أغلق اتحاد جدة السعودي واحدة من أكثر الصفحات إثارة للجدل في الأيام الماضية، بعدما حسم موقفه من التعاقد مع الألماني يورجن كلوب، المدرب السابق لليفربول الإنجليزي.
فبعد أن راودت الجماهير الاتحادية الأحلام برؤية المدرب العالمي على دكة العميد، جاءت تصريحات كلوب الصحفية الأخيرة لتقضي على هذه التطلعات، حيث أكد أنه لا ينوي العودة إلى التدريب في الوقت الحالي.
وبذلك، انتقل التركيز مباشرة إلى أسماء أخرى بارزة يقف على رأسها الإسباني تشافي هيرنانديز والإيطالي لوتشيانو سباليتي، باعتبارهما أبرز المرشحين لتولي المهمة الفنية للفريق الجداوي.
نهاية الحلم الألماني
القصة بدأت عقب الإقالة المفاجئة للمدرب الفرنسي لوران بلان بعد 4 مباريات فقط من انطلاق الموسم الجديد، رغم قيادته الفريق الموسم الماضي لتحقيق ثنائية الدوري السعودي وكأس الملك.
ورغم الإنجازات، فإن الخسارة أمام الغريم التقليدي النصر بهدفين دون رد في الكلاسيكو كانت كافية لطي صفحة المدرب الفرنسي. ومن هنا، ترددت أنباء قوية عن دخول الإدارة في مفاوضات مع يورجن كلوب، قبل أن تقطع تصريحاته لمجلة “ذا أتلتيك” الطريق على تلك المفاوضات، حيث قال بوضوح: “لا أريد أن أعمل كمدرب مرة أخرى.. لا أفتقد أي شيء، وربما أغيّر رأيي مستقبلًا، لكن في الوقت الحالي هذا هو موقفي”.
هذه الكلمات وضعت نقطة النهاية لملف كلوب، وأجبرت الإدارة على إعادة رسم خريطة البحث عن مدرب جديد يتناسب مع طموحات النادي وصفقاته العالمية.
أبرز البدائل
وبحسب ما أوردت صحيفة “ذا صن” البريطانية، فقد وضعت إدارة الاتحاد الإسباني تشافي هيرنانديز والإيطالي لوتشيانو سباليتي ضمن أبرز المرشحين لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة.
التقرير أشار إلى أن الإدارة الجداوية ترى في الثنائي شخصيتين قادرتين على التعامل مع ضغوط النجوم الكبار ومتطلبات المنافسة على الألقاب.
تشافي
الاسم الأول على رادار الاتحاد هو تشافي هيرنانديز، المدرب السابق لبرشلونة وأحد أبرز رموز الجيل الذهبي في الكرة الإسبانية.
تشافي، الذي ترك تدريب البارسا بعد فترة متذبذبة النتائج، يفضل التروي وعدم الاستعجال في قبول أي عرض، مفضلًا انتظار مشروع مدروس بعناية يتيح له البناء على أسس واضحة.
رغم ذلك، ترى إدارة اتحاد جدة أن شخصية تشافي وفلسفته في اللعب الهجومي القائم على الاستحواذ قد تتناسب مع المجموعة الحالية، التي تضم نجومًا عالميين أمثال كريم بنزيما ونجولو كانتي وفابينيو.
ومع ذلك، يبقى التحدي في إقناع المدرب الإسباني بخوض تجربة جديدة في الدوري السعودي وسط الضغوط الكبيرة والطموحات غير المحدودة للجماهير.
سباليتي
إلى جانب تشافي، يبرز اسم الإيطالي لوتشيانو سباليتي بقوة. المدرب المخضرم صنع المعجزة في موسم 2023 عندما قاد نابولي للتتويج بلقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
خبرة سباليتي في التعامل مع النجوم الكبار، وقدرته على فرض الانضباط التكتيكي، تجعل منه خيارًا مغريًا لإدارة الاتحاد، التي تبحث عن مدرب يجمع بين الكاريزما والصرامة الفنية.
وتشير “ذا صن” إلى أن الإدارة الجداوية تضع سباليتي ضمن قائمة المرشحين الأوائل، في ظل توافق أسلوبه مع متطلبات المرحلة الحالية، خاصة وأن الفريق بحاجة إلى شخصية قوية تعيد الاستقرار الفني وتحوّل الصفقات الكبرى إلى منظومة ناجحة على أرض الملعب.
خيارات أخرى
إلى جانب تشافي وسباليتي، لم تستبعد التقارير دخول أسماء أخرى في دائرة الترشيحات مثل الإسباني أوناي إيمري، الذي يقود أستون فيلا الإنجليزي بنجاح، ويملك خبرة أوروبية واسعة.
وبشكل عام، فإنه بعد أن انتهت قصة كلوب مبكرا، تتركز الأنظار على مستقبل دكة العميد، خاصة من قبل المشجعين.
فجماهير الاتحاد تدرك أن اختيار المدرب الجديد سيكون لحظة فاصلة في مسار الفريق، خاصة في ظل الضغوط الكبيرة لمواصلة المنافسة على كل الألقاب.
العميد واستحقاقات آسيا
وبينما ينشغل مجلس الإدارة بملف المدرب، يجد الفريق نفسه أمام تحديات عاجلة على أرض الملعب.
فاتحاد جدة يواجه مساء اليوم فريق شباب الأهلي الإماراتي على ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، ضمن الجولة الثانية من منافسات منطقة الغرب بدوري أبطال آسيا للنخبة 2025ـ2026.
الاتحاد يدخل اللقاء بعد خسارته المفاجئة في الجولة الأولى أمام الوحدة الإماراتي بهدفين لهدف في أبو ظبي، وهي الهزيمة الأولى له أمام الفرق الإماراتية بعد سلسلة من الانتصارات.
في المقابل، تعادل شباب الأهلي مع تراكتور بهدف لمثله في دبي، ما يجعل المباراة مهمة لآمال العميد في البطولة القارية.
ويقود الفريق مؤقتًا المدرب الوطني حسن خليفة، مساعد الجهاز الفني السابق، الذي تولى المهمة حتى يتم الإعلان عن هوية المدير الفني الجديد.
وتبقى عودة النجم الفرنسي كريم بنزيما وزميله نجولو كانتي إلى التشكيلة الأساسية أبرز الأخبار السارة لجماهير الاتحاد قبل موقعة اليوم، حيث غاب الثنائي عن اللقاء الأول.