لم تكن إقالة جراهام بوتر من الجهاز الفني لوست هام يونايتد، مجرد حدث فردي، بل إشارة إلى المخاطر المتزايدة في اتخاذ بعض إدارات الأندية الإنجليزية قرارات مماثلة، يأتي على رأس المهددين بمواجهة ذات المصير روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد.
ويمكن ربط إقالة جراهام بوتر التي أعلنتها إدارة وست هام يونايتد يوم 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، بالمدير الفني لمانشستر يونايتد، الذي يواجه أداءً ضعيفًا مشابهًا نسبيًا للهامرز في موسم 2025-2026، من خلال النتائج السيئة ومقارنات الإحصاءات.
إقالة بوتر رسالة تحذير لأموريم
جاءت إقالة بوتر بعد فوز واحد فقط في خمس مباريات في الدوري الإنجليزي (3 نقاط، المركز 19)، مع هزائم ثقيلة أمام توتنهام (0-3) وكريستال بالاس، ما أدى إلى إنهاء فترته بعد 9 أشهر فقط.
هذا الحدث وقع في اليوم نفسه الذي خسر فيه مانشستر يونايتد، تحت قيادة أموريم، أمام برينتفورد بنتيجة 3-1 (27 سبتمبر/ أيلول الماضي)، ما أثار مقارنات فورية بين الجهتين.
ولم يحقق أموريم الفوز في مباراتين متتاليتين في الدوري حتى الآن، حيث خاض 6 مواجهات هذا الموسم لم يحقق الفوز سوى في اثنين منها، وقد تعادل في واحدة، وتلقى 3 هزائم.
ويحتل الشياطين الحمر المركز 14 في ترتيب فرق البريميرليج برصيد 31 نقطة من 33 مباراة (معدل فوز 27% فقط)، فيما كانت الخسارة أمام برينتفورد رقم 17 في 33 مباراة، مع هزائم سابقة مثل 3-0 أمام مانشستر سيتي و3-1 أمام برايتون.
نهج إدارة مانشستر يونايتد يطمئن أموريم
هذه الإقالة تُرى كدليل على “ثقافة النتائج الفورية” في البريميرليج، حيث يُقال المدربون مبكرًا إذا لم يتحسن الأداء.. ورغم أن هذا الأمر ليس ما تنتهجه إدارة مانشستر يونايتد، إلا أنه قد يلقي يضغط على أموريم.
ولكن، لا ينطبق الأمر في قاعدة “النتائج الفورية” على أموريم، الذي تولى المنصب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، حيث قضى أغلب الموسم الماضي مع الشياطين الحمر.
لذلك، ترى جماهير مانشستر يونايتد أن أموريم قد حصل على فرصة كبيرة مع الفريق، مر خلالها بفترتي قيد (يناير/ كانون ويونيو/ حزيران الماضيين)، بالإضافة إلى فترة إعداد سبقت الموسم الجاري.
وتتأنى إدارة مانشستر يونايتد في هذا الشأن أكثر من أي نادي آخر، وهو ما أظهرته مع الهولندي إيريك تين هاج، المدير الفني السابق الذي جاء أموريم خلفًا له، حيث صبرت عليه الإدارة طويلا قبل الإطاحة به.
وحول ذلك، علق ألان شيرر أسطورة الكرة الإنجليزية، على أداء المدرب الهولندي مع مانشستر يونايتد، قائلا: “أموريم محظوظ لأن الإدارة لا تريد الاعتراف بخطأ آخر في التعيين، لكنه تحت ضغط هائل”.
مقارنة بين بوتر وأموريم
أثار أداء جراهام بوتر وروبن أموريم المتشابه تساؤلات مارتن كيون، نجم آرسنال سابقًا، الذي أشار إلى أن معدل فوز أموريم (حوالي 27%) أعلى بنسبة 1% فقط عن بوتر في وست هام (26% من 23 مباراة).
وقال كيون، في تصريحات عبر إذاعة “توك سبورت”: “كان واضحًا أن بوتر سيُقال، فلماذا لا يحدث الشيء نفسه مع أموريم؟ هذا عناد في اللعب بنفس الطريقة”.
وصف ميكا ريتشاردز، لاعب مانشستر سيتي السابق، إصرار أموريم على تشكيلة 3-4-2-1 بأنها “قد تكون نهايته”، موضحا: “الفريق يبدو عاديًا جدًا، تمامًا كما حدث مع بوتر الذي فشل في دمج التعاقدات الصيفية رغم إنفاق 100 مليون جنيه”.
بوتر “مرآة” لأداء أموريم
هذه المقارنات تحول إقالة بوتر إلى “مرآة” لأداء أموريم، حيث يُتوقع منه تحسين سريع، خاصة مع هزائم مثل الخروج من كأس الرابطة أمام جريمسبي تاون (دوري الدرجة الرابعة) في أغسطس/ آب الماضي.
وما يعزز ذلك التوجه أيضا ما يتم تداوله في الإعلام الإنجليزي بأن بوتر مرشحًا ليحل محل أموريم، حيث ربط تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” جراهام بوتر بمانشستر يونايتد كبديل محتمل لأموريم إذا استمرت الهزائم.
وحول ذات الملف، حذر جاري نيفيل نجم مانشستر يونايتد السابق، أن هزيمة أموريم أمام سندرلاند (المباراة المقرر إقامتها الأحد المقبل ضمن منافسات الجولة السابعة من البريميرليج) قد تكون “القشة التي تقصم ظهر البعير”، مشيرًا إلى أن ما حدث لبوتر يمكن أن يتكرر مع أموريم.
أموريم.. الأمان ليس دائما
الربط بين ما يواجهه مانشستر يونايتد وما مر به وست هام، خلال الأيام القليلة الماضية، يجعل إقالة بوتر فرصة محتملة لإدارة يونايتد، كونه يعكس عدم الثقة في محاولات أموريم الفاشلة.