صراع الأقدار في أولد ترافورد .. ماونت يتألق وكونيا يتخبط – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

صراع الأقدار في أولد ترافورد .. ماونت يتألق وكونيا يتخبط

تشهد أروقة مانشستر يونايتد حالة من الصراع غير المرئي على مركزه في التشكيلة الأساسية، وسط تألق ماسون ماونت الذي بدا وكأنه “ولد من جديد” تحت قيادة روبن أموريم، فيما يقف البرازيلي ماتيوس كونيا، الصفقة الضخمة مقابل 62 مليون جنيه إسترليني، أمام تحدٍ حقيقي لإثبات ذاته.

عادةً، يُتوقع أن يضمن لاعب برازيلي انضم مقابل مبلغ ضخم مكانًا في التشكيلة الأساسية، خصوصًا في المواجهات الكبرى مثل الديربي المرتقب ضد ليفربول. ومع ذلك، يبدو أن كونيا سيبدأ رحلته على ملعب أنفيلد يوم الأحد على مقاعد البدلاء، بعد الأداء المبهر لماونت الذي انتزع بطاقة اللعب الأساسية مؤخرًا.

انضم كونيا إلى مانشستر يونايتد الصيف الماضي في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 62.5 مليون جنيه إسترليني، مع سقف إضافي يصل إلى 83 مليون دولار. وصُوّر حينها كلاعب تحويلي، على غرار إريك كانتونا في أيامه الذهبية، وهو قادر على قلب موازين الفريق. ومع ذلك، فإن بدايته في أولد ترافورد كانت بعيدة عن التوقعات.

في سبع مباريات خاضها في جميع المسابقات، لم ينجح كونيا في تسجيل أي هدف أو صناعة تمريرة حاسمة. وربما كان أبرز ما قام به حتى الآن حادثة إهدار ركلة جزاء أمام جريمسبي، والتي أسفرت عن خروج مانشستر يونايتد من كأس كاراباو لأول مرة أمام فريق من الدرجة الرابعة. هذه البداية المخيبة تُضفي شعورًا بالقلق حول قدرة النجم البرازيلي على التأقلم مع الضغوط الكبيرة في أولد ترافورد.

الهزيمة أمام جريمسبي لم تكن النهاية، إذ تعرض كونيا لإصابة شد عضلي بعد نصف ساعة فقط من بداية المباراة التالية ضد بيرنلي، واضطر إلى الخروج من الملعب. وعزا أموريم هذه الإصابة إلى إرهاقه من لعب كل دقائق لقاء جريمسبي. كما أصيب ماونت في نفس الشوط الأول، لكن سرعان ما تعافى ليعود بقوة لاحقًا.

صعود ماسون ماونت: الأداء والقيادة

في المقابل، عاش ماونت أيامًا مختلفة تمامًا. بعد صراع طويل مع الإصابات في موسمينه السابقين مع تشيلسي، جاء انتقاله إلى مانشستر يونايتد ليعيد اكتشاف ذاته. على الرغم من منافسة كونيا وبران مبيومو، نجح ماونت في فرض وجوده على أرض الملعب، خصوصًا بعد الأداء المميز ضد سندرلاند، حيث ساهم في الفوز 2-0، مما عزز ثقته وأثبت قيمته في التشكيلة الأساسية.

ماونت يتميز بما وصفه فيل جونز، مدافع يونايتد السابق، بأنه “قيادة بالقدوة”، حيث يجمع بين الأداء العالي والعمل الدؤوب والشغف بالكرة. يقول جونز: “ليس كل قائد يحتاج إلى الصراخ أو رفع الأصوات في غرفة الملابس. ماونت يقود من خلال المثال، ويُظهر أخلاقيات عمل رائعة، ويضحي بنفسه للضغط على الخصم، ويحرص على مساعدة الفريق في كل لحظة”.

تجربة ماونت في تشيلسي، حيث تألق تحت قيادة فرانك لامبارد وتوماس توخيل، مكنته من تطوير مهاراته وتحمل الضغوط. كما كان محط إعجاب إريك تين هاج، الذي حاول ضمه لمانشستر يونايتد قبل انتقاله، مستندًا إلى أدائه المميز مع فيتيسه وأياكس سابقًا.

صراع على التشكيلة الأساسية

مع الأداء المتذبذب لكونيا، يبدو أن ماونت قد أصبح الخيار المفضل لقيادة خط الوسط. فالبرازيلي، رغم سجله الممتاز مع وولفرهامبتون (27 هدفًا و13 تمريرة حاسمة خلال الموسمين الماضيين)، لم ينجح حتى الآن في تقديم الإضافة المتوقعة ليونايتد.

وبدا الأمر واضحًا من البداية ضد آرسنال، حيث أظهر لمحات إيجابية، لكنه لم يستمر على نفس المستوى في المباريات التالية، بما في ذلك الهزيمة أمام جريمسبي وفشل تسجيل أي هدف أو تمريرة حاسمة.

كما أن توالي الإصابات يعقد موقف كونيا. بعد الشد العضلي ضد بيرنلي، عانى من انقطاع عن الملاعب، فيما استغل ماونت فترة غياب كونيا عن التشكيلة الوطنية الإنجليزية للتألق وإثبات أنه البديل الأكثر استقرارًا.

الأداء المتوازن والمرونة التكتيكية

ماونت يتميز بالمرونة التكتيكية، إذ يمكنه اللعب في عدة مراكز، مما يمنح أموريم خيارات أوسع. يقول ماونت: “لقد لعبت سابقًا في أنظمة مشابهة لما يريد المدرب، لذلك أعرف أدوار الفريق وما يتوقعه منا، وهذا يجعلني قادرًا على تقديم أفضل أداء”.

أما كونيا، فهو أيضًا لاعب متعدد المواهب، لكنه يشعر بالضغط الناتج عن توقعات الجمهور والوزن الثقيل لقميص مانشستر يونايتد. يقول لصحيفة “جلوبو”: “إنه عبءٌ جاء بعد الفوز بالأولمبياد مع البرازيل. هناك توقعات عالية لأداء مستمر، وهذا يفرض على اللاعب تحمل حيرة بشأن مركزي المثالي في الفريق”.

هذا الضغط النفسي أثر على أدائه حتى الآن، إذ لم يتمكن من مواصلة عادته في تسجيل الأهداف أو صناعة الفرص، ما جعله أكثر هشاشة أمام المنافسة الداخلية، خصوصًا مع صعود ماونت بشكل لافت.

ثقة أموريم وماونت في الملعب

روبن أموريم وجد في ماونت لاعبًا يحقق التوازن المطلوب بين العمل الدفاعي والهجومي، ويملك القدرة على قيادة الفريق عبر مثال الأداء الشخصي. بعد الفوز ضد سندرلاند، أشاد أموريم بماونت، قائلاً: “يجيد الدفاع، ذكي جدًا، ويملك القدرة على الهجوم بفعالية”.

هذا الثناء يعكس ثقة كبيرة من المدرب في قدرات اللاعب، وهو ما يضعه في مركز قوة داخل الفريق. ماونت يبدو الآن محور خط الوسط، ويشكل الخيار الأكثر أمانًا أمام أموريم للمباريات المهمة، خاصة أمام ليفربول، حيث يتطلب الأمر أداءً مستقرًا وفاعلاً ضد أحد أقوى فرق الدوري الإنجليزي.

النتائج تتحدث

حتى الآن، سجل كونيا صفر أهداف مع مانشستر يونايتد، ولم يحقق الفريق أي انتصار حين شارك لمدة 45 دقيقة أو أكثر. في المقابل، ساهم ماونت في تحقيق الانتصارات وخلق التوازن التكتيكي، ما يجعله الخيار الأول للمدرب، ويضع كونيا أمام اختبار حقيقي لإثبات نفسه قبل فوات الأوان.

هذا الصراع الداخلي بين النجوم يعكس طبيعة الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث الأداء الفردي وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون متوافقًا مع أسلوب الفريق وقدرات زملاء الملعب.

صعود ماسون ماونت في مانشستر يونايتد ليس مجرد عودة لاعب مميز بعد الإصابات، بل هو مثال على كيف يمكن للإصرار والالتزام التكتيكي تحويل مسيرة لاعب.

بالنسبة لماتيوس كونيا، الطريق أمامه مليء بالتحديات، إذ يحتاج إلى تجاوز الضغط النفسي وتحقيق الأداء الذي يبرر الصفقة الضخمة، وإلا فقد يجد نفسه متأرجحًا بين مقاعد البدلاء والتشكيلة الأساسية.

في المقابل، يظهر ماونت كرمز للتوازن والاستقرار في الفريق، ويبدو مرشحًا طبيعيًا لقيادة الفريق في مباراة مهمة ضد ليفربول، مع وعد بتقديم الأداء الذي يحتاجه المدرب والجماهير على حد سواء.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل