سيطرت حالة من الغموض مؤخرا على ملف تجديد العديد من اللاعبين في صفوف الهلال السعودي، يتقدمهم المدافع كاليدو كوليبالي.
ومع تصاعد التكهنات بشأن الدولي السنغالي، يظل مصير كوليبالي معلقا بين الاستمرار كقائد للخط الخلفي أو أن يصبح ضحية جديدة لدوامة التغييرات.
وبين الصمت الرسمي والتساؤلات المتزايدة، يترقب الجميع ما إذا كانت أيام كوليبالي في “الزعيم” قد شارفت على النهاية أم سيجدد عقده.
مستقبل غامض
رغم تباين التقارير حول مصير كوليبالي الذي ينتهي عقده مع الهلال بختام الموسم الجاري، كشفت بعض المصادر عن اتجاه الإدارة لإحداث تغيير في ملف الأجانب.
في المقابل، ظهرت تقارير أخرى تؤكد أن الهلال يفكر في استمراره، لخبرته وقدرته على قيادة الخط الخلفي.
بدائل محتملة
رغم أن مسألة رحيل كوليبالي لا تزال في إطار الشائعات، إلا أن الحديث عن بدائل محتملة بدأ يطفو على السطح.
وأكدت العديد من التقارير أن الهلال بدأ يراقب باستمرار أسماء أوروبية وأفريقية بارزة لتعزيز الخط الخلفي، خاصة أن النادي اعتاد جلب لاعبين من الصف الأول في القارة العجوز.
كما أن خيار التوجه نحو مدافع شاب من الدوري المحلي أو من قارة أمريكا الجنوبية يبقى مطروحًا، من أجل بناء مشروع طويل الأمد يضمن الحيوية والاستمرارية.
وبالتالي، فإن بقاء كوليبالي أو رحيله لن يكون مجرد قرار إداري عابر، بل خطوة سترسم ملامح دفاع الهلال في السنوات القادمة.
وتضم قائمة مدافعي الهلال أسماء مميزة، يأتي على رأسها حسان تمبكتي وعلي لاجامي والوافد التركي الجديد المنضم خلال الميركاتو الصيفي المنصرم، يوسف أكتشيشيك.
مشروع خاص
لكن بعد سلسلة طويلة من التقارير، قالت صحيفة “اليوم” السعودية إن “كوليبالي سيستمر بين صفوف الهلال، ولا يرغب في الرحيل خلال الفترة المقبلة”.
وأشارت إلى أن “النجم السنغالي بات مرتبطًا بمشروع خاص في العاصمة السعودية الرياض، وهو ما يدفعه للاستمرار”.
وسبق أن أكد كوليبالي أنه سعيد بالتواجد في المملكة العربية السعودية، لافتًا إلى أن الراتب الذي يتقاضاه أحد الأسباب التي جعلته يوافق على خوض التجربة من الأساس.
عنصر مهم
رغم الانتقادات التي تطال نجم تشيلسي ونابولي السابق من حين لآخر، فإن الهلال قد يجد نفسه مضطرًا للإبقاء عليه لاعتبارات فنية وواقعية، أبرزها ندرة المدافعين أصحاب الخبرة العالية في سوق الانتقالات.
إضافة إلى جانب دوره القيادي داخل غرفة الملابس، وقدرته على منح استقرار دفاعي نسبي في المباريات الكبيرة، فضلا عن اعتماد الإيطالي سيموني إنزاجي مدرب “الزعيم” عليه بشكل كبير في قيادة الخط الخلفي لتنفيذ تعليماته بالصورة الأمثل.
تحديات كوليبال
رغم خبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية، يواجه كاليدو كوليبالي جملة من التحديات مع الهلال، قد تحدد بشكل كبير مستقبله في “الزعيم”.
أول هذه التحديات يتمثل في ضغوط المنافسة القارية، حيث يُنتظر من المدافع السنغالي أن يكون صمام أمان الخط الخلفي خلال بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، وهي المسابقة التي تُعد هدفًا استراتيجيًا للنادي.
التحدي الآخر يكمن في صراعه مع النسق العالي لدوري روشن، خاصة مع وجود مهاجمين عالميين في كل جولة، وهو ما يتطلب ثباتًا بدنيًا وذهنيًا كبيرًا.
كما أن الجماهير لا ترحم، فهي تقارن بينه وبين أسماء سابقة تركت بصمة واضحة في دفاع الهلال، ما يفرض عليه إثبات نفسه في كل مباراة.
إلى جانب ذلك، هناك التحدي الإداري والفني المتمثل في رغبة النادي بإعادة هيكلة قائمة الأجانب؛ ما يضع كوليبالي تحت مجهر التقييم الدائم، خاصة وأن عقده ممتد حتى صيف 2026، مما يمنح الإدارة خيارات واسعة بين الإبقاء عليه أو البحث عن بديل أكثر حيوية.
إلى جانب التحديات الفنية والإدارية، يواجه كوليبالي اختبار العمر، إذ يبلغ 33 عامًا، وهو سن يضع أي مدافع أمام معركة مع الزمن، فالحفاظ على الجاهزية البدنية والقدرة على مجاراة السرعة العالية للمهاجمين بات تحديًا يوميًا، خاصة في دوري يضم أسماء شابة ومهاجمين عالميين يتمتعون بقدرات بدنية خارقة.
هذا العامل يجعل كل إصابة محتملة أكثر تعقيدًا، وكل مباراة بمثابة امتحان جديد لإثبات أن خبرته وقوته ما زالت قادرة على سد أي فجوة دفاعية في الهلال.
ماذا قدم كوليبالي مع الهلال؟
انضم كوليبالي إلى فريق الهلال في الميركاتو الصيفي لعام 2023، قادمًا من تشيلسي، مقابل 23 مليون يورو، ومنذ ذلك الحين شارك الدولي السنغالي في 100 مباراة بمختلف المسابقات المحلية والقارية، سجل خلالها 5 أهداف وصنع 3.
ونجح الأسد السنغالي المخضرم في حصد 4 ألقاب محلية مع الهلال، هي الدوري السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين بواقع مرة لكلٍ منهما، إلى جانب السوبر المحلي مرتين.