كان من الممكن أن تُجبر الأقدار وظروف سوق الانتقالات، اللاعب الصربي دوسان فلاهوفيتش، مهاجم يوفنتوس على خوض تحدٍ مختلف في مباراة اليوفي وميلان، المقرر إقامتها اليوم الأحد، بالجولة السادسة من الدوري الإيطالي.
خلال الصيف الماضي، سعى ميلان للتعاقد مع المهاجم الصربي فلاهوفيتش، لضمه إلى فريق المدرب ماسيمليانو أليجري، ومنحه دورا رئيسيا خاصة أنه قادر على تقديم الكثير في خط هجوم الروسونيري.
لكن الصفقة لم تكتمل في النهاية بعد محاولات عديدة طوال الصيف، ليبقى فلاهوفيتش ضمن صفوف السيدة العجوز خلال الموسم الحالي.
عقد دوسان
في الصيف كان فلاهوفيتش على وشك مغادرة يوفنتوس، في ظل رغبة النادي آنذاك في رحيله لتفادي دخوله الفترة الحرة من عقده مع النادي، وبالتالي الرحيل بشكل مجاني في نهاية عقده بنهاية الموسم الحالي.
ويرتبط الصربي بعقد مع يوفنتوس حتى صيف 2026، ومع توقف المفاوضات حول تجديد عقده مع النادي، فإن اليوفي أراد إجباره على الرحيل من أجل الاستفادة ماديا من بيعه، لكن الوضع بقى كما هو عليه في النهاية.
فلاهوفيتش.. صفقة مناسبة للجميع
لهذا السبب، بحث يوفنتوس عن مشترين محتملين في الصيف لضم فلاوفيتش لتجنب دفع راتب الصربي البالغ 12 مليون يورو للموسم الجاري، ولتخفيف هذا العبء عن ميزانية النادي العمومية.
ومن بين الوجهات المحتملة لدوسان، كان ميلان يحاول ضمه، حيث أن ماسيمليانو أليجري مدرب ميلان يعرفه بشكل جيد بعدما عملا سويا في اليوفي قبل رحيل المدرب، كما كان إيجلي تاري المدير الرياضي للروسونيري على اتصال بوكيل أعمال اللاعب داركو ريستيتش.
ونظرا لكونه سيصبح لاعبا حرا كان هذا سببا في توجيه ميلان أنظاره لضمه في الصيف الماضي في ظل اقتناع الروسونيري بأن صفقة ضمه لن تكلفه الكثير. والاعتقاد السائد في هذه الفترة أن الصفقة ستكون مناسبة للجميع وأنها ستتم، يوفي أراد بيع اللاعب، بينما الصربي أراد تحديا جديدا وكان ميلان يبحث عن مهاجم رقم 9، لكن في النهاية لم تسر الأمور على مايرام، واتجه ميلان بعد ذلك لملفات مختلفة بالتعاقد مع الفرنسي نكونكو من تشيلسي، ليغلق ملف ضم الصربي.
خلف الكواليس
تم إجراء اتصالات مختلفة ومحاولات عديدة للترتيبات قبل أن يقرر ميلان ويوفنتوس تغيير الاستراتيجية. لم تتم أبدًا مفاوضات ملموسة وحقيقية، أو عرض تم تقديمه بالفعل.
مع ذلك، أجرت الناديان ومحيط اللاعب والوسطاء بلا شك عدة مناقشات، محادثات غير رسمية كان من الممكن أن تتطور إلى ما هو أبعد من ذلك. من بين هذه المكالمات الهاتفية، طُرحت أسماء ثياو، وبناصر، وساليمايكرز لصفقة تبادل محتملة.
لكن لم يكن قلب الدفاع الألماني متحمسًا للبيانكونيري وانتهى به الأمر في نيوكاسل، بينما أُعير لاعب الوسط الجزائري إلى دينامو زغرب في كرواتيا، بينما اعتبر أليجري الجناح البلجيكي غير قابل للبيع – وهو أمر صحيح بالنظر إلى أدائه في المباريات الماضية.
موقف يوفنتوس
بتحليل موقف يوفنتوس، قد يجادل البعض بأن النادي كان وسيظل الأكثر خسارة، نظرا لإمكانات فلاهوفيتش وتأقلمه الجيد مع الفريق، لكن أن ينتهي عقده بعد أشهر وتجمد مفاوضات التجديد، أمر سيثقل كاهل ميزانية النادي العمومية بما يقرب من 40 مليون يورو.
فمن الناحية المالية، يمثل هذا ضغطًا كبيرًا على خزائن النادي ، الذي يدفع راتبًا قدره 12 مليون يورو للصربي. ولاشك أن موقف النادي واللاعب قد يتغير في الأشهر القليلة المقبلة ويجد الثنائي نفسه قريبًا من تمديد العقد وإعادة بناء العلاقة مرة أخرى وهو احتمال لم يستبعده جورجيو كيليني إداري النادي الحالي.
لكن بالنظر للوضع الحالي، فإن يوفنتوس فاز مع دوسان بالكثير في الأشهر الأولى من الموسم، فرغم اتخاذ اليوفي قرارا بالاعتماد بشكل أقل على المهاجم الصربي ومنحه دورا ثانويا إلا أن فلاهوفيتش جعل الأمور صعبة بالنادي، من خلال تألقه في بداية الموسم.
شارك فلاهوفيتش كبديل في أول مباراة أمام بارما لمدة 10 دقائق، لكنه نجح في وضع بصمته سريعا من خلال تسجيله هدفا، وفي المباراة الثانية ضد جنوى شارك كبديل أيضا وفور نزوله سجل هدف المباراة الوحيد ليمنح يوفي ثلاث نقاط مهمة، حتى حصل على دور رئيسي باللقاء الثالث ضد إنتر ميلان ومن بعده هيلاس فيرونا.
بل إنه بعد مشاركته كبديل في أول مباراة بدوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند، استطاع أن يسجل هدفين ويصنع الثالث، ليساهم في عودة تاريخية من خسارة محققة على أرضه وبين جماهيره، وينقذ اليوفي من الخسارة ويتعادل الفريقان 4-4.
ومع وجود فلاهوفيتش، أصبح لدى المدرب إيجور تودور العديد من الخيارات الهجومية فتم التعزيز بضم أوبيندا وجوناثان ديفيد وإيدون زيجروفا، فضلا عن بقاء كونسيساو إلى جانب وجود كينان يلدز.
أليجري يجد التوازن
أما ميلان فوجد نفسه ينفق جزءً من الميزانية على ضم نكونكو، فضلا عن تواجد سانتياجو خيمينيز المهاجم الوحيد بالفريق، لكن أليجري نجح في إيجاد التوازن حتى في غياب المهاجم المطلوب فلاهوفيتش، معتمدا على قتال خيمينيز ومساندة بوليسيتش الممتازة إلى جانب خط الوسط المثالي المكون من رابيو ومودريتش وفوفانا.
ومع قرب موعد اللقاء الكبير بين يوفنتوس وميلان، يبقى أن نرى ما إذا كان فلاهوفيتش سيحصل على دور بالمباراة سواء كأساسي أو من على مقاعد البدلاء، وهل ينجح في ضرب فريقه المحتمل الذي كان على وشك الانضمام إليه في الصيف من عدمه؟
