عاد المدرب والنجم الفرنسي السابق، زين الدين زيدان، إلى الأضواء مجددًا بعد غيابٍ طويلٍ عن الملاعب، استمر أكثر من 4 أعوام، منذ رحيله عن ريال مدريد في عام 2021، عقب انتهاء ولايته الثانية مع الميرينجي، وذلك بعد موسمٍ صفريٍ بلا ألقاب، رغم تاريخه الكبير الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالنادي الملكي كلاعب ومدرب.
وخلال فترة ابتعاده، ارتبط اسم المدير الفني – البالغ من العمر 53 عامًا – بعددٍ من الوظائف التدريبية الشاغرة في أوروبا والعالم، إذ رفض عرضًا لتدريب المنتخب الأمريكي، كما ترددت أنباءٌ عن كونه مرشحًا لتولي قيادة أندية كبرى مثل باريس سان جيرمان الفرنسي، ويوفنتوس الإيطالي، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، لكنه أدار ظهره لكل هذه العروض، مترقبًا تحقيق حلمه الأكبر بقيادة منتخب بلاده فرنسا، خلفًا للمدير الفني الحالي ديدييه ديشامب.
ويتولى ديشامب قيادة “الديوك” منذ صيف عام 2012، وسبق أن أعلن أنه سيرحل بنهاية مشوار المنتخب الفرنسي، في كأس العالم القادمة 2026، التي ستُقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وهو ما جعل عودة زيدان لتولي المهمة تبدو قريبةً للغاية، خاصةً أنه يُعد الخيار المفضل لدى الاتحاد الفرنسي وجماهير الكرة في بلاده.
وذكرت شبكة “سبورت بايبل” أن زيدان تواجد مؤخرًا في نيويورك، مع شركة “أديداس”، للمساعدة في إطلاق كرة كأس العالم الجديدة استعدادًا لنهائيات 2026.
كما أعلن زيدان،عبر مقطع فيديو، أنه يستعد للعودة إلى ملعب أورانج فيلودروم، في مسقط رأسه مارسيليا، ضمن “مشروع عائلي مميز” بالتعاون مع مؤسسة “يونيفرس فوتبول”. ولم يكشف أسطورة فرنسا طبيعة المشروع الذي سيخوضه مع نادي مارسيليا.
مسيرة أسطورية
ويُعد أولمبيك مارسيليا من أبرز الأندية الفرنسية، وهو أول فريق من فرنسا يُحقق لقب دوري أبطال أوروبا، عام 1993، قبل أن يلحق به غريمه باريس سان جيرمان، الذي رفع الكأس الفضية في الموسم الماضي، بعد فوزٍ كاسحٍ على إنتر ميلان الإيطالي بخماسيةٍ دون رد، على ملعب “أليانز أرينا” في ميونخ.
كما أن زيدان وٌلد في 23 يونيو 1972 بمدينة مارسيليا، لأسرةٍ جزائرية الأصل، وبدأ مسيرته الكروية عام 1981 متنقلا بين أنديةٍ محليةٍ صغيرة، قبل أن ينضم إلى نادي كان بين عامي 1987 و1989، حيث سجل ستة أهدافٍ في 61 مباراةٍ مع الفريق الأول.
وبعدها انتقل إلى بوردو في الفترة من 1992 إلى 1996، وسجل 28 هدفًا في 139 مباراة، قبل أن يشق طريقه نحو المجد بالانضمام إلى يوفنتوس الإيطالي عام 1996، حيث قضى خمسة مواسم ناجحةٍ، تُوج خلالها بعدة ألقاب محليةٍ وقارية، ثم انتقل إلى ريال مدريد في صيف 2001 بصفقةٍ قياسية آنذاك.
وخلال مسيرته مع النادي الملكي، سجل زيدان 37 هدفًا في 155 مباراة، وخلّد اسمه في ذاكرة الجماهير بفضل هدفه الشهير، في مرمى باير ليفركوزن الألماني بنهائي دوري أبطال أوروبا 2002، والذي يُعد أحد أجمل الأهداف في تاريخ البطولة.
أما على الصعيد الدولي، فقد مثّل زيدان المنتخب الفرنسي منذ عام 1994، وكان أحد أبرز صناع أمجاده، إذ قاد فرنسا للتتويج بكأس العالم 1998 على أرضها، ثم الفوز بكأس أمم أوروبا 2000 في هولندا وبلجيكا، قبل أن يقود “الديوك” إلى نهائي مونديال 2006 حيث خسر أمام إيطاليا، بعد طرده الشهير إثر نطحه للمدافع ماركو ماتيراتزي، في مشهدٍ لا يُنسى على ملعب برلين الأولمبي.
وحقق زيدان خلال مسيرته مع الأندية 15 لقبًا رئيسيًا، منها واحد مع بوردو، و8 رفقة يوفنتوس، و6 مع ريال مدريد، إلى جانب العديد من الجوائز الفردية، أبرزها الكرة الذهبية عام 1998، وجائزة “فيفا” لأفضل لاعبٍ في العالم أعوام 1998 و2000 و2003.
زيدان مدربًا
وفي مسيرته التدريبية، لم يبتعد زيدان عن ريال مدريد، حيث بدأ مشواره مع الفريق الرديف، بين عامي 2014 و2016، ثم عمل مساعدًا للإيطالي كارلو أنشيلوتي في الفريق الأول، قبل أن يُعين مديرًا فنيًا مطلع عام 2016.
وخلال ولايته الأولى التي استمرت حتى 2018، حقق “زيزو” إنجازًا استثنائيًا، بقيادته ريال مدريد للفوز بثلاثة ألقابٍ متتاليةٍ في دوري أبطال أوروبا (2016، 2017، 2018)، إضافةً إلى لقب الدوري الإسباني والسوبر المحلي في 2017، والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في العامين نفسيهما.
وفي ولايته الثانية بين عامي 2019 و2021، أضاف لقبي الدوري والسوبر الإسباني في عام 2020، قبل أن يرحل مجددًا بعد موسمٍ خالٍ من البطولات.
وقاد زيدان ريال مدريد في 263 مباراة بجميع البطولات، فاز في 174 منها، وتعادل في 53، وخسر 36، وسجل الفريق تحت قيادته 605 أهدافٍ، مقابل 267 هدفًا في شباكه، ليُثبت أنه أحد أعظم المدربين في تاريخ النادي الملكي، تمامًا كما كان أحد أساطيره داخل المستطيل الأخضر.