حل ريال مدريد الإسباني ضيفًا ثقيلًا على فريق كيرات ألماتي الكازاخستاني في الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، في لقاء أقيم على ملعب “سنترال ستاديوم” بمدينة ألماتي، وسط أجواء حماسية صنعها جمهور الفريق المحلي، الذي كان يحلم بمفاجأة أمام بطل القارة الأوروبية التاريخي. المباراة انتهت بانتصار عريض للميرنجي بنتيجة (5-0).
سجل أهداف ريال مدريد في المباراة النجم الفرنسي كيليان مبابي، الذي وقع على ثلاثية كاملة “هاتريك” جاءت في الدقائق (25 من ركلة جزاء، 52، و73)، ليؤكد هيمنته المطلقة على مجريات اللقاء.
وأضاف إدواردو كامافينجا الهدف الرابع برأسية رائعة في الدقيقة 83، قبل أن يختتم البديل براهيم دياز مهرجان الأهداف في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع (90+3)، ليكتمل انتصار الميرنجي بخماسية نظيفة خارج الديار.
ورفع ريال مدريد رصيده إلى 6 نقاط في صدارة جدول الترتيب بشكل مؤقت، بينما حل كيرات ألماتي في المركز الـ36 والأخير بدون أي نقاط حتى الآن.
منذ الدقائق الأولى، بدا أن كيرات ألماتي لن يكون خصمًا سهلًا. ففي الدقيقة الأولى، كاد الفريق الكازاخستاني أن يفاجئ ريال مدريد بهدف مبكر حين ارتقى اللاعب سابتاييف برأسية قوية داخل منطقة الجزاء، لكن تيبو كورتوا تصدى ببراعة.
تلتها محاولة أخرى مباشرة من جورجينيو بتسديدة بعيدة المدى، أرسلت إشارة واضحة أن أصحاب الأرض جاؤوا بشجاعة بحثًا عن التسجيل.
هذا الحماس المبكر أربك دفاعات الريال، خاصة مع بعض التمريرات غير الدقيقة من سيبايوس وهويسن تحت ضغط لاعبي كيرات.
مع مرور الدقائق، بدأ ريال مدريد يدخل أجواء المباراة، معتمدًا على تحركات كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور.
وكاد فينيسيوس أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 13 بعدما استغل تمريرة سحرية من مبابي، إلا أن محاولته باللمسة البارعة فوق الحارس ضاعت بجوار القائم. بالمقابل، استمر كيرات في تهديد مرمى كورتوا عبر التسديدات البعيدة خاصة من لويس ماتا وأراد، لكن دون فعالية حقيقية.
اللحظة الفارقة في الشوط الأول جاءت عند الدقيقة 23، حين ارتكب الحارس كالمرزا خطأً فادحًا بخروجه المتأخر ليعرقل اللاعب الأرجنتيني الشاب مستانتونو داخل المنطقة، ليحتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة لصالح ريال مدريد.
تولى مبابي التنفيذ، وكالعادة لم يخطئ، ليسجل الهدف الأول ويضع فريقه في المقدمة.
الهدف حرر أعصاب الميرنجي، ومنحهم أفضلية ميدانية واضحة، حيث أتيحت لمستانتونو ومبابي أكثر من فرصة لتعزيز النتيجة قبل الاستراحة، لكن الشوط الأول انتهى بتقدم ضئيل (1-0).
ومع بداية الشوط الثاني، ظهر ريال مدريد بوجه مختلف تمامًا، أكثر سرعة وجرأة في الهجوم. الدقيقة 52 شهدت الهدف الثاني، وجاء بطريقة مميزة، حيث تحولت كرة طويلة من كورتوا إلى تمريرة حاسمة لمبابي الذي انطلق بسرعة خاطفة خلف الدفاع الكازاخستاني، لينفرد بالحارس ويسجل بطريقة رائعة بلمسة ساقطة وبهذا الهدف، بدا أن الفريق الملكي وضع يديه على زمام الأمور بشكل كامل.
الفريق الكازاخستاني حاول الرد عبر تسديدة قوية من لويس ماتا أبعدها كورتوا، لكن ريال مدريد كان أكثر فاعلية ونجاعة في الثلث الأخير.
وفي الدقيقة 73، أكمل مبابي ليلة مثالية بتوقيع الهاتريك، مستفيدًا من لعبة جماعية بلمسة فنية رائعة من أردا جولر الذي مرر بكعب القدم إلى النجم الفرنسي، ليسدد الأخير قذيفة لا تُرد.
الهاتريك جعل مبابي نجم الأمسية بلا منازع، مثبتًا مجددًا أنه الصفقة التي منحت ريال مدريد بُعدًا هجوميًا جديدًا.
ولم يكتف الريال بذلك، حيث واصل مهرجان الأهداف، في الدقيقة 83، أرسل رودريجو عرضية مثالية وجدت رأس إدواردو كامافينجا الذي أودعها الشباك بمهارة ليوقع الهدف الرابع.
وكأن الأمسية لا تريد أن تنتهي دون مشاركة البدلاء، حيث جاء الدور على إبراهيم دياز في الوقت بدل الضائع ليختتم الخماسية بتسديدة أرضية قوية اصطدمت بالقائم وسكنت المرمى، ليحتفل المدريديستا بخماسية جديدة في دوري الأبطال.
وحقق ريال مدريد فوزًا عريضًا بخماسية نظيفة على كيرات ألماتي، في انتصار حمل رسالة واضحة للجماهير بعد السقوط المرير أمام أتلتيكو مدريد بخماسية في الديربي.
فالفريق الذي تعرض لانتقادات لاذعة بسبب هشاشته الدفاعية وتراجع مستواه، ظهر هذه المرة أكثر تركيزًا وصلابة، واستعاد بريقه الهجومي بقيادة كيليان مبابي الذي وقع على ثلاثية رائعة، إلى جانب هدفي كامافينجا وإبراهيم دياز.
هذه الخماسية لم تكن مجرد ثلاث نقاط في مشوار دوري الأبطال، بل كانت خطوة مهمة نحو مصالحة الجماهير الغاضبة، وتأكيد أن كبوات الماضي يمكن تجاوزها بالعمل والجدية. وبهذا الأداء القوي، بعث ريال مدريد برسالة مفادها أن الانكسارات لا تدوم، وأن شخصية البطل تفرض نفسها سريعًا مهما كانت العثرات.
وفي مباراة اخرى، حقق نادي اتلانتا الايطالي فوزاً ثميناً على خصمه كلوب بروج البلجيكي وبواقع 2-1 وكانت المباراة متقاربة بشكل كبير بين لاعبي الفريقين وحصد الفريق الايطالي ال 3 نقاط له في البطولة.