استعاد رودريجو، جناح ريال مدريد، بريقه المفقود منذ بداية الموسم الجاري، ونجح في قيادة منتخب بلاده البرازيلي لتحقيق فوز كبير على كوريا الجنوبية (5-0)، ضمن الأجندة الدولية، في مباراة كانت بمثابة عودة قوية للنجم الشاب إلى مستواه المعهود.
تألّق رودريجو بشكل لافت، مؤكّدًا جاهزيته للعودة إلى التوهج من جديد، وكان أحد أبرز مفاتيح فوز البرازيل، بعدما أظهر تناغمًا واضحًا مع زميله في النادي الملكي، فينيسيوس جونيور، وسجل هدفين في شباك المنتخب الآسيوي.
وأكّد أداء ثنائي ريال مدريد، إلى جانب الموهبة الواعدة إستيفاو الذي أحرز هدفين، أن البرازيل استعادت جزءًا كبيرًا من قوتها الهجومية، إذ شكّل الثلاثي كابوسًا حقيقيًا لدفاع كوريا الجنوبية طيلة المباراة.
بدأ رودريجو وزميله إيدير ميليتاو اللقاء منذ الدقيقة الأولى، ولعبا التسعين دقيقة كاملة، بينما شارك فينيسيوس أساسيًا أيضًا، قبل أن يُستبدل في الدقيقة 79، بعد أن قدّم مباراة مميزة من حيث التحركات وصناعة الفرص.
واستعاد رودريجو في هذه المواجهة كل ملامح مستواه الجيد، تحت قيادة مدربه السابق في الريال والحالي في السيليساو، كارلو أنشيلوتي، إذ أظهر قدرة كبيرة على التسجيل والتحرك بحرية في الخط الأمامي، ليؤكد أنه عندما يُمنح المساحة الكافية في مركز المهاجم، يمكنه أن يكون عنصرًا حاسمًا.
وأرسل رودريجو برسالة قوية إلى مدربه الحالي في ريال مدريد، الإسباني تشابي ألونسو، مفادها أنه قادر على تقديم الكثير، ليس فقط على الجناح الأيسر كبديل لفينيسيوس، بل في مختلف المراكز الهجومية إذا ما مُنح الحرية والثقة الكاملة.
معاناة مع ألونسو
رغم بريقه الدولي الأخير، يعيش رودريجو فترة صعبة مع الميرينجي، حيث لا يلعب دورًا رئيسيًا حتى الآن في مشروع ألونسو، إذ شارك أساسيًا في مباراة واحدة فقط بالدوري الإسباني، هذا الموسم، جاءت أمام ريال أوفيدو في الجولة الثانية، بينما ظل حبيسًا لمقاعد البدلاء في مباراتين كاملتين، وشارك كبديل في 5 مواجهات أخرى، ولم تتجاوز مشاركته في أيٍّ منها 20 دقيقة.
وفي دوري أبطال أوروبا، خاض رودريجو مباراة واحدة كأساسي أمام مارسيليا لمدة 63 دقيقة، قبل أن يشارك كبديل لمدة 20 دقيقة أمام كايرات ألماتي الكازاخستاني، وتمكن خلال المباراتين من صناعة هدف في كل منهما، ما يعكس فعاليته رغم قلة دقائق اللعب.
بشكل عام، شارك رودريجو في 11 مباراة فقط تحت قيادة ألونسو، اكتفى خلالها بثلاث تمريرات حاسمة، دون أن يسجل أي هدف، خلال 313 دقيقة لعب.
أما مع أنشيلوتي، فقد كانت أرقامه مختلفة تمامًا. إذ خاض معه 208 مباريات بقميص ريال مدريد، ساهم خلالها في 100 هدف، بتسجيله 59 هدفًا وصناعته 41 آخرين خلال 13.385 دقيقة لعب، وهو ما يبرز مدى تألقه وتأقلمه مع أسلوب المدرب الإيطالي، الذي منحه الحرية والمسؤولية.
ويُعتبر أنشيلوتي أفضل مدرب لرودريجو، حتى الآن، إذ نجح في تطوير قدراته الفنية والذهنية، مقارنة بفترته السابقة مع زين الدين زيدان، الذي شارك معه في 59 مباراة، ساهم خلالها في 20 هدفًا (سجل 9 وصنع 11).
ولعب البرازيلي أيضا 3 مباريات تحت قيادة راؤول، وسجل هدفين.
وبشكل إجمالي، شارك رودريجو في 278 مباراة مع الفريق الأول لريال مدريد، ساهم خلالها في 121 هدفًا، بواقع 68 هدفًا و53 تمريرة حاسمة، ما يؤكد قيمته الكبيرة داخل منظومة الميرينجي رغم فترات التراجع الأخيرة.
أرقامه الدولية
بدأ رودريجو مسيرته الدولية مبكرًا، حيث تدرج في الفئات السنية لمنتخب البرازيل من تحت 15 عامًا، وحتى الوصول إلى المنتخب الأول عام 2019. وخلال تلك المسيرة، خاض 34 مباراة في مختلف البطولات، بما في ذلك التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكوبا أمريكا، والمباريات الودية.
سجل رودريجو 9 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة بقميص السامبا، ورغم أنه لم يسجل أي هدف في كأس العالم 2022، فإنه صنع تمريرة حاسمة حاسمة أمام سويسرا، منحت البرازيل الفوز في مرحلة المجموعات.
ويمثل رودريجو اليوم أحد أعمدة الجيل الجديد في المنتخب البرازيلي، الذي يسعى لاستعادة هيبته بعد سنوات من الإخفاقات القارية والعالمية.
كيف بدأت مسيرة رودريجو؟
وُلد رودريجو جويس عام 2001 في مدينة أوساسكو البرازيلية، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي سانتوس العريق، الذي خرّج أسماء خالدة مثل بيليه ونيمار.
أظهر رودريجو موهبة استثنائية منذ صغره، وتميز بسرعته ومهاراته العالية في المراوغة والتسجيل. خاض أول مباراة له مع الفريق الأول لسانتوس وهو في الـ16 من عمره، عام 2017، وسرعان ما لفت الأنظار بأهدافه المؤثرة في الدوري المحلي وكوبا ليبرتادوريس.
في صيف 2018، أعلن ريال مدريد تعاقده معه مقابل نحو 45 مليون يورو، لكنه استمر في سانتوس حتى منتصف 2019 قبل الانتقال رسميًا إلى النادي الملكي.
أثار رودريجو الانتباه سريعًا بعد انتقاله، إذ تألق مع الفريق الرديف “كاستيا”، قبل أن يترك بصمته في أول ظهور له بالدوري الإسباني، حين سجل هدفًا بعد 91 ثانية فقط أمام أوساسونا. كما واصل التألق بتسجيله “هاتريك” مثالي في دوري أبطال أوروبا ضد جالطة سراي، ليسطر اسمه منذ ذلك الحين في سجل نجوم الميرينجي الكبار.