سيشهد دوري أبطال أوروبا، تغييرًا مهمًا في نظامه، حيث سيفتتح حامل اللقب الموسم التالي بمباراة منفردة تُقام مساء الثلاثاء، ضمن صفقة بث تلفزيوني جديدة مقترحة تبلغ قيمتها 4.5 مليار جنيه إسترليني.
صفقة البث الجديدة
ومن المتوقع أن يبدأ المزاد في 5 من أكبر أسواق البث في أوروبا: المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، في وقت واحد، مما يتيح لعمالقة البث الرقمي مثل “نتفليكس” و”دازن” تقديم عروض تشمل أكثر من دولة.
كما ستُطرح حزمة جديدة تُسمى “الاختيار العالمي الأول”، تمنح حقوق بث مباراة واحدة أسبوعيًا من البطولة، وتستهدف شركات البث عبر الإنترنت بدلاً من القنوات التقليدية، مع موعد نهائي لتقديم العروض في 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تغييرات في النظام التنافسي
في تعديل آخر، سيبدأ بطل نسخة 2026-2027 – التي ستقام مباراتها النهائية في ملعب “ميتروبوليتانو”، معقل أتلتيكو مدريد – مشواره في الموسم الجديد بمباراة افتتاحية منفردة ليلة الثلاثاء.
أما بقية مباريات الجولة الأولى، وعددها 17، فستُقام على مدار يومي الأربعاء والخميس.
وسيقتصر الأسبوع الافتتاحي على مباريات دوري الأبطال فقط، دون مشاركة بطولتي الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي.
مباريات الأسبوع المقبل
وتعود منافسات دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل، الثلاثاء، بعد فترة التوقف الدولي، حيث يستضيف “نيوكاسل” “بنفيكا”، بينما يحل “مانشستر سيتي” ضيفًا على “فياريال”، ويواجه “آرسنال” “أتلتيكو مدريد” على ملعب الإمارات.
يوم الأربعاء، يلتقي “تشيلسي” مع “أياكس” في لندن، ويحل “توتنهام” ضيفًا على “موناكو”، فيما يصطدم “ليفربول” بـ”آينتراخت فرانكفورت” في ألمانيا.
وتُختتم الجولة بقمة مرتقبة بين “ريال مدريد” و”يوفنتوس” على ملعب “سانتياجو برنابيو” في مدريد.
تاريخ دوري أبطال أوروبا
وتُعد بطولة دوري أبطال أوروبا إحدى أكثر البطولات شهرة وتأثيرًا في عالم كرة القدم، وقد شهدت تحولات كبيرة منذ انطلاقها عام 1955.
بدأت تحت اسم “كأس الأندية الأوروبية”، بهدف تحديد أفضل فريق في أوروبا من خلال منافسة تجمع أبطال الدوريات المحلية.
وأقيمت أول نسخة أقيمت عام 1955 بمشاركة 16 فريقًا، وتوّج بها ريال مدريد، الذي هيمن على البطولة بخمسة ألقاب متتالية من 1956 إلى 1960، مما رسّخ مكانته كأحد أعظم الأندية في تاريخها.
في السبعينيات والثمانينيات، برزت أندية مثل بايرن ميونخ، ليفربول، وميلان، التي رفعت مستوى المنافسة. كانت البطولة تعتمد نظام خروج المغلوب، حيث يتواجه فريقان في مباراتين ذهابًا وإيابًا. في عام 1992، تغير اسم البطولة إلى “دوري أبطال أوروبا”، وأُدخل نظام المجموعات، مما سمح بمشاركة فرق تحتل مراكز متقدمة في دورياتها المحلية، لا أبطال الدوريات فقط، مما زاد من شعبيتها وتنافسيتها.
شهدت البطولة لحظات تاريخية، مثل عودة مانشستر يونايتد في نهائي 1999 أمام بايرن ميونخ، وفوز ليفربول بركلات الترجيح في 2005 بعد تأخر بثلاثة أهداف أمام ميلان. يظل ريال مدريد الأكثر تتويجًا بـ15 لقبًا، يليه ميلان، برشلونة، تشيلسي، بايرن ميونخ، وإنتر ميلان.
في السنوات الأخيرة، طوّرت البطولة بإدخال تقنية حكم الفيديو المساعد وزيادة عدد الفرق في المراحل التمهيدية، مع ارتفاع كبير في الجوائز المالية. تظل دوري أبطال أوروبا منصة تجمع التاريخ، الشغف، والمهارة، وحدثًا عالميًا يتابعه الملايين، حيث تُعد المباراة النهائية من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة سنويًا، وحلمًا لكل لاعب ومدرب يسعى لكتابة اسمه في سجل العظماء.
