تهديد خطير .. بالمر يواجه شبح الغياب عن مونديال 2026 – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

تهديد خطير .. بالمر يواجه شبح الغياب عن مونديال 2026

من الصعب عدم إدراك أهمية كول بالمر داخل تشكيلة تشيلسي، ما يتجلى في إصرار المدرب إنزو ماريسكا على الدفع به في المباريات هذا الموسم، رغم معاناته من إصابة مزمنة ومزعجة في الفخذ.

لكن اعتماد البلوز المفرط على اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا كلّف الفريق ثمنًا باهظًا، بعدما تأكد غيابه حتى ديسمبر / كانون الأول، في ضربة موجعة للنادي ولطموحاته الدولية مع منتخب إنجلترا قبل كأس العالم.

لم يشارك بالمر سوى في أربع مباريات فقط منذ انطلاق الموسم في مختلف المسابقات.

وبعد خروجه من التشكيل الأساسي في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، استعجل العودة إلى الملاعب في سبتمبر / أيلول رغم استمرار الإصابة، قبل أن تتفاقم حالته مجددًا ويعود إلى العلاج.

وكشف ماريسكا مؤخرًا أن النجم الإنجليزي يحتاج إلى ستة أسابيع إضافية للتعافي الكامل، ما يعني أنه لن يظهر قبل أواخر نوفمبر / تشرين الثاني على أقرب تقدير، وسيغيب بالتالي عن 9 مباريات على الأقل في فترة حاسمة لمستقبل تشيلسي في موسم 2025-2026.

الجانب الإيجابي الوحيد في الموقف أن حالته لا تستدعي الخضوع لجراحة في الوقت الحالي.

ويعني ذلك أيضًا أن بالمر سيغيب عن معسكر منتخب إنجلترا الثالث على التوالي في نوفمبر / تشرين الثاني، بعد غيابه عن تجمعي سبتمبر / أيلول وأكتوبر / تشرين الأول للإصابة ذاتها.

ومع أن موهبته لا يختلف عليها اثنان، إلا أن فرصه في الوجود ضمن قائمة المونديال المقبل باتت مهددة، خاصة في ظل رغبة المدرب توماس توخيل في مكافأة اللاعبين الذين حافظوا على جاهزيتهم واستمرارية عطائهم خلال الفترة الماضية.

دفع الثمن

لا شك أن إصابة كول بالمر كان من الممكن تجنّبها أو على الأقل الحدّ من خطورتها، لولا بلوغ تشيلسي المجد غير المتوقع في كأس العالم للأندية خلال الصيف.

فالنجم البالغ من العمر 23 عامًا كان بطل الفريق الأبرز في تلك البطولة، بعدما قاد البلوز تقريبًا بمفرده لتخطي باريس سان جيرمان، بطل أوروبا، في المباراة النهائية.

ورغم أن فريق غرب لندن واجه في الولايات المتحدة منافسين أقل قوة نسبيًا، إلا أن بالمر خاض أكثر من 550 دقيقة خلال ست مباريات في أقل من شهر، وهو عبء بدني كبير على لاعب كان يعاني أصلًا من مشاكل طفيفة في الفخذ.

وتشير التقديرات إلى أن الإصابة تفاقمت أثناء البطولة، التي أُقيمت في أجواء حارة ورطبة زادت من الإجهاد العضلي على اللاعبين.

وبعد نهائي البطولة يوم 13 يوليو / تموز، حصل تشيلسي على راحة قصيرة لم تتجاوز 3 أسابيع قبل العودة إلى التدريبات مطلع أغسطس / آب ضمن فترة إعداد محدودة، شارك خلالها بالمر في أكثر من 100 دقيقة بمباراتين وديتين ضد باير ليفركوزن وميلان في نهاية أسبوع واحد، رغم وضوح معاناته من نقص الجاهزية البدنية.

