قمة برشلونة وباريس .. ملحمة مثيرة بين الريمونتادا والانتقام – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

قمة برشلونة وباريس .. ملحمة مثيرة بين الريمونتادا والانتقام

يستقبل فريق برشلونة الإسباني، نطيره الفرنسي باريس سان جيرمان، غدًا الأربعاء، على ملعب مونتجويك في كتالونيا، في إطار الجولة الثانية من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

هذه المباراة ليست مجرد لقاء بين مرشحين للقب؛ لكنها بمثابة سيناريو يجمع بين التراث الملحمي، والصراعات الشخصية، والتحديات الفردية، مما يجعلها الأكثر انتظارًا وإثارة في هذه الجولة.

ومع فوز برشلونة 2-1 على نيوكاسل في افتتاحية الموسم، وانتصار باريس 4-0 على أتالانتا، يدخل الفريقان اللقاء بثقة عالية، لكن التوترات المتراكمة تحول الملعب إلى مسرح لعواصف كروية محتملة.

جذور الخصومة.. تاريخ من الريمونتادا والانتقامات

يُعد الصراع بين برشلونة وباريس سان جيرمان من أكثر القصص إثارة في تاريخ دوري الأبطال، حيث يمتد لأكثر من عقد مليء بالانفعالات والأحداث الدرامية.

بدأت البذور الأولى في 2017، عندما قلب برشلونة تأخره 0-4 في الذهاب إلى فوز أسطوري 6-1 في الإياب على ملعب حديقة الأمراء، فيما يُعرف اليوم بـ”الريمونتادا” الأيقونية.

هذه الليلة التاريخية التي شهدت تحولًا دراماتيكيًا أنهاه هدف سيرجي روبيرتو في الدقيقة 95، أثارت غضب جماهير باريس وأشعلت شرارة عداء لم ينطفئ.

وفي صيف ذلك العام، رد النادي الباريسي بصفقة نيمار مقابل 222 مليون يورو، قيمة فسخ عقده، في خطوة اعتبرها الكثيرون انتقامًا مباشرًا من “الانقلاب” الكتالوني.

لم يتوقف التوتر عند هذا الحد، وفي يونيو/ حزيران 2017، حاول برشلونة التعاقد مع ماركو فيراتي، لاعب باريس، مما اعتبره رئيس النادي ناصر الخليفي إهانة شخصية.

ثم جاءت الصفعة الأكبر في 2021، عندما وقع ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة، مع الفريق الفرنسي بعد فشل تجديد عقده بسبب أزمات مالية.

وأثار هذا التحالف بين ميسي ونيمار، ألمًا عميقًا لدى الجماهير الكتالونية.

وفي ربيع 2024، عندما التقى الفريقان في ربع النهائي، اندلعت الشرارات مرة أخرى؛ كانت المباريات مليئة بالتوترات، خاصة مع وجود لويس إنريكي، المدير الفني السابق لبرشلونة، على مقعد باريس، مما زاد من حدة العداوة بين الجماهير.

ومع ذلك، يبدو أن الرياح قد تغيرت قليلاً هذا الموسم، وخفف غياب نيمار وميسي من الشحنة العاطفية، كما أن إنريكي، الذي أصبح أسطورة في باريس بعد فوزه بلقب الدوري الفرنسي ودوري الأبطال الموسم الماضي، يعود إلى برشلونة محترمًا.

كما أن عودة رئيس الاتحاد الأوروبي أليكسندر تشيفرين إلى ملعب برشلونة لأول مرة منذ 2021 – آخر زيارة له كانت في كامب نو أمام باريس نفسه – ترمز إلى تحسن العلاقات بين النادي واليويفا.

وقد يفتح ذلك الباب لاستثناءات، مثل السماح لبرشلونة بالعودة إلى كامب نو في مباريات المجموعة المتبقية، رغم قواعد الدوري التي تمنع تغيير الملعب داخل الدور نفسه.

التحديات الفردية.. بيدري ضد فيتينيا ولامين ضد نونو

لا تقتصر إثارة اللقاء على الخلفية التاريخية؛ بل تتجسد أيضًا في الصراعات الفردية التي قد تحدد مسار المباراة.

أبرزها المواجهة بين بيدري، النجم الإسباني الشاب لبرشلونة، وفيتينيا، البرتغالي الموهوب في وسط باريس.

في ترتيب الكرة الذهبية الأخير، احتل بيدري المركز الحادي عشر، بينما انتهى فيتينيا ثالثًا بعد موسم استثنائي مع باريس، الذي توج بدوري الأبطال.

وأثار هذا الفرق جدلاً واسعًا، حيث يُتهم النظام بتفضيل المهاجمين على لاعبي الوسط، مما يضر بلاعبين مثل بيدري الذي يتألق في الشقين الهجومي والدفاعي.

هذا الموسم، يُظهر بيدري تطورًا ملحوظًا؛ سجل هدفًا حاسمًا أمام ليفانتي، وقاد “ريمونتادا” أولى لفريقه، بعدما سجل 6 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة الموسم الماضي.

