رد نجم خط الوسط البرتغالي، فيتينيا، لاعب باريس سان جيرمان بقوة على ثنائي برشلونة لامين يامال وبيدري.
ولم يكن لقاء برشلونة وباريس سان جيرمان في دوري الأبطال مجرد مباراة عادية، بل قمة أوروبية استثنائية جمعت بين حامل اللقب والفريق الكتالوني الطامح إلى استعادة مكانته بين عمالقة القارة.
وحقق البي أس جي انتصارا ثمينا بنتيجة (2-1)، في معقل الفريق الكتالوني ملعب “لويس كومبانيس الأوليمبي”.
منذ لحظة الإعلان عن المواجهة، ارتفعت حرارة الأجواء وتزايدت التوقعات، لتتحول إلى إحدى أكثر المباريات ترقباً في هذه المرحلة من البطولة.
تصريحات أشعلت الأجواء
الجدل سبق صافرة البداية، بعدما ظهر بيدري، نجم وسط برشلونة، في المؤتمر الصحفي قبل اللقاء ليطلق تصريحات أثارت الكثير من الجدل.
اللاعب الشاب لم يتردد في التأكيد على ثقته الكبيرة بقدرات فريقه، قائلاً: “باريس سان جيرمان واحد من أفضل أندية العالم، لكننا نحن الأفضل. أو هكذا أعتقد”.
هذه الكلمات التقطتها وسائل الإعلام سريعًا، لتتصدر العناوين وتضع ضغطًا إضافيًا على الفريق الكتالوني قبل المواجهة المرتقبة.
ولم يكن بيدري وحده من وجه رسائل إلى باريس، إذ اختار لامين يامال أن يشارك في “الحرب النفسية” بطريقته الخاصة.
وعبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر صورة مرفقة برسالة قصيرة قال فيها: “لقد عدت، والمهمة عادت أيضًا”. بالنسبة للجماهير الكتالونية، بدت هذه العبارة بمثابة وعد بالانتقام الكروي، بينما تعاملت جماهير باريس مع الأمر على أنه استفزاز إضافي قبل انطلاق اللقاء.
باريس يرد في الملعب
لكن ما جرى فوق المستطيل الأخضر جاء مغايراً لتلك التحديات الكلامية.
فرغم الغيابات العديدة التي عانى منها باريس سان جيرمان في الخط الأمامي، والتي شملت أسماء بارزة أبرزها النجم المتوج بالكرة الذهبية عثمان ديمبلي، نجح الفريق الفرنسي في فرض شخصيته داخل الملعب والخروج بفوز ثمين.
الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل جاء ليؤكد أن باريس، حتى في غياب أبرز لاعبيه، يمتلك العمق الكافي والقدرة على تجاوز التحديات الصعبة.
وبالنسبة لجماهير النادي، فإن الرد جاء واضحاً: “الألقاب لا تُحسم بالكلام في المؤتمرات الصحفية أو على مواقع التواصل، بل بالجهد والعرق فوق العشب الأخضر”.
رد فيتينيا: “نحن نُجيب بالفعل لا بالكلام”
بعد صافرة النهاية، كان البرتغالي فيتينيا، نجم وسط باريس سان جيرمان، أبرز من تحدث إلى وسائل الإعلام.
اللاعب الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم لم يتردد في الرد على تصريحات بيدري وزميله لامين، قائلاً: “هذا يحدث دائمًا، هناك من يطلق مثل هذه التصريحات قبل المباريات، لكن بالنسبة لنا لا تعني شيئًا. نحن لا نهتم بها على الإطلاق. ما يهمنا هو اللعب والفوز، وقد فعلنا ذلك ونحن سعداء للغاية”.
وأوضح نجم بي إس جي: “خارج ملعبك قد تستسلم وتبدأ في استقبال الأهداف، لكننا فعلنا العكس تمامًا، وهذا عامل قوي، لدينا فريق قوي للغاية، ويقودنا مدير فني مميز على أعلى مستوى، وعندما ننجح في قلب النتيجة لصالحنا مرتين أو ثلاثة، يتولد لدينا الشعور بأننا قادرون على تكرار ذلك كثيرا”.
كلماته جاءت لتجسد عقلية الفريق الباريسي في السنوات الأخيرة، عقلية ترفض الانجرار إلى التصريحات الاستفزازية وتفضل أن يكون الرد على أرضية الملعب فقط.
صراع الوسط: فيتينيا يتفوق على بيدري
من الناحية الفنية، كانت الأنظار مسلطة على المعركة المنتظرة بين بيدري وفيتينيا، حيث يعتبر الاثنان من أبرز لاعبي الوسط في جيلهما.
بيدري، الذي بدأ المباراة بحماس كبير، قدم شوطاً أولاً رائعاً، أظهر فيه لمساته المعتادة وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب، غير أن مجهوداته الكبيرة اختفت في الشوط الثاني، حيث بدا عليه الإرهاق، الأمر الذي أجبر المدرب هانز فليك على استبداله في الدقيقة 80.
على الجانب الآخر، ظهر فيتينيا أكثر صلابة ولياقة، إذ أكمل المباراة كاملة وحافظ على مستواه العالي حتى الدقائق الأخيرة.
لم يكتف اللاعب البرتغالي بدور دفاعي فحسب، بل كان محور التحولات الهجومية لفريقه، ما جعله أحد أبرز مفاتيح الانتصار الباريسي.
هذا التفوق المباشر في المواجهة الفردية بين اللاعبين منح باريس أفضلية واضحة في منطقة الوسط، التي كثيراً ما تُحدد مصير المباريات الكبرى.
بين الواقع والطموح
مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان جسدت مرة أخرى الفارق بين الكلام المسبق والطموحات المشروعة من جهة، والواقع الصارم الذي يفرضه الأداء داخل الملعب من جهة أخرى.
برشلونة دخل اللقاء بأمل إرسال رسالة قوية إلى أوروبا تؤكد عودته إلى القمة، غير أن الفريق اصطدم بصلابة منافس اعتاد على مثل هذه الأجواء ونجح في استثمار خبرته لإسكات كل الضجيج.
أما باريس، فقد أثبت أن غياب بعض نجومه لا يعني غياب شخصيته، بل ربما يزيد من إصرار لاعبيه على إثبات الذات. بالنسبة للجماهير الفرنسية، كان الانتصار أشبه برد مزدوج: أولاً على تصريحات خصومهم، وثانياً على الشكوك التي أثيرت بسبب الغيابات.
دروس مستفادة
في النهاية، خرج برشلونة بخيبة أمل كبيرة بعدما فشل في تحويل تحديات لاعبيه إلى انتصار داخل الملعب، بينما عزز باريس مكانته كأحد أقوى المرشحين لمواصلة المشوار نحو اللقب.
ورغم أن المواجهة لم تكن حاسمة بعد، فإن ما حدث في هذه القمة قد يلقي بظلاله على معنويات الفريقين في المباريات المقبلة.
وبينما سيحاول بيدري ولامين إثبات أن تصريحاتهم لم تكن سوى انعكاس لطموح طبيعي، فإن فيتينيا وزملاءه سيواصلون التمسك بقاعدة واحدة: “الرد دائماً يكون في الملعب”.