أشاد المغربي أشرف حكيمي، مدافع باريس سان جيرمان، بطل أوروبا وفرنسا، اليوم الثلاثاء بزميله البرتغالي نونو مينديز، مؤكدا قدرته على إيقاف نجم برشلونة الإسباني الشاب لامين يامال، قبل قمة مباريات الجولة الثانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا، غدا الأربعاء.
وقال حكيمي (26 عاما) في مؤتمر صحفي عشية المواجهة المنتظرة في الملعب الأولمبي لويس كومبانيس في مونتجويك: “هل هناك خطة لإيقاف لامين يامال؟ كما تعلمون، هو لا يلعب على الجهة التي ألعب فيها. لكنه سيلعب ضد أفضل ظهير أيسر في العالم، وهو نونو مينديز الذي أثبت بالفعل قدرته على إيقافه، إضافة إلى لاعبي أجنحة من المستوى ذاته”.
وأوضح الظهير الأيمن الباريسي: “تكمن قوة فريقنا في التعاون المتبادل. سنحاول مساعدة نونو مينديز حتى لا يجد نفسه في مواقف فردية قدر الإمكان، لأننا نعرف قدرة لامين على المراوغة، فهو لاعب رائع. لذا سنحاول مساعدته قدر الإمكان”.
وعند سؤاله عن أوجه الشبه بين أسلوبي الفريقين، رأى حكيمي أنه “لا يوجد فرق كبير” بين أسلوب لعب الألماني هانز فليك مدرب برشلونة ونظيره الإسباني لويس إنريكي.
وأضاف: “نحن فريقان نفضل الاستحواذ على الكرة واللعب بشخصية مميزة. لا نحب الركض خلف المنافس. لديهما أفكار متشابهة، وأعتقد أن الفريق الذي يحتفظ بالكرة أكثر سيخلق أكبر عدد من الفرص. أهم شيء بالنسبة لنا هو عدم التسرع”.
لا نبحث عن أعذار
من ناحيته، قال إنريكي إن فريقه يبحث عن النتائج وليس عن الأعذار المحتملة التي يمكن أن تتأتى عند الهزيمة أمام برشلونة، حيث يفتقد بطل أوروبا للعديد من كوادره على غرار عثمان ديمبلي الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا والقائد البرازيلي ماركينيوس للإصابة.
وقال المدرب البالغ 55 عاما “هناك طرق مختلفة للنظر إلى الإصابات، ولكن من الممكن أن يكون لديك الأعذار أو النتائج، ونحن نبحث عن النتائج”.
كما تحوم الشكوك حول مشاركة الثنائي البرتغالي فيتينا وجواو نيفيز والإسباني فابيان رويز بسبب مشكلات بدنية مختلفة.
وأضاف: “بصراحة، لا أعرف. علينا انتظار التمارين (مساء الثلاثاء). عقليتنا هي عدم المخاطرة باللاعبين. القرار سيتخذه اللاعبون أكثر مني ويجب أن يشعروا بالاستعداد”.
وتابع: “هي مباراة مهمة، لكنها ليست حاسمة. سنجري جلسة تدريبية، وعندما نستيقظ غدا، سنرى كيف ستكون حالة اللاعبين. هناك العديد من اللاعبين القادرين على اللعب”.
وأعرب مدرب برشلونة السابق عن سعادته بهذه المواجهة بين فريقين يعتمدان الأسلوب الهجومي: “ستكون مباراة بين فريقين بالعقلية ذاتها، يلعبان بأسلوب هجومي. سيكون الاستحواذ على الكرة مفتاح المباراة”.
قمة كروية
وتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي” في برشلونة، حيث يستضيف الفريق الكتالوني، باريس سان جيرمان في مواجهة تُعد من أبرز قمم دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
المباراة لا تقتصر على التنافس بين ناديين كبيرين، بل تمثل صراعًا تكتيكيًا بين مدرستين حديثتين في عالم التدريب، يقودهما هانز فليك من جهة، ولويس إنريكي من جهة أخرى.
منذ توليه قيادة برشلونة، بدأ هانز فليك في إعادة تشكيل هوية الفريق، مستفيدًا من إرث الكرة الألمانية التي تعتمد على الضغط العالي، والتحولات السريعة، والانضباط التكتيكي.
فليك لا يكتفي بالاستحواذ، بل يسعى لتحويل كل لحظة في المباراة إلى فرصة هجومية، معتمدًا على ديناميكية لاعبيه الشباب مثل بيدري، وأولمو، ولامين يامال، إلى جانب خبرة ليفاندوفسكي في الثلث الأخير.
في المقابل، يواصل لويس إنريكي بناء مشروعه في باريس سان جيرمان، مستفيدًا من رحيل كيليان مبابي الذي أتاح له حرية أكبر في تشكيل منظومة جماعية متكاملة.
إنريكي أعاد تعريف أدوار اللاعبين، فحوّل فيتينيا إلى محور ارتكاز ديناميكي، وتخلى تدريجيًا عن أوجارتي كخيار دفاعي تقليدي.
برشلونة تحت قيادة فليك لا يسعى فقط لاستعادة أمجاده، بل لتحديث فلسفته التاريخية.
الفريق بات أكثر سرعة في التحولات، وأكثر مرونة في البناء، مع اعتماد واضح على الضغط العالي واستغلال المساحات.
الأظهرة مثل بالدي وكوندي يشاركون في الهجوم، بينما يتحرك لاعبو الوسط لتأمين التوازن الدفاعي.
فليك يعتمد على مبدأ “الضغط بعد الفقدان”، حيث يتحول الفريق إلى كتلة واحدة فور خسارة الكرة، ما يصعب على الخصم تنفيذ المرتدات.
هذا الأسلوب يتطلب تركيزًا عاليًا ولياقة بدنية كبيرة، ما عمل عليه المدرب الألماني منذ بداية الموسم.
مواجهات لا تُنسى
المواجهة بين برشلونة وباريس سان جيرمان تحمل طابعًا تاريخيًا خاصًا.
منذ “الريمونتادا” الشهيرة في 2017، حين قلب برشلونة تأخره 4-0 إلى فوز 6-1، أصبحت هذه اللقاءات محط أنظار العالم.
ورغم تغير الأسماء، فإن الذاكرة الجماعية للاعبين والجماهير تظل حاضرة، وتضيف بعداً نفسياً للمواجهة.
مشاهد منتظرة
من أبرز مشاهد المباراة المنتظرة، المواجهة الفردية بين لامين يامال ونونو مينديز.
يامال، وصف مينديز بأنه “أصعب ظهير واجهه”، أما مينديز، فهو أحد أكثر الأظهرة نشاطاً في أوروبا، ويجيد إغلاق المساحات والانطلاق الهجومي.
هذه المواجهة لا تتعلق فقط بالمهارات الفردية، بل ترتبط أيضاً بالانضباط التكتيكي. يامال مطالب بالعودة للدفاع عند فقدان الكرة، بينما يجب على مينديز أن يوازن بين الهجوم والتغطية الدفاعية.