عقد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي توماس توخيل، مؤتمرا صحفيا مساء الاثنين، قبل مباراة فريقه أمام مضيفه منتخب لاتفيا، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وأكد توخيل على ضرورة احترام المنافس رغم الفوارق الفنية الكبيرة، مشددًا على أن التحضير لهذه المواجهة لم يختلف عن أي مباراة أخرى أمام خصوم كبار، خصوصا أن الفوز بها سيؤهلهم إلى المونديال.
واستهل توخيل حديثه بالتأكيد على جاهزية القائد هاري كين، وطمأن الجماهير على وضعه البدني، قائلا: “هاري يمكنه اللعب، هو لائق تماما. اتخذنا القرار الصحيح (بإراحته في اللقاء الودي أمام ويلز)، ولا أرى أي سبب يمنعه من خوض 90 دقيقة كاملة. لا توجد أي عوائق أمامه”.
وفي المقابل، أعلن المدرب الألماني عن مغادرة المهاجم أولي واتكينز لمعسكر المنتخب بسبب الإصابة، موضحًا: “أولي غادر المعسكر للأسف، كان الألم شديدا ولم يستطع التدريب. هو الآن يتلقى العلاج مع ناديه ويحاول التحضير لمباراة نهاية الأسبوع”.
وأشار توخيل إلى أنه لاحظ تغيرا إيجابيا في طريقة لعب المنتخب خلال المباريات الأخيرة، مؤكدًا أن الفريق يتطور ذهنيا وتكتيكيا.
وأضاف: “لاحظت هذا التغيير حتى أمام أندورا على أرضنا. ربما كان البعض خارج الفريق يتوقع نتيجة أكبر من 2-0، لكنهم قللوا من قيمة الأداء الدفاعي في تلك المباراة. رأيت التزاما كبيرا في الضغط العالي، وتحولا واضحا في الطريقة التي نريد أن نلعب بها. نريد الآن أن نأخذ الخطوة التالية. أشعر أننا نبني شيئا متماسكا ونسير في الاتجاه الصحيح. غدا علينا أن نحترم خصومنا وظروف المباراة”.
احترام اللعبة
ورفض توخيل فكرة التعامل مع المباراة بسهولة، نظرا لاختلاف المستوى الفني، وقال بلهجة حازمة: “التحضير هو نفسه. نفس عدد الاجتماعات، نفس التخطيط التكتيكي. من المهم جدا أن نستعد بنفس الجدية لأي خصم.
نحن ندرك أننا المرشحون للفوز، ونتوقع ذلك بالفعل، لكن الأهم أن نعرف كيف نحقق الفوز وأين نجد المساحات. نحن نطالب باحترام اللعبة نفسها”.
وأضاف عن الجوانب الفنية المتوقعة: “نتوقع دفاعا متكتلا من لاتفيا، ربما بخطة 4-5-1 أو 3-5-2، وعلينا أن نملك الإجابات لذلك. لا نريد أن نكتفي بنسبة أداء 80 أو 90 في المئة، بل نسعى لتقديم مستوى نكون راضين عنه تماما”.
ورغم اعترافه بعدم معرفته الكاملة بأسماء لاعبي المنتخب اللاتفي، إلا أن توخيل أوضح أنه تابعهم بدقة خلال التحليل الفني: “عليّ أن أقول إنني لا أعرف العديد من اللاعبين بأسمائهم، لكننا نحلل مبارياتهم بدقة. ربما لا أستطيع كتابة أسمائهم جميعا، لكنني أعرف أرقامهم وطريقة لعبهم”.
وتابع: “الظهيران لدينا يريدان معرفة كيف يتعامل الجناحان مع الكرة، والمدافعون يريدون معرفة كيف يسيطر المهاجم على الكرات”.
التأهل المبكر
وحول ما ينتظر المنتخب في حال ضمن التأهل المبكر، قال توخيل: “ستكون هناك فترة توقف طويلة عن المباريات الرسمية إذا فزنا غدا. هذا أمر واقع. لا أفكر الآن في نوفمبر، لأن الكثير سيتغير إذا أنهينا التأهل أو لم نفعل”.
وأردف: “ما أريده هو أداء يجعلنا نستحق الفوز. أعلم أن الفوز في كرة القدم ليس مضمونا أبدا، فالحظ جزء من اللعبة، لكننا نتوقع أداء كبيرا وتركيزا كاملا غدا.”
وأكد المدير الفني الألماني أنه لم يحسم بعد التشكيلة التي ستبدأ اللقاء، مشيدا بأجواء المعسكر وروح اللاعبين بقوله: “لا أعرف بعد التشكيلة التي سأختارها، لم أقرر حتى الآن. جميع اللاعبين يستحقون المشاركة. الروح والزخم واضحان جدا، اللاعبون في قمة التركيز، والتدريبات كانت مليئة بالجودة”.
وزاد: “الجميع ترك أثرا إيجابيا وجعل نفسه متاحا. لا أعتقد أننا سنخطئ كثيرا في الاختيارات، لكن الهدف هو بناء فريق قوي معتاد على اللعب معا لتقديم أداء مميز والفوز خارج الأرض في تصفيات كأس العالم”.
عقلية الخصم
وعن الطريقة التي قد يلعب بها المنتخب اللاتفي، تحدث توخيل بإعجاب بالعقلية التي قد يمتلكها الخصم قائلا: “لو كنت مدربًا للاتفيا لقلت للاعبين إنهم في موقف مريح. من الجميل أن تلعب كفريق أقل حظا، لأن التوقعات تكون منخفضة”.
وواصل: “العقلية التي تقول إنك لا تملك ما تخسره ستكون سلاحهم غدًا. كلما صمدوا أكثر، سيزداد الإحباط لدينا. في المقابل، نحن نطالب بإيقاع عالٍ وجهد بدني كبير، حتى لا يتمكنوا من مجاراتنا.”
وعن الملعب الذي سيستضيف اللقاء، قال المدرب الألماني مبتسما: “كنت أدرب ناديًا في ألمانيا بملعب مشابه فيه مضمار جري حوله. هذا غير اعتيادي قليلا، لكن الأرضية تبدو جيدة من بعيد. لا أعذار، هذه هي متعة التصفيات، أن تلعب في ملاعب غير مألوفة عادة”.
وختم توخيل مؤتمره برسالة إلى اللاعبين الذين لم يتم استدعاؤهم هذه المرة قائلا: “ما يجب أن يشعروا به هو الجوع للعودة. الباب دائما مفتوح. في منتخب مثل إنجلترا، نملك مجموعة كبيرة من اللاعبين الموهوبين، وعلينا أن نختار بينهم”.
وأكمل: “الذين في المعسكر يجب أن يشعروا بالامتنان، لكن أيضا بالرغبة في الحفاظ على القميص، أما من هم خارجه، فعليهم أن يظهروا سلوكا مميزا وأداء قويا ليعودوا في أقرب فرصة. الباب مفتوح دائما”.
