فشل منتخبا عُمان وقطر في تحقيق الانطلاقة المرجوة في مشوارهما نحو التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعدما انتهت مواجهتهما بالتعادل السلبي (0-0)، في اللقاء الذي جمعهما مساء الأربعاء على استاد جاسم بن حمد بالعاصمة القطرية الدوحة، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى في ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال.
وجاءت المباراة حذرة في معظم فتراتها رغم المحاولات الهجومية المتبادلة، ليخرج كل طرف بنقطة واحدة لا تُرضي طموحات المنتخبين، في حين كان المنتخب الإماراتي المستفيد الأكبر من هذا التعادل، إذ يراقب المشهد منتظرًا خوض مواجهته المقبلة بطموح تحقيق الصدارة مبكرًا.
وبموجب نظام الملحق الآسيوي، يتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 المنتخبان اللذان يتصدران المجموعتين الأولى والثانية، فيما يخوض صاحبا المركز الثاني مباراة فاصلة آسيوية لتحديد الفريق الذي سينتقل إلى الملحق العالمي بحثًا عن آخر بطاقة مؤهلة إلى المونديال.
وسيواجه المنتخب العُماني نظيره الإماراتي يوم السبت المقبل في الجولة الثانية، بينما ينتظر المنتخب القطري مواجهته أمام المنتخب الإماراتي أيضًا يوم الثلاثاء، في مباراة مرتقبة قد تكون حاسمة لتحديد ملامح المنافسة في المجموعة.
تشكيلة قطر بقيادة لوبيتيجي
بدأ المنتخب القطري المباراة بقيادة مدربه الإسباني جولين لوبيتيجي بتشكيلة ضمت في حراسة المرمى محمود أبو ندا، وأمامه في الدفاع بيدرو ميجيل وأيوب العلوي وخوخي بوعلام وسلطان البريك.
وفي خط الوسط تواجد كريم بوضياف وعاصم ماديبو ومحمد المناعي وأكرم عفيف، بينما قاد الهجوم الثنائي أحمد الغنيحي وإدميلسون جونيور.
اعتمد لوبيتيجي على أسلوب السيطرة عبر التمريرات القصيرة والانطلاقات السريعة على الأطراف، خاصة الجهة اليسرى بقيادة أكرم عفيف، لكن الفريق افتقر إلى الفاعلية الهجومية أمام التنظيم الدفاعي المحكم لمنتخب عمان.
كيروش يفرض الانضباط الدفاعي
على الجهة المقابلة، اختار المدرب البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش تشكيلة عمانية متوازنة ضمت إبراهيم المخيني في حراسة المرمى، وأمامه في الدفاع غانم الحبشي وثاني الرشيدي وأمجد الحارثي وخالد البريكي وعلي البوسعيدي.
أما في الوسط، فشارك أرشد العلوي وجميل اليحمدي وعبد الله فواز وعبد الرحمن المشيفري، بينما لعب عصام الصبحي وحيدًا في خط المقدمة.
اعتمد كيروش على الانضباط التكتيكي وإغلاق المساحات أمام تحركات القطريين، مع محاولة الاعتماد على المرتدات السريعة التي يقودها الصبحي وعبد الله فواز.
البداية القطرية.. ومحاولة عمانية مبكرة
بدأت المباراة باندفاع قطري واضح للسيطرة على وسط الميدان، وكاد الحارس أبو ندا أن يُكلف فريقه هدفًا مبكرًا بعد ضغط من عصام الصبحي في الدقيقة الثالثة، إذ لامست الكرة قدم الحارس وخرجت إلى ركنية خطيرة.
واصل “العنابي” ضغطه الهجومي، واستحوذ على الكرة لفترات طويلة دون أن ينجح في اختراق دفاعات “الأحمر” العماني الصلبة.
وفي الدقيقة 12، سدد خوخي بوعلام كرة قوية من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى إبراهيم المخيني، ثم حاول أرشد العلوي بتسديدة مماثلة في الدقيقة 19 لكنها علت العارضة.
وجاء الرد العماني في الدقيقة 27 بتسديدة مفاجئة من عصام الصبحي، أمسكها أبو ندا بثبات، قبل أن يضطر كيروش إلى إجراء تبديل اضطراري بخروج جميل اليحمدي للإصابة ودخول ناصر الرواحي.
مع مرور الوقت، بدأ المنتخب العُماني يخرج من مناطقه، ونجح في الحصول على ركلة ركنية في الدقيقة 36، قبل أن يُهدر ناصر الرواحي فرصة خطيرة في الدقيقة 44 برأسية علت العارضة بعد ركنية متقنة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي وسط حضور جماهيري غفير تابع المباراة بحذر وترقب.
عفيف يهدر الفرصة الأخطر
مع انطلاقة الشوط الثاني، كاد المنتخب القطري أن يفتتح التسجيل بعد انطلاقة رائعة من أكرم عفيف، الذي راوغ اثنين من المدافعين وانفرد بالمرمى، لكنه سدد الكرة بجوار القائم الأيسر في الدقيقة 49، في أخطر فرص اللقاء حتى تلك اللحظة.
تلتها تسديدة أرضية من إدميلسون جونيور في الدقيقة 51، لكنها كانت سهلة في يد الحارس العماني، وفي الدقيقة 65، تعرض المنتخب القطري لصدمة بإصابة خوخي بوعلام ليُجبر لوبيتيجي على الدفع بـلوكاس مينديز بدلاً منه، ما أثّر على التوازن الدفاعي للعنابي.
وارتكب الحارس القطري أبو ندا خطأ فادحًا في الدقيقة 69 عندما أهدى الكرة إلى عبد الله فواز لاعب عمان، الذي حاول التسديد من مسافة بعيدة قبل عودة الحارس إلى مرماه، إلا أن كرته ذهبت خارج الملعب وسط حسرة عمانية كبيرة.
في المقابل، ضغط المنتخب القطري في الربع الأخير من اللقاء، وسنحت له فرصة خطيرة في الدقيقة 77 بعد ركلة حرة نفذها أكرم عفيف، ولعبها بيدرو ميجيل برأسه بجوار القائم الأيسر.
وأجرى لوبيتيجي بعدها تغييرًا غريبًا بإخراج أكرم عفيف، أحد أنشط لاعبي الفريق، وإشراك محمد مونتاري بدلًا منه، ما أثار علامات استفهام بين الجماهير القطرية.
الدقائق الأخيرة.. وغياب الحسم
بعد خروج عفيف، تراجع الضغط القطري بشكل واضح، ما منح العمانيين حرية أكبر في التقدم والانتشار الهجومي. حاول كيروش استغلال المساحات خلف الدفاع القطري، لكن غابت اللمسة الأخيرة عن لاعبي “الأحمر”.
وفي الوقت بدل الضائع الذي امتد لخمس دقائق، سدد مونتاري كرة ضعيفة أمسكها الحارس إبراهيم المخيني بسهولة، لتنتهي المباراة بتعادل سلبي يخيّب آمال المنتخبين في بداية طريق المونديال.
بهذا التعادل، حصد كل من المنتخبين نقطة واحدة فقط، في بداية مشوار طويل وصعب نحو التأهل إلى كأس العالم 2026، وبات لزامًا عليهما تحقيق الفوز في الجولات المقبلة لتجنب الدخول في حسابات معقدة، خصوصًا مع تطلع الإمارات لتحقيق العلامة الكاملة في أول ظهور لها بالمجموعة.