حجز منتخب مصر مقعده في نهائيات كأس العالم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بعد نجاح لافت في رحلة تصفيات قارة أفريقيا، تجنّب خلالها السقوط في فخ الهزيمة على مدار عشر جولات.
ويسجّل المنتخب المصري بقيادة مديره الفني حسام حسن مشاركته الرابعة ببطولة كأس العالم، بعد أن كان أول منتخب عربي وأفريقي يحضر في المونديال، وذلك في النسخة التي أُقيمت عام 1934 بإيطاليا.
وغاب الفراعنة طويلا عن أجواء كأس العالم، قبل العودة بقيادة المدرب الراحل محمود الجوهري في نسخة 1990، التي أُقيمت في إيطاليا أيضا، ثم ايتعدوا مجدداً لمدة 28 عاماً، قبل الظهور في نسخة 2018 التي استضافتها روسيا.
وبعد الغياب عن النسخة الماضية عام 2022 التي أُقيمت في قطر، عاد منتخب مصر مجدداً إلى أجواء المونديال، وهذه المرة بقيادة حسام حسن، أسطورته الخالدة، الذي سبق له تمثيل الفراعنة لاعباً في كأس العالم 1990.
ومن المقرر أن تُجرى مراسم قرعة بطولة كأس العالم 2026، في حفل موسّع يوم 5 ديسمبر المقبل. وتقام النسخة القادمة بمشاركة 48 منتخباً في ضيافة الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وسيتم تقسيم المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 12 مجموعة، ويقع المنتخب الأمريكي على رأس المجموعة الرابعة، بينما يتواجد منتخب المكسيك في المجموعة الأولى، ومنتخب كندا في المجموعة الثانية.
التصنيف المتوقع
بحسب تصنيف شهر سبتمبر الماضي، يحتل منتخب مصر المركز الخامس والثلاثين على مستوى العالم.
ومع تحقيق منتخب مصر الفوز على حساب جيبوتي وغينيا بيساو، في تصفيات كأس العالم خلال شهر أكتوبر الجاري، فإن الفراعنة أمامهم فرصة للتحسّن والتقدّم بمقدار مركزين.
ومن المرجّح أن يشارك منتخب مصر في بطولة ودّية بالإمارات، بجانب أوزبكستان وإيران وكاب فيردي، خلال شهر نوفمبر المقبل، وإذا حقّق الفوز في مباراتي تلك البطولة، فقد يتقدّم إلى المركز الثامن والعشرين في تصنيف الفيفا.
هذا التصنيف العالمي قد يجعل منتخب مصر في المستوى الثالث بنسبة كبيرة، خلال مرحلة المجموعات ببطولة كأس العالم، بينما قد يتراجع إلى المستوى الرابع، في حال صعود بعض المنتخبات الأوروبية التي تسبقه في التصنيف. وهو ما يعني أن الفراعنة سيصطدمون على الأرجح ببعض عمالقة العالم، على غرار البرازيل وإسبانيا وإنجلترا وفرنسا والأرجنتين.
المجموعة المنتظرة
قد تسفر القرعة عن وقوع منتخب مصر بجوار إحدى الدول المضيفة، سواء الولايات المتحدة أو كندا أو المكسيك. وربما تضعه القرعة أيضاً إلى جانب أحد المنتخبات الكبرى في أوروبا أو أمريكا الجنوبية، وهو ما سيرسم ملامح المجموعة بصورة كبيرة.
ولم يعلن الفيفا عن أي إجراءات استثنائية، بخصوص إمكانية تجنّب منتخبات القارة الواحدة مواجهة بعضها البعض في مرحلة المجموعات. والنقطة التي قد تسهّل مهمة منتخب مصر نسبياً في استكمال المشوار نحو الدور الثاني، لأول مرة في تاريخه، هي صعود أفضل ثمانية منتخبات تحتل المركز الثالث في دور المجموعات.
ويأتي منتخب مصر حاليا – على صعيد المنتخبات المتأهلة رسميا للمونديال – خلف العديد من المنافسين، منهم أستراليا وكوريا الجنوبية وإيران واليابان والسنغال وإنجلترا وأوروجواي وكولومبيا والمغرب والبرازيل والأرجنتين.
ومع نهاية مشوار التصفيات، يُنتظر تأهل عدة منتخبات أوروبية أخرى، مثل البرتغال وإسبانيا وفرنسا وهولندا وكرواتيا، وهو ما سيدفع منتخب الفراعنة نحو التصنيف الثالث أو الرابع دون شك، لكن يبقى الأمر معلقاً بنتائج المنتخبات التي تسبق مصر في التصنيف.
وسبق لمصر مواجهة العديد من المنتخبات الكبرى، خلال مشاركاتها السابقة في كأس العالم؛ فخلال نسخة 1934 لعبت مباراة وحيدة ضد المجر، وخسرت (4-2) وودّعت مبكرا. وفي كأس العالم 1990، خاض منتخب مصر منافسات مجموعة صعبة، ضمّت هولندا (بطلة أوروبا وقتها) وإنجلترا وأيرلندا.
وتعادل منتخب مصر مع هولندا بهدف لكل منهما، كما تعادل دون أهداف مع أيرلندا، قبل أن يخسر بهدف نظيف أمام إنجلترا.
وكان الظهور الأخير في نسخة 2018، في مجموعة تضم أوروجواي وروسيا والمملكة العربية السعودية، ليخسر الفراعنة أمام أوروجواي بهدف نظيف، ثم أمام روسيا بثلاثة أهداف مقابل واحد، قبل تلقي الهزيمة الثالثة على يد السعودية، بهدفين مقابل هدف.
ولم يعرف الفراعنة طعم الانتصار، على مدار 7 مباريات سابقة في تاريخهم المونديال، حيث انهزموا في 5 مناسبات وتعادلوا مرتين.
الحلم الصعب
وعلى مدار التاريخ، كان حلم المشاركة في كأس العالم أحد أبرز أهداف الكرة المصرية، إذ ارتبطت به أجيال متعاقبة من النجوم والمدربين. ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي، قدم المنتخب المصري مستويات مميزة في البطولات الأفريقية والعربية، لكنه كان يفتقد الحظ في التصفيات المؤهلة للمونديال.
وفي السبعينيات بدأت مصر تقترب أكثر من التأهل، لكنها اصطدمت بمنتخبات قوية أخرى مثل تونس وزائير (الكونغو الديمقراطية حاليًا)، بينما شهدت ثمانينيات القرن محاولات جادة أبرزها تصفيات 1986، التي انتهت بخروج مؤلم أمام المغرب.
وجاءت العودة التاريخية عام 1990 بقيادة محمود الجوهري، رفقة هاني رمزي وحسام حسن وإبراهيم حسن ومجدي عبد الغني، وغيرهم من النجوم.
وفي أول عقد ونصف من القرن الحالي، ظل الجيل الذهبي بقيادة محمد أبو تريكة ووائل جمعة يحاول بلوغ الحلم دون جدوى، حتى جاء التأهل في 2018 تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، بفضل هدف محمد صلاح التاريخي في مرمى الكونغو.