إحصائيًا، يتصدر بيدري قائمة التمريرات في الدوري الإسباني بفارق كبير، ويسترجع 7 كرات في المباراة الواحدة، متفوقًا على فيتينيا في الدفاع (7 مقابل أقل من 6) وفي الفوز بالمواجهات (4 مقابل 3).

واختير أفضل لاعب في فوز برشلونة الأخير 2-1 على ريال سوسييداد، حيث أظهر قدرة على السيطرة على إيقاع اللعب.

في المقابل، يعاني فيتينيا من متاعب بدنية تجعل مشاركته محل شك، رغم تسجيله هدفًا وصناعة 4 آخرين هذا الموسم.

وتفوق فيتينيا، الموسم الماضي، في الأهداف (8 مقابل 6)، لكنه خلف بيدري في التمريرات الحاسمة (5 مقابل 8 ).

وقد يكون ملعب مونتجويك المسرح الذي يثبت فيه بيدري أن تصنيف الكرة الذهبية كان خطأً فادحًا، مما يضيف طبقة شخصية إلى الإثارة.

أما التحدي الآخر، فيجمع لامين يامال، الجناح الشاب لبرشلونة، ضد نونو مينديز، الظهير البرتغالي لباريس.

وسبق وأن وصف يامال مينديز بأنه “الظهير الأصعب” الذي واجهه، وهما قد التقيا سابقًا في دوري الأبطال ونهائي دوري الأمم.

ويُعتبر يامال أفضل جناح في العالم، بينما يحتل مينديز صدارة الأظهرة اليسرى، لكن الجولة الثالثة بينهما ستختبر ليس فقط المواهب الفردية، بل الالتزام التكتيكي.

سيضطر يامال إلى العمل دفاعيًا أمام هجمات باريس، بينما سيواجه مينديز مخزونًا هجوميًا لا حدود له من لامين.

هذه الثنائية، بعيدًا عن الصراع الشخصي، ستعكس قوة المنظومتين الجماعيتين، مما يجعل المباراة هدية كروية حقيقية للمتابعين.

دهاء إنريكي وصمود فليك

يُضيف لويس إنريكي، المدير الفني لباريس، طبقة إضافية من الإثارة بعودته إلى برشلونة، الذي قاده إلى آخر لقب دوري أبطال في 2015.

ويُعرف “لوتشو” بدهائه، حيث يبدأ مبارياته “قبل صافرة الحكم”، وفي برشلونة يدركون ألاعيبه جيدًا.

ومع ذلك، يثير “وباء الإصابات” في باريس شكوكًا داخل النادي الكتالوني؛ ويُعتقد أن بعض اللاعبين المصابين، مثل فيتينيا وجواو نيفيز وفابيان رويز قد يلعبون غدًا، مما يجعل الغيابات تكتيكًا محتملا.

ويصل باريس، بطل أوروبا الحالي، متوجًا بلقب الدوري الفرنسي، لكن غياب ديمبلي ودوي يُضعف هجومه الذي سيعتمد على باركولا.

من الجانب الآخر، يواجه هانز فليك، مدرب برشلونة، أول اختبار ناري حقيقي هذا الموسم. بعدما حقق انتصارات متتالية، بما في ذلك قلب النتائج في المباريات الثلاث الأخيرة رغم غيابات حاسمة مثل الحارس خوان جارسيا وجافي وفيرمين لوبيز ورافينيا.

ويُظهر الثنائي لامين يامال، الذي فك التعادل أمام سوسييداد، وروبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل هدفًا حاسمًا بتمريرة يامال، فعالية سياسة المداورة.

إلى جانب عناصر مثل فرينكي دي يونج، وجول كوندي، وماركوس راشفورد، من المنتظر أن تكون حاسمة أمام أقوى خصم واجهه فليك.

كما يحمل رونالد أراوخو “حسابًا قديمًا” مع باريس، بعد طرده في لحظة حاسمة سابقة، وتصريحات إنريكي في وثائقي أوصى فيها بالضغط عليه.

صراع للصدارة المبكرة

مع تاريخ يسجل 14 لقاءً بين الفريقين (5 انتصارات لكل منهما، و4 تعادلات)، يُتوقع مباراة مفتوحة، حيث يُفضل برشلونة للفوز بنسبة 45% حسب التحليلات، مع إمكانية التعادل بنسبة 25% وفوز باريس بنسبة 30%.

وسيشهد الملعب المؤقت مونتجويك، بسعة 55 ألف متفرج، جوًا حارًا، خاصة مع غياب كامب نو الذي يُعاد ترميمه.

ولن تقتصر هذه المباراة على مجرد 3 نقاط؛ لكنها ستكون اختبارًا للطموحات، برشلونة يسعى للعودة إلى القمة بعد وصوله إلى نصف النهائي الموسم الماضي، بينما يدافع باريس عن لقبه الأوروبي.

في النهاية، تعتبر هذه المباراة الأكثر إثارة بالجولة لأنها تجمع بين الماضي الملتهب والحاضر الواعد.

من الريمونتادا إلى الصراعات الفردية، ومن دهاء إنريكي إلى صمود فليك، كل عنصر يعد بمتعة لا تُقاوم.

التصنيفات: دوري ابطال اوروبا,عاجل