليهي على اليسار منهم، كان من الواجب عليه أن يقوم بالتغطية الجيدة خلف ثيو هيرنانديز الذي كان يتقدم للأمام بشكل دائم.
غير أن ذلك لم يحدث، حيث كانت المساحة بينه وبين الظهير الفرنسي نقطة ضعف واضحة، استغلها الفريق الأوزبكي في أكثر من مناسبة، حتى سجل منها الهدف الثاني.
كما عانى “الزعيم” من ثغرة واضحة في وسط الملعب، فرغم اللعب بـ3 لاعبين في قلب الدفاع، ومثلهم في الوسط، فقد كانت بينهم مساحة واسعة، استغلها ناساف وسجل منها الهدف الأول ببراعة.
درس الأهلي مجددًا
المشكلة أن الهلال تقدم 3 مرات على ناساف، ولكنه لم يتعلم من الدرس الذي كان يتلقاه بعد التراجع في كل مرة.
مع كل مرة يتقدم فيها، كان الهلال يتراجع للخلف بشكل مبالغ فيه، دون أن يحاول استكمال سيطرته على المباراة، ومحاولة تسجيل هدف جديد يحسم به الموقف.
بدا الأمر وكأن الهلال لم يتعلم من الدرس الذي تلقاه أمام الأهلي في الدوري السعودي، حين تقدم بثلاثية نظيفة، ثم تراجع بشكل مبالغ فيه، حتى تمكن “الراقي” من تعديل النتيجة، رغم أنه كان قد سجل هدفه الأول في الدقيقة 78.
بل إن الهلال، وتحديدًا مدربه إنزاجي، لم يتعلم من الدرس الذي تلقاه الأهلي عندما واجه ناساف نفسه في الجولة الأولى من مرحلة الدوري في بطولة النخبة.
الأهلي دخل المباراة بحالة من الاسترخاء، حتى فوجئ بالفريق الأوزبكي يسجل هدفين في شباكه خلال الشوط الأول.
ولم يتمكن بطل آسيا من تعديل المسار سوى مع إظهار حالة أكبر من الجدية، فحول النتيجة في الشوط الثاني من التأخر 0-2 إلى الفوز 4-2.
نمط متكرر
والآن بات على إنزاجي أن يعيد حساباته، فرغم الفوز على ناساف، إلا أن هذا النمط أصبح متكررًا في مباريات الهلال خلال الموسم الحالي.
مع كل تقدم يتراجع الهلال بشكل مبالغ فيه، حتى ينجح الفريق المنافس في تعديل النتيجة، وحينها يعود الفريق للهجوم، فيجد أنه كان قادرًا على التسجيل بدلًا من الركون للخلف.
في الواقع يعاني الهلال دفاعيًا بشكل واضح، حيث استقبل الفريق 9 أهداف في 7 مباريات، بمعدل يزيد عن الهدف في كل مباراة.
ولم يتمكن فريق المدرب الإيطالي من الحفاظ على نظافة شباكه سوى في مباراتين من أصل 7، إحداهما ضد العدالة الذي يلعب في دوري يلو.