يرغب رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، في أن يظل عالم كرة القدم “منفتح الذهن” بشأن المواعيد التي يمكن أن تُقام فيها بطولات كأس العالم.
وجرت العادة أن تُقام البطولة خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي، باستثناء نسخة 2022 في قطر، التي أُقيمت في ديسمبر لتجنب اللعب في أشد ظروف الطقس حرارة.
وقال إنفانتينو، أمام الجمعية العمومية للأندية الأوروبية لكرة القدم في روما، اليوم الخميس: “لدينا الصيف والشتاء.. وعلى مستوى العالم، إذا كنت تريد أن تلعب في نفس الظروف في كل مكان، يمكنك اللعب في مارس أو أكتوبر”.
وأضاف: “في ديسمبر لا يمكنك اللعب في جزء من العالم، وفي يوليو لا يمكنك اللعب في جزء آخر، نحن بحاجة إلى النظر في كل هذه العناصر.. ودعونا نرى كيف يمكننا أن نجعل الأمر أفضل للجميع، ربما هناك طرق يمكننا من خلالها تحسين التقويم.. نحن نتناقش، وعلينا أن نتحلى بذهن مفتوح”.
يُذكر أن جدول المباريات الدولية ثابت حتى عام 2030، حيث تستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك كأس العالم للرجال العام المقبل، في يونيو ويوليو.
وتستضيف المغرب والبرتغال وإسبانيا نسخة 2030، مع إقامة مباريات في الأرجنتين وباراجواي وأوروجواي، احتفالًا بمرور 100 عام على أول نسخة للمونديال، والتي استضافتها أمريكا اللاتينية في أوروجواي تحديدًا.. أما المملكة العربية السعودية فستستضيف البطولة في عام 2034.
وضمن 19 منتخبًا، حتى الآن، مقاعدهم في مونديال 2026، بواقع 6 منتخبات من آسيا، وهي: أستراليا وإيران واليابان والأردن وكوريا الجنوبية وأوزبكستان، إضافة إلى 3 منتخبات من أفريقيا، هي مصر والمغرب وتونس.
كما تأهلت 6 منتخبات من أمريكا الجنوبية، هي: البرازيل والأرجنتين وكولومبيا والإكوادور وباراجواي وأوروجواي، إلى جانب نيوزيلندا من أوقيانوسيا، والدول المضيفة الثلاث.
ولم يصعد أي منتخب من أوروبا حتى الآن، حيث ينتهي الدور الأول من التصفيات في نوفمبر المقبل، على أن يُسدل الستار على تصفيات المونديال عبر الملحق العالمي، في مارس القادم.
كأس العالم للأندية
أكد إنفانتينو أيضًا رغبة الفيفا في زيادة نمو بطولة كأس العالم للأندية، التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 32 فريقًا، خلال موجة حر شديدة في الصيف، حيث وصلت درجات الحرارة في نيويورك إلى مستوى قياسي، بلغ 39 درجة في يونيو.
وقد أثار ذلك انتقادات من اللاعبين واتحاداتهم، التي أثارت قضايا تتعلق بسلامة اللاعبين، وزيادة عدد المباريات في جدول مزدحم بالفعل.
وقال إنفانتينو في هذا الصدد: “عندما تم إنشاء دوري أبطال أوروبا، كانت الإيرادات الأولى 40 مليون يورو، والآن هي 4 مليارات يورو.. إذا حققت أول بطولة لكأس العالم للأندية 2 مليار يورو، في غضون 30 عامًا يجب أن نحقق 200 مليار يورو”.
وتابع عن نجاح البطولة: “لقد ولّد هذا إيرادات للأندية، والآن نعمل معًا لمعرفة كيف يمكننا جعله أفضل، وأكبر، وأكثر تأثيرًا، بالتعاون مع الأندية وأصحاب المصلحة، لأنه سيعود بالنفع على الجميع.. أنا متحيز، لكنه كان نجاحًا هائلًا من كل زاوية ممكنة.. كان لدينا 2.5 مليون متفرج في الملاعب، بمتوسط حضور 40,000 متفرج، ولا يتفوق علينا في ذلك سوى الدوري الإنجليزي الممتاز”.
تحذير
في المقابل، حذر إنفانتينو من أن كرة القدم تخاطر، عند إقامة مباريات الدوريات المحلية في الخارج.
ومن المقرر أن يلعب ميلان مباراته في الدوري الإيطالي ضد كومو، في بيرث بأستراليا، خلال فبراير المقبل، بينما سيلعب فياريال وبرشلونة في ميامي، في ديسمبر.
وقد وافق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” مضطرًا على إقامة المباراتين في الخارج، وقال إنه يعارض هذه الخطوة، لكن ليس لديه إطار قانوني لمنعها.
وقال إنفانتينو عن ذلك: “لدينا هيكل، حيث لدينا مباريات على المستوى الوطني والقاري، ثم على المستوى العالمي.. هذا هيكل جعل كرة القدم هي الرياضة رقم 1 في العالم.. وإذا أردنا كسره، فإننا نخاطر بشكل كبير”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى تفكير أكثر شمولية، هل نريد أن يلعب الجميع في كل مكان ويفعلوا ما يريدون؟ أم نريد نظامًا يأخذ في الاعتبار مصالح الجميع؟”.
وكان رئيس يويفا، ألكسندر تشيفرين، قد اعتبر أن أندية أوروبا الكبرى تخاطر “بتحطيم” كرة القدم، إذا تم نقل مباريات الدوريات إلى الخارج.
وتابع: “كرة القدم لا تتعلق فقط بالميزانيات، إنها ليست مجرد ترفيه، إنها حياة في مجتمعاتنا، والشوارع، والأندية، والمشجعون هم من يشكلونها.. إذا أبعدناها كثيرًا عن تلك الجذور، فإننا نخاطر بتحطيمها”.