لماذا لا يزال العالم يتغنى بلاعب الأمس رغم كل إمكانيات اليوم؟ .. عادل حويس – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

لماذا لا يزال العالم يتغنى بلاعب الأمس رغم كل إمكانيات اليوم؟ .. عادل حويس

في زمن تتسارع فيه التقنية وتتحول الملاعب إلى مختبرات للبيانات والتحليل يظل العالم يحن إلى لاعب الأمس ذاك الذي لم يكن يمتلك سوى موهبته الفطرية وحذاء مثقوب وعشب غير ممهد لكنه كان يملك ما لا تصنعه التكنولوجيا: الصدق في الأداء والنقاء في الشغف.

اليوم.. صار اللاعب مشروعا استثماريا قبل أن يكون حلما رياضيا. تقاس سرعته بالثواني ودقته بالمليمترات ولياقته بمنحنيات بيانية على شاشة المدرب. غير أن الجماهير في أعماقها لا تزال تبحث عن الدهشة التي لا تقاس بالأرقام. تبحث عن تلك اللمسة التي تخرج من القلب قبل القدم عن اللاعب الذي كان يلعب حبّا لا حسابا.

لا غرابة إذا أن تظل أسماء مثل مارادونا زيدان، رونالدو البرازيلي أو حتى ماجد عبدالله تتردد في المجالس حتى اليوم. فهؤلاء لم يكونوا مجرد لاعبين بل كانوا حكايات حية تسكن الذاكرة. لم يصنعهم “الترند” بل صنعهم الشارع وصقلتهم الموهبة وخلدهم الإحساس الذي كانوا يمنحونه للجماهير في كل لمسة كرة.

لقد تغير شكل اللعبة لكن جوهرها الإنساني لم يتغير. كل جيل يملك أبطاله نعم لكن الحنين لا يعرف المنطق. فحين يتغنى الناس بلاعب الأمس فإنهم في الحقيقة يحنون إلى أنفسهم إلى زمن كانت فيه البساطة أجمل من البهرجة والعاطفة أقوى من التحليل.

إن لاعب الأمس لم يكن أسطورة لأنه سجل أهدافا أكثر بل لأنه أيقظ فينا شعورا لا تكرره الإحصاءات. لذلك، سيظل العالم يتغنى به لا لأننا نرفض الحاضر بل لأننا نؤمن أن الماضي كان يملك روحا نفتقدها اليوم.

التصنيفات: ميادين