كشف البرتغالي سيرجيو كونسيساو، مدرب اتحاد جدة، عن فلسفته للاعبي العميد، خلال اللقاء الأول الذي جمع بينهما خلال الساعات القليلة الماضية، عقب توليه المسؤولية الفنية بشكل رسمي.
وذكرت صحيفة “عكاظ” السعودية، أن كونسيساو قاد الحصة التدريبية لاتحاد جدة، استعدادا لمواجهة الفيحاء في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ضمن الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي.
وحرص المدرب البرتغالي على توجيه كلمة للاعبي الفريق، قبل انطلاق التمرين، حيث طالب من خلالها نجوم “العميد” بضرورة التعاون والتركيز وبذل الجهد، لضمان تحقيق النتائج الإيجابية، خاصة أن كرة القدم تتطلب مضاعفة الجهد دائما.
بداية معقدة
يقتحم كونسيساو المشهد داخل قلعة الاتحاد، بعقد طويل الأمد يمتد حتى حزيران/ يونيو 2028، بحسب ما ذكرته صحيفة “اليوم” السعودية، في خطوة تعكس رغبة الإدارة في بناء مشروع مستقر بعد سلسلة من التغييرات المتلاحقة.
واصطحب المدرب البرتغالي معه طاقمًا فنيًا متكاملًا مكوّنًا من ستة مساعدين، بينهم جواو كوستا وسيرامانا ديمبيلي كمساعدين فنيين، وفابيو مورا، إضافة إلى مدربي الحراس ديامانتينو فيجيريدو وفيدران رونجي، ومحلل الأداء إدواردو أوليفيرا الذي سيتولى إعداد التقارير الفنية والتحليلية للفريق.
وتنتظر كونسيساو تحديات فنية صعبة في بداية مشواره مع فريق اتحاد جدة، بسبب الإصابات ومشاركات اللاعبين مع منتخباتهم الوطنية، إذ يغيب سعد الموسى وصالح الشهري، إضافة إلى عبد الرحمن العبود، والذي تعرض لإصابة مع المنتخب السعودي، بجانب بريدراج رايكوفيتش، كارلو سيميتش، وماريو ميتاي المرتبطين مع منتخبات بلادهم، بينما يواصل الثنائي حسام عوار ومهند الشنقيطي، تنفيذ برنامج التأهيل من الإصابة.
ولا تقتصر الصعوبات على الإصابات والغيابات فقط، بل إن المدرب البرتغالي، مطالب بإعادة ترتيب الأوراق داخل النادي الغربي، وإعادة بناء هوية الفريق قبل أن تبتلعه دوّامة الانكسارات.
وبدأ الاتحاد السعودي موسمه الجديد بوداع السوبر المحلي، بالهزيمة أمام النصر (1-2)، بالدور نصف النهائي، ثم واصل العميد، تراجعه بخسارة كارثية أمام الوحدة الإماراتي (1-2) في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة، ثم هزيمة أخرى آسيوية موجعة أمام شباب أهلي دبي الإماراتي، بثنائية نظيفة.
وعلى المستوى المحلي، جاءت انطلاقة الاتحاد جيدة، بثلاثة انتصارات متتالية بدوري روشن السعودي، أمام الأخدود بنتيجة 5-2، والفتح (4-2)، والنجمة (1-0)، قبل أن يسقط في فخ الهزيمة أمام النصر (0-2) بالجولة الرابعة من المسابقة.
سنكتب قصة جديدة
حرص سيرجيو كونسيساو، على توجيه رسالة حاسمة لجماهير الاتحاد، عند وصوله إلى مدينة جدة، لتولي القيادة الفنية للنمور، خلفا للمدرب الفرنسي لوران بلان، الذي أقيل من منصبه لسوء النتائج.
ونشر المدرب البرتغالي رسالة قصيرة، عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام”، ليعبر عن حماسه لخوض التجربة الجديدة في مسيرته الكروية، حيث كتب قائلا: “حان وقت إطلاق مشروع جديد، معًا سنكتب قصة جديدة، دائمًا بالعمل الجاد والطموح والشغف”.
تفاصيل التعاقد مع كونسيساو
كشف فهد سندي، رئيس نادي الاتحاد السعودي، كواليس التعاقد مع البرتغالي سيرجيو كونسيساو، في تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع “إكس”، حيث نفى وجود أي خلاف بين الإدارة الرياضية للنادي وإدارة شركة النادي حوله.
وتابع سندي: “قد أوضح السيد رامون بلانيس، المدير الرياضي للاتحاد، أن الإدارة الرياضية، وحسب قواعد الحوكمة المعمول بها، هي من توصي وترفع الأسماء”.
كما رد رئيس نادي الاتحاد على سؤال، حول وجود مفاوضات مع الألماني يورجن كلوب أو الإيطالي لوتشيانو سباليتي قبل كونسيساو، قائلًا: “لا يمكنني الإفصاح عن الأسماء التدريبية، لأن هذا يندرج تحت سرية المعلومات الخاصة بشركة نادي الاتحاد”.
وأضاف: “كانت هناك قائمة في حدود 7 أسماء، تم التحليل الدقيق لها من قبل مختصين، على رأسهم المدير الرياضي، وخلص الأمر إلى ترشيح الأفضل في هذه المرحلة”.
بين صخب الفرح ونيران الغضب
يتسم أسلوب سيرجيو كونسيساو دائما بالواقعية والصلابة التكتيكية، مع جرعة كبيرة من الحماس الذي ينعكس على لاعبيه داخل الملعب، لكنه دائمًا ما يعبّر عن فرحته بطريقته الخاصة، دون تصنّع أو مجاملة، ودون ارتداء “قناع الجدية”.
ففي لحظات التتويج، لا يتردد في إظهار سعادته الصاخبة، سواء برقصه على أنغام الموسيقى، أو بإطلالته المميزة مرتديًا نظارة شمسية وسيجارًا ضخمًا بين يديه، كما حدث مع بورتو البرتغالي وميلان الإيطالي.
لكن الوجه الآخر للمدرب البرتغالي يظهر في لحظات الغضب، حيث لا يتردد في الدفاع عن من يحب، ولو بصوت مرتفع. من أبرز المواقف التي أثارت الجدل، اتهامه في واقعة شغب خلال بطولة أطفال، بعدما تدخل في مشادة لحماية نجله مويسيس، ليُتهم حينها بالاعتداء على حكم وشرطي وعمدة مدينة كارتايا الإسبانية.
وأنكر مدرب ميلان السابق التهم، ورد بدعوى قضائية أكد فيها أنه ذهب فقط لسؤال الحكم عما جرى، متهمًا العمدة بالمبالغة وتشويه سمعته، خاصة بعدما تدخل ابن العمدة ليفصل بين الطرفين.