يعيش نادي برشلونة، فترة من الترقب الحذر الممزوج بالتفاؤل، بعد الأنباء الإيجابية التي ترددت في الساعات الأخيرة، بشأن حالة الجوهرة لامين يامال، الذي يواصل تعافيه من إصابته في منطقة العانة، مما يُقربه من الحصول على الضوء الأخضر للعودة إلى الملاعب.
ووفقًا لما كشفته صحيفة “آس”، فإن يامال يسير بخطوات ثابتة في مرحلة التعافي، حيث من المتوقع أن يحصل على التصريح الطبي، السبت المقبل، في حال لم يطرأ أي تطور سلبي على حالته، ليكون ضمن قائمة الفريق لمباراة جيرونا في الليجا.
الهدف الذي وضعه الجهاز الفني بقيادة هانز فليك، هو تجهيز اللاعب تدريجيًا ليصل إلى قمة مستواه قبل المواجهة المنتظرة أمام ريال مدريد في الكلاسيكو المقرر يوم 26 أكتوبر/تشرين أول الجاري، على ملعب سانتياجو برنابيو.
خطة دقيقة قبل الكلاسيكو
تقوم خطة برشلونة مع يامال، على إشراكه لبضع دقائق أمام جيرونا، تمهيدًا لمشاركته أمام أولمبياكوس اليوناني في دوري أبطال أوروبا، في مباراة من المتوقع أن يبدأها أساسيًا، وإن كان من غير المرجح، أن يُكمل المشاركة لمدة 90 دقيقة.
ويرى الطاقم الفني للبارسا، أن عودة النجم الشاب تدريجيًا، هي الحل الأمثل لتفادي أي انتكاسة بدنية قد تُعيده إلى نقطة الصفر.
ويبدو أن العلاج الذي خضع له يامال، خلال الأسابيع الماضية، داخل مرافق النادي، أعطى ثماره، بعدما استجاب اللاعب بشكل جيد، للبرنامج المخصص له، والذي شمل جلسات علاج طبيعي وتمارين تقوية عضلية موجهة للمنطقة المصابة.
وتُشير التقارير إلى أنه من المنتظر أن يشارك في التدريبات الجماعية، الأربعاء المقبل، وهو الاختبار الحقيقي الذي سيُحدد مدى جاهزيته للمشاركة في المباريات.
عودة ثلاثية ترفع المعنويات
لن يكون يامال وحده في طريق العودة إلى المستطيل الأخضر، إذ أكدت المصادر ذاتها أن الثنائي فيرمين لوبيز ورافينيا يقتربان أيضًا من الانضمام إلى قائمة الفريق في مواجهة جيرونا، بعدما تعافيا من مشاكلهما العضلية.
ومن المنتظر أن يمنح فليك، اللاعبين، دقائق محدودة في المباراة، من أجل استعادة الإيقاع البدني قبل الاستحقاقات الكبرى القادمة.
وهذه الأنباء جاءت لتُعيد بعض الهدوء إلى الجهاز الفني، الذي عانى من أزمة إصابات متلاحقة منذ انطلاق الموسم.
فمع إصابة أكثر من لاعب أساسي في وقت متقارب، وجد فليك نفسه مضطرًا لتجربة حلول متعددة وتغيير الخطط التكتيكية بشكل مستمر، وهو ما أثر على ثبات أداء الفريق في بعض المباريات.
استمرار غياب جارسيا
رغم الإيجابيات، فإن الجهاز الفني لا يزال مضطرًا للتحلي بالصبر فيما يخص عودة الحارس الشاب خوان جارسيا، الذي لا زال يحتاج إلى المزيد من الوقت، قبل الانضمام إلى المجموعة.
جارسيا، الذي استبعد نفسه رسميًا من حسابات الكلاسيكو، بسبب عدم تعافيه الكامل، حدد الخامس من نوفمبر/تشرين ثان، موعدًا محتملًا للعودة، حين يواجه برشلونة، فريق كلوب بروج البلجيكي في دوري أبطال أوروبا.
إلى جانب ذلك، يستمر غياب الثنائي الأبرز في قائمة المصابين، وهما جافي والحارس مارك أندريه تير شتيجن، اللذان خضعا لعمليتين جراحيتين في الركبة والظهر على التوالي، ومن المتوقع ألا يعودا إلى الملاعب قبل نهاية العام الجاري.
ولعل غيابهما الطويل يُعد من أكبر التحديات التي يواجهها المدرب هانز فليك، لا سيما وأن الثنائي يمثل ركيزتين أساسيتين في منظومة الفريق الدفاعية والهجومية.
إصابة أولمو تزيد المتاعب
من ناحية أخرى، تلقى برشلونة، أنباء غير سارة بشأن اللاعب الدولي الإسباني داني أولمو، الذي تعرض لإصابة في عضلة الساق الخلفية (السمانة).
وأشارت الفحوصات الأولية إلى أنه سيغيب لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، مما يعني غيابه المؤكد عن الكلاسيكو.
وبهذا، ينضم داني أولمو إلى قائمة الغائبين عن المواجهة المنتظرة أمام الغريم ريال مدريد، لتزداد الضغوط على المدرب هانز فليك، في اختيار التشكيلة المثالية.
فلا شك أن فقدان لاعب بقدرات داني أولمو الهجومية، يُعد خسارة كبيرة، خاصة أنه من مفاتيح اللعب في الخط الأمامي، بفضل قدرته على المراوغة والتسديد وصناعة الفرص، إلى جانب مرونته التكتيكية التي تسمح له بالتحرك بين مراكز الوسط والهجوم.
فليك بين الأمل والقلق
بين الأخبار السارة عن اقتراب عودة يامال ورفاقه، والأنباء السيئة حول استمرار بعض الغيابات، يقف هانز فليك أمام تحد مزدوج: تجهيز فريقه بدنيًا ومعنويًا قبل الكلاسيكو، وفي الوقت ذاته تجنب أي مخاطرة قد تؤدي إلى تفاقم الإصابات.
فالفترة المقبلة حاسمة، ليس فقط لأنها تتضمن مواجهة ريال مدريد، بل لأنها قد تُحدد ملامح الموسم مبكرًا، سواء على مستوى الليجا أو دوري الأبطال.
ولذلك، يبدو أن برشلونة يتعامل بحذر شديد مع ملف المصابين، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا وهو استعادة التوازن واسترجاع الانسجام قبل الدخول في المواعيد الكبرى.