كلاسيكو الحسابات المعقدة .. ريال مدريد يطارد الثأر أمام برشلونة – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

كلاسيكو الحسابات المعقدة .. ريال مدريد يطارد الثأر أمام برشلونة

بعد موسمٍ سيطر فيه برشلونة على مواعيد الكلاسيكو الأربعة، يستعد ريال مدريد للردّ بكل ما أوتي من قوة حين يستضيف غريمه الكتالوني مساء الأحد على ملعب “سانتياجو برنابيو”، ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

الملحمة المرتقبة تأتي في وقتٍ يتصدر فيه ريال بقيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو الترتيب بـ24 نقطة، متقدماً بفارق نقطتين عن برشلونة حامل اللقب، في مواجهةٍ يتطلع فيها الطرفان لتأكيد الجدارة والهيمنة على “الليغا”.

ذكريات الموسم الماضي.. سيطرة كتالونية كاملة

لم ينسَ جمهور ريال مدريد بعدُ مرارة الموسم الماضي، حين فرض برشلونة هيمنته الكاملة على الكلاسيكو في حقبة المدرب الألماني هانز فليك، إذ فاز في المواجهات الأربع (مرتين في الدوري، ومرة في كأس الملك وأخرى في السوبر الإسباني)، ليحصد ثلاثية محلية تاريخية أنهت عمليًا حقبة الإيطالي كارلو أنشيلوتي في العاصمة مدريد.

اليوم، يبدأ ريال عهدًا جديدًا مع ألونسو الذي يخوض الكلاسيكو الأول في مسيرته التدريبية، في سعيه لتكريس بدايته الجيدة وإثبات أن مشروعه قادر على إسقاط حامل اللقب، خاصة بعد سلسلة نتائج إيجابية وضعته على قمة الترتيب في أول تسع مراحل.

ألونسو بين الطموح والاختبار الأول

يدرك تشابي ألونسو، الذي صنع مجده لاعبًا في صفوف ريال مدريد بين عامي 2009 و2014، أن مواجهة برشلونة تختلف عن أي مباراة أخرى، فهي اختبار للهوية قبل أن تكون مجرد صراع نقاط.

المدرب البالغ 43 عامًا بدأ مغامرته بثقة، لكنه يواجه تساؤلات حول قدرة فريقه على الثبات في المواجهات الكبرى، بعد هزيمتين ثقيلتين مؤخرًا أمام باريس سان جيرمان 0-4 في نصف نهائي كأس العالم للأندية، وأمام الجار أتلتيكو مدريد 2-5 في “ديربي” سبتمبر.

ويرى كثيرون أن الفوز على برشلونة سيكون بمثابة طوق نجاة مبكر يعيد الثقة للفريق ويمنح ألونسو دفعة معنوية هائلة، بينما قد يفتح الطريق أمام الريال للابتعاد بفارق 5 نقاط عن غريمه الأزلي.

مبابي.. من خيبة الكلاسيكو إلى أيقونة الحسم

في المقابل، يمثل كيليان مبابي جوهر مشروع ريال الجديد وسلاحه الأبرز في معركة الكلاسيكو. النجم الفرنسي يعيش واحدة من أفضل فتراته منذ انتقاله إلى مدريد، حيث بات ماكينة تهديف لا تهدأ، مسجلاً 10 أهداف من أصل 20 لفريقه في الدوري، و15 في مختلف المسابقات بنسبة 54% من إجمالي أهداف ريال هذا الموسم.

ويدخل مبابي المباراة وهو في قمة فورمته، بعد أن هزّ الشباك في 11 مباراة متتالية مع الريال ومنتخب فرنسا. لكن ما يثير الجدل هو سؤال ألونسو الشهير حين قال الأسبوع الماضي: “لسنا معتمدين عليه”، رغم أن الأرقام تُكذّب هذا الادعاء وتؤكد أن ريال يدور فنيًا حول الكوكب الفرنسي المتألق.

من الذكرى المؤلمة إلى الانتفاضة المنتظرة

كلاسيكو الأحد سيكون بمثابة مواجهة شخصية لمبابي أكثر من أي لاعب آخر. فقبل عامٍ واحد، خاض الفرنسي أول كلاسيكو له بقميص ريال، وانتهى به المطاف كأحد أضعف لاعبي المباراة في الخسارة المهينة 0-4 على أرض “البرنابيو”.

حينها، وقع في مصيدة التسلل ثماني مرات وأُلغِي له هدف بداعي التسلل، لتصفه صحيفة “آس” بأنه “منكمش وخالٍ من السم”.

لكن مبابي لم يستسلم. فبعد أسابيع قليلة، وعد جماهير الريال قائلاً: “حان الوقت لتغيير وضعي وإظهار من أنا كلاعب”، وبالفعل بدأ رحلة الصعود، فاستعاد مستواه تدريجيًا حتى صار محور الهجوم الملكي ونجمه الأول.

