أشاد الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان، لاعب ومدرب ريال مدريد السابق، بقدرات لامين يامال، نجم برشلونة، مشيرًا إلى ما قدمه خلال مواجهة البارسا ضد إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
ويعد يامال، من أبرز المواهب الشابة في العالم حاليًا، حيث توج مؤخرًا بجائزة “كوبا” من مجلة فرانس فوتبول، والتي تقدم لأفضل لاعب تحت 21 سنة في العالم، كما حل وصيفًا للفرنسي عثمان ديمبلي في سباق الكرة الذهبية.
وقدم يامال عرضًا استثنائيًا في لقاء برشلونة أمام إنتر ميلان، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي انتهى بالتعادل الإيجابي 3-3 وكذلك في لقاء العودة، رغم خسارة برشلونة بنتيجة 4-3 وتوديع البطولة.
وقال زيدان، تصريحات نقلتها شبكة “Rmc sport” الفرنسية: “إلى جانب مركزه في الملعب، هناك لاعب واحد يثير حماسي حقًا عندما يلمس الكرة وهو لامين يامال”.
وأضاف: “ضد إنتر الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا على ملعب سان سيرو قدم كل شيء بمفرده، لم أر شيئًا كهذا في حياتي”.
كما أشاد زيدان بنجم يوفنتوس الشاب التركي كينان يلدز، وقال: ”لا يخسر الكرة أبدًا، أنا أحبه، فهو لاعب جيد ويسجل الأهداف، لكنه لا يزال بحاجة إلى بعض النضج”.
وبسؤاله عما يتمنى تدريبه من جديد بين لوكا مودريتش وكريستيانو رونالدو، قال: “كلاهما، لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال لأنني أحببتهما وكذلك كروس وبنزيما، كان لدي بعض اللاعبين المذهلين، كان من المذهل تدريبهم ورؤيتهم في التدريبات”.
وأكمل: “كان لدي ثلاثة أو أربعة لاعبين مميزين بالكرة، مودريتش، كروس، إيسكو، بنزيما، رودريجو، لم يفقدوا الكرة أبدًا”.
وعن أفضل لحظة في مسيرته بعد كأس العالم 1998، قال: “دوري أبطال أوروبا الثاني لي كمدرب مع ريال مدريد ضد يوفنتوس (2017)، الطريقة التي لعبنا بها في الشوط الثاني كانت شيئًا مذهلاً حقًا، شاهدت المباراة 4 أو 5 أو 6 مرات ولطالما قلت هذه هي كرة القدم، كان شيئًا استثنائيًا”.
عودة يامال
شهدت تدريبات برشلونة، التي أقيمت اليوم الإثنين، استعدادًا لاستئناف المسابقات، عودة الثنائي المصاب لامين يامال وفيرمين لوبيز، قبل مواجهة جيرونا في ديربي كتالونيا.
وبدأ برشلونة صباح الإثنين تدريباته، رغم غياب عدد من لاعبيه الدوليين المرتبطين بمشاركات مع منتخباتهم الوطنية، وذلك وسط أجواء إيجابية حملت أنباءً سارة للفريق.
وبحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فقد شهد مران البرسا مشاركة الثنائي لامين يامال وفيرمين لوبيز.
خطة دقيقة قبل الكلاسيكو
تقوم خطة برشلونة مع يامال، على إشراكه لبضع دقائق أمام جيرونا، تمهيدًا لمشاركته أمام أولمبياكوس اليوناني في دوري أبطال أوروبا، في مباراة من المتوقع أن يبدأها أساسيًا، وإن كان من غير المرجح أن يُكمل المشاركة لمدة 90 دقيقة.
ويرى الطاقم الفني للبارسا، أن عودة النجم الشاب تدريجيًا، هي الحل الأمثل لتفادي أي انتكاسة بدنية قد تُعيده إلى نقطة الصفر.
ويبدو أن العلاج الذي خضع له يامال، خلال الأسابيع الماضية، داخل مرافق النادي، أعطى ثماره، بعدما استجاب اللاعب بشكل جيد، للبرنامج المخصص له، والذي شمل جلسات علاج طبيعي وتمارين تقوية عضلية موجهة للمنطقة المصابة.
وتُشير التقارير إلى أنه من المنتظر أن يشارك في التدريبات الجماعية، الأربعاء المقبل، وهو الاختبار الحقيقي الذي سيُحدد مدى جاهزيته للمشاركة في المباريات.
عودة ثلاثية ترفع المعنويات
لن يكون يامال وحده في طريق العودة إلى المستطيل الأخضر، إذ أكدت المصادر ذاتها أن الثنائي فيرمين لوبيز ورافينيا يقتربان أيضًا من الانضمام إلى قائمة الفريق في مواجهة جيرونا، بعدما تعافيا من مشاكلهما العضلية.
ومن المنتظر أن يمنح فليك، اللاعبين، دقائق محدودة في المباراة، من أجل استعادة الإيقاع البدني قبل الاستحقاقات الكبرى القادمة.
وهذه الأنباء جاءت لتُعيد بعض الهدوء إلى الجهاز الفني، الذي عانى من أزمة إصابات متلاحقة منذ انطلاق الموسم.
فمع إصابة أكثر من لاعب أساسي في وقت متقارب، وجد فليك نفسه مضطرًا لتجربة حلول متعددة وتغيير الخطط التكتيكية بشكل مستمر، وهو ما أثر على ثبات أداء الفريق في بعض المباريات.
استمرار غياب جارسيا
رغم الإيجابيات، فإن الجهاز الفني لا يزال مضطرًا للتحلي بالصبر فيما يخص عودة الحارس الشاب خوان جارسيا، الذي لا زال يحتاج إلى المزيد من الوقت، قبل الانضمام إلى المجموعة.
جارسيا، الذي استبعد نفسه رسميًا من حسابات الكلاسيكو، بسبب عدم تعافيه الكامل، حدد الخامس من نوفمبر/تشرين ثان، موعدًا محتملًا للعودة، حين يواجه برشلونة، فريق كلوب بروج البلجيكي في دوري أبطال أوروبا.
إلى جانب ذلك، يستمر غياب الثنائي الأبرز في قائمة المصابين، وهما جافي والحارس مارك أندريه تير شتيجن، اللذان خضعا لعمليتين جراحيتين في الركبة والظهر على التوالي، ومن المتوقع ألا يعودا إلى الملاعب قبل نهاية العام الجاري.
ولعل غيابهما الطويل يُعد من أكبر التحديات التي يواجهها المدرب هانز فليك، لا سيما وأن الثنائي يمثل ركيزتين أساسيتين في منظومة الفريق الدفاعية والهجومية.
إصابة أولمو تزيد المتاعب
من ناحية أخرى، تلقى برشلونة، أنباء غير سارة بشأن اللاعب الدولي الإسباني داني أولمو، الذي تعرض لإصابة في عضلة الساق الخلفية (السمانة).
وأشارت الفحوصات الأولية إلى أنه سيغيب لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع، مما يعني غيابه المؤكد عن الكلاسيكو.
وبهذا، ينضم داني أولمو إلى قائمة الغائبين عن المواجهة المنتظرة أمام الغريم ريال مدريد، لتزداد الضغوط على المدرب هانز فليك، في اختيار التشكيلة المثالية.
فلا شك أن فقدان لاعب بقدرات داني أولمو الهجومية، يُعد خسارة كبيرة، خاصة أنه من مفاتيح اللعب في الخط الأمامي، بفضل قدرته على المراوغة والتسديد وصناعة الفرص، إلى جانب مرونته التكتيكية التي تسمح له بالتحرك بين مراكز الوسط والهجوم.
فليك بين الأمل والقلق
بين الأخبار السارة عن اقتراب عودة يامال ورفاقه، والأنباء السيئة حول استمرار بعض الغيابات، يقف هانز فليك أمام تحد مزدوج: تجهيز فريقه بدنيًا ومعنويًا قبل الكلاسيكو، وفي الوقت ذاته تجنب أي مخاطرة قد تؤدي إلى تفاقم الإصابات.
فالفترة المقبلة حاسمة، ليس فقط لأنها تتضمن مواجهة ريال مدريد، بل لأنها قد تُحدد ملامح الموسم مبكرًا، سواء على مستوى الليجا أو دوري الأبطال.
ولذلك، يبدو أن برشلونة يتعامل بحذر شديد مع ملف المصابين، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا وهو استعادة التوازن واسترجاع الانسجام قبل الدخول في المواعيد الكبرى.