وغالبًا ما يُنسى أن اللاعب شارك أيضًا في معسكر منتخب إنجلترا عقب انتهاء الموسم في يونيو / حزيران، وهو قرار وُصف بالخطأ، بعدما ظهر دون داعٍ في مباراة سهلة أمام أندورا، قبل أن يُستبعد من اللقاء التالي أمام السنغال ويجلس على مقاعد البدلاء.

غريب وخاطئ

لا يرى أسطورة تشيلسي بات نيفين أي شك في أن الجدول المرهق لمباريات الفريق خلال الصيف كان السبب الرئيسي وراء إصابة كول بالمر، الذي يُعد من الركائز الأساسية في تشكيلة النادي اللندني.

وقال النجم الاسكتلندي السابق في تصريحات لموقع OLBG: “كول بالمر مثل أي لاعب آخر، ليس من حيث الجودة، بل من حيث كونه إنسانًا في النهاية. فالضغط البدني الهائل الذي تعرّض له لاعبو تشيلسي لا بد أن يؤثر عليهم، ونحن نعلم أن ذلك سيحدث عاجلًا أم آجلًا. إنها ليست مسألة احتمال، بل مسألة وقت فقط”.

وأضاف نيفين موضحًا: “كول يعاني الآن لأنه لعب دون توقف تقريبًا طوال الصيف. توقعت أن تأتي الضربة الكبرى في نوفمبر / تشرين الثاني أو ديسمبر / كانون الأول، حيث تبدأ الإصابات في الظهور وينخفض مستوى عدد من اللاعبين”.

واختتم نيفين حديثه بانتقاد صريح للبرنامج التحضيري قائلًا: “كان موسم تشيلسي الإعدادي يتضمّن إقامة مباراتين خلال ثلاثة أيام فقط. هذا أمر غريب، وخاطئ، ومستحيل من الناحية البدنية”.

عودة قبل الأوان

من الطبيعي أن يُوجَّه قدر من اللوم إلى المدرب إنزو ماريسكا، وربما أيضًا إلى الطاقم الطبي في تشيلسي، بعد الانتكاسة الأخيرة التي تعرض لها كول بالمر.

فإصرار المدرب المستمر على إشراك لاعبه الأساسي في أكبر عدد ممكن من المباريات، رغم وضوح معاناته، أضر بلا شك بحالته البدنية وأسهم في تفاقم الإصابة.

ففي الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز خلال أغسطس / آب، انسحب بالمر في اللحظة الأخيرة قبل الفوز الكاسح على وست هام، بعد أن فشلت المسكنات في منحه الراحة المطلوبة. واعترف ماريسكا لاحقًا بأن نجمه الشاب شارك في المباراة الافتتاحية أمام كريستال بالاس قبل خمسة أيام رغم الألم، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، وتعرض فيها اللاعب لانتقادات بسبب تراجع أدائه.

وحصل بالمر على فترة راحة قصيرة خلال التوقف الدولي في سبتمبر / أيلول، ثم عاد كبديل في أول مباراة بعد الاستئناف أمام برينتفورد، حيث دخل ليقلب النتيجة ويسجل هدف التعادل الحاسم. بعد ذلك بأيام قليلة، واصل التألق وسجل مجددًا بعد خوضه 90 دقيقة كاملة أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، لكن ضغط المباريات كان قاسيًا؛ فبعد ثلاث مباريات في أسبوع واحد، اضطر إلى مغادرة الملعب بعد 21 دقيقة فقط من مواجهة مانشستر يونايتد في عطلة نهاية الأسبوع التالية، ولم يظهر منذ ذلك الحين.

اعتراف بالخطأ

كان تشيلسي يأمل في البداية أن يتمكن كول بالمر من العودة إلى الملاعب مطلع نوفمبر / تشرين الثاني، وسط تقديرات متفائلة قللت من خطورة إصابته.

لكن المدرب إنزو ماريسكا اضطر إلى التراجع عن تصريحاته السابقة، بعدما تبيّن أن المشكلة أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.

وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة نوتنجهام فورست، قال المدرب الإيطالي: “للأسف كنت مخطئًا، فبالمر سيحتاج على الأرجح إلى ستة أسابيع إضافية للتعافي. نحاول حمايته قدر الإمكان، والأولوية هي أن يعود وهو في كامل لياقته البدنية. الطاقم الطبي ليسوا سحرة، ولا أحد يمكنه الجزم بأنه سيكون بخير تمامًا في وقت محدد، لذلك سنتعامل مع حالته خطوة بخطوة، أسبوعًا بعد أسبوع. لكن المؤكد أنه سيكون بخير في النهاية”.

هذا الجدول الزمني الجديد يعني أن تشيلسي سيفتقد خدمات نجمه الشاب في 9 مباريات مقبلة، من بينها مواجهات كبرى أمام توتنهام وبرشلونة، فيما سيخوض اللاعب سباقًا مع الزمن للحاق بمباراة آرسنال المرتقبة على ملعب ستامفورد بريدج في 30 نوفمبر / تشرين الثاني.

خطر شديد

الأخطر من غياب كول بالمر عن مباريات تشيلسي هو أنه لن يكون متاحًا أيضًا للمشاركة مع منتخب إنجلترا في آخر مباراتين بتصفيات كأس العالم. ورغم أن تأثير غيابه الفردي قد لا يكون واضحًا في ظل وفرة الخيارات الهجومية، فإن غيابه في نوفمبر / تشرين الثاني يعني أنه خاض 65 دقيقة فقط بقميص المنتخب خلال عام 2025.

وبالعودة إلى الوراء، لم يشارك اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا سوى في ثلاث مباريات من أصل 14 ممكنة منذ نهائيات يورو 2024.

وكان نجم تشيلسي قد تعرض لإصابة خلال أول معسكر للمدرب توماس توخيل في مارس / آذار، قبل أن يعود ويشارك في مباراة أندورا في يونيو / حزيران. لكنه غاب عن معسكري سبتمبر / أيلول وأكتوبر / تشرين الأول بسبب تجدد إصابته، وهو ما دفع توخيل إلى التأكيد على أن موهبة بالمر وحدها لا تكفي لضمان مكانه في قائمة كأس العالم، ما لم يستعد لياقته ويشارك بانتظام قبل ضيق الوقت المتبقي.

وقال المدرب الألماني في تصريحات خلال أكتوبر / تشرين الأول: “لقد شارك فقط في معسكر يونيو، وهذا أمر مقلق بالطبع. الأهم أولًا أن يتمكن من اللعب دون ألم، لأن إصابة الفخذ خطيرة جدًا وقد تتحول إلى مزمنة. عندما يكون في كامل لياقته ويتمتع بالإيقاع والتدفق، يمكنه حسم المباريات سواء على مستوى النادي أو المنتخب، ونحن نعرف جيدًا إمكاناته وجودته. لكن الحقيقة أنه غاب عن خمسة من آخر سبعة معسكرات، ولم يتبق سوى معسكرين قبل كأس العالم”.

قبل أشهر قليلة فقط، كان من الصعب تخيّل منتخب إنجلترا دون كول بالمر أساسيًا في مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. أما الآن، فقد أصبح استبعاده احتمالًا واقعيًا، مع بقاء أربع مباريات فقط قبل أن يحسم توخيل قائمته النهائية. فالمدرب ما زال متمسكًا بفلسفة بناء “أجواء النادي” داخل المنتخب، مع الاعتماد على مجموعة ثابتة من اللاعبين، حتى لو كان ذلك على حساب بعض من أكثر المواهب تألقًا في إنجلترا.

مأزق تشيلسي

على مستوى النادي، يجد إنزو ماريسكا نفسه أمام مهمة شاقة تتمثل في قيادة تشيلسي لتحقيق نتائج إيجابية في غياب أبرز وأهم عناصره الهجومية.

ورغم أن الفريق أظهر قدرته على الصمود مؤخرًا بفوز مثير في الوقت القاتل على ليفربول بطل الدوري قبل فترة التوقف، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في الحفاظ على هذا الإيقاع أسبوعًا بعد أسبوع.

فبداية البلوز في الدوري الإنجليزي الممتاز، التي شملت 3 انتصارات وتعادلين وهزيمتين، تعكس بوضوح حاجة الفريق إلى قدر أكبر من الاستقرار، خاصة وهو يحتل المركز السابع حاليًا.

تفاقمت معاناة تشيلسي أيضًا على صعيد الإصابات، بعدما انضم بينوا بادياشيل إلى قائمة المصابين التي تضم كول بالمر، وليام ديلاب، وداريو إيسوجو، وليفي كولويل، ما زاد من صعوبة مهمة المدرب الإيطالي.

وفي هذا السياق، يرى أسطورة النادي بات نيفين أن ماريسكا يواجه اختبارًا حقيقيًا لقدراته في إدارة المجموعة.

وقال: “كل الأمر يتعلق بامتلاك فريق متكامل يمنحك المرونة للتعامل مع الإيقافات والإصابات على حد سواء، كول كان أول الغائبين، لكن انظروا إلى مركز قلب الدفاع؛ لقد أنهى تشيلسي مباراته أمام ليفربول مع لاعبين يُعدّان الخيارين السادس والسابع في هذا المركز”.

وأضاف نيفين: “هذا الوضع سيترك أثره بكل تأكيد. إنه أكبر تحدٍ يواجه ماريسكا هذا الموسم. فالفريق يملك جودة كافية ليكون ضمن الأربعة الكبار، لا شك في ذلك. لكن السؤال هو: كيف يمكن الحفاظ على الجاهزية البدنية والتوازن المطلوب للوصول إلى هذا الهدف؟ هذا ما سيتعين علينا اكتشافه خلال الأسابيع المقبلة”.

فريد من نوعه

في الحقيقة، لا يخفي إنزو ماريسكا إدراكه لحجم الفجوة التي خلّفها غياب كول بالمر، إذ وصف مهمة تعويضه بأنها شبه مستحيلة.

وقال المدرب الإيطالي: “أولًا، من الصعب استبدال كول لأنه لاعب بالغ الأهمية بالنسبة لنا، وأحد أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكننا نحاول التكيّف مع ما لدينا من عناصر وفقًا لخطة اللعب. أمام ليفربول اعتمدنا على مالو جوستو، وضد بنفيكا كان فاكوندو بونانوتي، بالتأكيد نحتاج إلى حلول مختلفة ومهارات متنوعة، لأننا ببساطة لا نملك لاعبًا آخر مثل كول، إنه فريد من نوعه”.

وأضاف ماريسكا موضحًا تأثير الغيابات: “لقد فقدنا عنصرين أساسيين في بناء الهجمات وكسر الخطوط. كان ليفي كولويل هو محور البناء من الخلف، وكول بالمر هو العقل المدبر في الوسط، لكننا نحاول إيجاد حلول مختلفة بالاعتماد على اللاعبين المتاحين”.

ورغم أن إصابة ليام ديلاب تمثل ضربة أخرى، إلا أن تشيلسي يمكن أن يشعر ببعض الارتياح لعدم تعرض المزيد من عناصره الهجومية لإصابات خطيرة. ومع ذلك، فإن ماريسكا مضطر الآن إلى الاعتماد على مجموعة من الأسماء الشابة والموهوبة لتعويض غياب نجمه الأبرز خلال المباريات التسع المقبلة، مثل إنزو فرنانديز، وإستيفاو، وأليخاندرو جارناتشو، وبونانوتي، وجيمي جيتنز، الذين سيتعين عليهم رفع مستوى أدائهم وتحمل مسؤولية الإبداع الهجومي.

سيكون التحدي الأكبر أمام ماريسكا هو إيجاد الصيغة الصحيحة بسرعة، لتفادي انهيار موسم بدأ بآمال كبيرة ويهدد الآن بالتفكك أمام عينيه، إن لم ينجح في تحويل الأزمة إلى فرصة لإعادة اكتشاف الفريق من جديد.

التصنيفات: اخبار عالمية,عاجل