هزائم لم تقتل الطموح

ورغم أن ريال خسر نهائي السوبر الإسباني أمام برشلونة بنتيجة 2-5 رغم تسجيل مبابي هدفين، ثم خسر نهائي كأس الملك 2-3 بالسيناريو نفسه، إلا أن النجم الفرنسي أثبت أنه قادر على إحداث الفارق حتى في الخسارات.

وفي مايو الماضي، حين بلغ قمة مستواه، دوّن “هاتريك” تاريخيًا في شباك برشلونة، لكنه لم يمنع سقوط فريقه 3-4 في المباراة التي قرّبت فليك من لقب الدوري.

تلك الخسارات المتتالية زادت من تعطش مبابي للثأر، وجعلت كلاسيكو الأحد موعدًا شخصيًا بينه وبين ذكرياته المؤلمة.

جولر.. السلاح السري في يد ألونسو

الوجه الجديد في معادلة ريال هذا الموسم هو التركي أردا جولر، الذي بات الشريك المثالي لمبابي في الخط الهجومي.

بفضل رؤيته المميزة وقدرته على التمرير في المساحات الضيقة، أصبح غولر المموّل الأساسي لانطلاقات مبابي، وهو ما أكده ألونسو بقوله: “يتنقل أردا بين الخطوط وهناك يجد مبابي ببراعة”.

الثنائي قد يكون كلمة السر في فك شيفرة الدفاع الكتالوني، خصوصًا أن برشلونة يعاني دفاعيًا منذ انطلاق الموسم، بعدما اهتزت شباكه 10 مرات في 9 مباريات، وهو رقم غير مألوف في عهد فليك.

مدريد قلعة لا تُقهر

إلى جانب التألق الفردي، يتسلح ريال مدريد هذا الموسم بسلسلة مذهلة على ملعبه “البرنابيو”، إذ حقق 10 انتصارات متتالية في مختلف المسابقات، في أطول سلسلة له منذ أكثر من عقد.

هذا التفوق الميداني يمنح لاعبي ألونسو ثقة كبيرة قبل مواجهة الغريم، ويزيد من رغبة الجماهير في رؤية انتصار طال انتظاره على برشلونة بعد موسم من السيطرة الكتالونية الكاملة.

أرقام الكلاسيكو.. تفوق طفيف للريال

تاريخيًا، التقى الفريقان في 261 مباراة رسمية في مختلف المسابقات، فاز ريال مدريد في 105 منها مقابل 104 انتصارات لبرشلونة، بينما انتهت 52 مواجهة بالتعادل.

هذا التوازن التاريخي يجعل من كلاسيكو الأحد فرصة نادرة للفريقين لتعديل كفة الصراع المستمر منذ أكثر من قرن.

برشلونة.. من أزمة الدفاع إلى نشوة الهجوم

على الجانب الآخر، يسعى برشلونة إلى استعادة بريقه والرد على الانتقادات التي طالته بعد خسارته القاسية أمام إشبيلية 1-4 في المرحلة الثامنة.

لكن الفريق الكتالوني بدا وكأنه استعاد توازنه مؤخرًا بتحقيق فوزين متتاليين، على جيرونا 2-1 في الدوري، ثم اكتساح أولمبياكوس اليوناني 6-1 في دوري أبطال أوروبا، وهي المباراة التي شهدت تألق الشاب فيرمين لوبيس بثلاثية، والوافد الإنجليزي ماركوس راشفورد بثنائية لافتة.

ويأمل فليك، الذي سيشاهد اللقاء من المدرجات بسبب الإيقاف، أن يواصل فريقه هذه الصحوة، رغم غياب مجموعة من ركائزه الأساسية، أبرزهم جافي وداني أولمو والحارس جوان جارسيا، إضافة إلى المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فيما ينتظر عودة البرازيلي رافينيا لتعزيز الجبهة الهجومية.

كلاسيكو الحسابات المعقدة

كلاسيكو الأحد ليس مجرد معركة على ثلاث نقاط، بل هو مواجهة تحمل أبعادًا رمزية ونفسية عميقة لكلا الطرفين.

ريال مدريد يريد أن يؤكد عودة هيبته بعد موسم مؤلم ويثبت أن مشروع ألونسو قادر على مواجهة ضغوط القمم الكبرى، فيما يبحث برشلونة عن تثبيت شخصية البطل رغم الإصابات والعثرات.

وبين مبابي الباحث عن المجد الشخصي وفليك الغائب الحاضر من المدرجات، يقف الكلاسيكو على صفيحٍ ساخن عنوانه العريض: “إما الهيمنة الملكية.. أو استمرار العقدة الكتالونية”.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل